جريدة الديار
السبت 20 أبريل 2024 04:42 مـ 11 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

محمد ابوحلاوه يكتب : جهاز مكافحة ”النفاق العام”

محمد ابوحلاوه يكتب : جهاز مكافحة "النفاق العام" نعيش في تلك الآونة الأخيرة حالة من عدم الصدق مع النفس واتصاق الذات ، لاسيما حالة من المبالغة في النفاق فقد تجاوز الظالمون المدى وقد تجاوزنا في خلق الاعذار والتبريرات دون النظر لعواقب قد تهتز لها الدنيا، كأثر في النفس البشرية والثقافة والتعليم وكل شيء قد يترطب علي تلك المجاملات السخيفة المخزيه لأصحابها والنفاق العلن والسلبية المستتره خوفا او من اجل المصالح وفي تلك الايام تجد بعض الشخصيات متناقضة مع انفسها وخاصتا في الاعلام قد تجد التصريح ونقيضة ومن يستخدم ساحته الاعلامية من اجل نفوذه لا لبث القيم ونبت الاخلاق ونشر الفضيلة.

ولكن اتمنى ان لاتأمنهم الدولة او الشعب في الفتره المقبلة بمجرد ان تتصفح مواقع التواصل تجد حالة من النفاق بين الناس مثيره للاشمزاز والشفقة لحالة اللا وعي والغيبوبة التى اصبحت مفروضة علينا دون محاسبة او مسألة ، الكلمة شرف ورجل بلا كلمة رجل بلا شرف تربينا وتعلمنا منذ الصغر علي ذلك لا نقول الشيء ونقيضه وقد نهانا رسول الله (ص) عن الكذب حتى لا نكون في حزمه المنافقين في الحديث الشريف قال ص آيات المنافق ثلاث اذا حد كذب ،واذا وعد اخلف،واذا اؤتمن خان صدق رسول الله(ص).

وبالرغم من ذلك اصبحنا نجتهد ونبدع في النفاق وفي نفس السياق كتب الشعراء قديما وحديثا عن ذلك قال المتنبي : ومن هوى الصدق في قولي وعادته رغبت عن شعر في الرأس مكذوب وقال أحمد شوقي : والمرء ليس بصادق في قوله حتى يؤيد قوله بفعال. وحتى في الجاهلية قال عدى بن ربيعة ان قولى مطابق لفعالي .

ومن اجمل الرويات التى قيلت أسرد لكم موقف من مواقف فارس هزم نصف معاركة بأخلاقه بن عباد كان الحارث بن عباد في الجاهلية رجل عرفوه العرب بأنه لم يتراجع عن كلمه قالها قط ويحكي عنه بأنه اثناء حربه للاخذ بثأر من عدي بن ربيعة قد ضعف نظره وامسك بفارس ليلا اثناء المعركة وقال ارشدني عن مكان عدي فقال الفارس وتتركني حيا قال نعم فقال الفارس وهل لاترجع في كلمتك فأجاب الحارث ومنذ متي سمعت بأني رجعت في كلمه قولتها فاجاب الفارس انا عدي بن ربيعة فلم يقتله الحارث بالرغم من انه قاتل ابنه جبير.

ولعلك تتسأل بين نفسك بأن تلك الاحداث كانت بالجاهلية فكيف لنا ان نكون الان بعد نعمة الاسلام . فمن يثق الانسان فيما ينوبه ومن اين للحر الكريم صحاب وقد اصبح الناس الا اقلهم ذئاب علي اجسادهن ثياب هكذا قال ابو فراس الحمداني في احدى قصائده كأنه يوصف تلك الايام اما عن حالة النفاق وعدم الصدق مع النفس يجعلك تقول ما بال الناس صارو ابحرا يخفون تحت الحب حقد الحاقدين يتقاباون بأذرع مفتوحة والكره فيهم قد اطل من العيون ياليت بين يدي مراءه ترى مافي قلوب الناس من امر دفين من اروع ما قيل وغنى القيصر كل هذا يصف ما نشعر به ولكنه لم يغير شيء ولكن قد اصبحنا نعيش في تلك الايام الكريمة ومن اراد العمل لوجه الله لا يريد غيره فليتذكر انه سوف يجنى حصاد لسانه عن قريب فالمرء يسلم باللسان ويعطب الضمير هو المنوط به مكافحة النفاق فما علينا ان نفعل بعد ان جفت ضمائركم وهانت عليكم انفسكم فأصبح الجمع العام لايبالى من الكذب والتدليس وايضا وعدم الصدق مع النفس ، كيف نواجه الحقائق بشجاعة اذا ذهبت للشراء في الاسواق مثلا سوف تجد من يقسم لك كذبا من اجل شراء شيء ويدعي ان خسر في بيع شيء لك هكذا هان علينا القسم بالله في اصغر واتفه الامور بالكذب حتى ولو كان من اجل بضع جنيهات كيف لنا ان نترك الاخلاق في هذا المجتمع حبيسه مكتوفة الايدي ما تنتظر من مجتمع بلا صدق او اخلاق او مبادئ ولا يحترم القسم بالله علموهم ماهي الاخلاق والمبادىء اولا فمنهم ومنهن من تخرج ولا يعرفها