جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 12:35 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الدكتور عبدالفتاح خضر يكتب: دندنة حول «أنا احمد الطيب» بدون ألقاب

فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف
فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف

كتب الأستاذ الدكتور عبدالفتاح خضر، عميد كلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر بالمنوفية:

الحقيقة أن الاسم هو الملاصق للذات، وأن اللقب ك (أستاذ دكتور، مهندس، طبيب، مدير، رئيس، وكيل، محافظ ) يتغير ويتبدل ويُمْهَر بكلمة (سابقا) إلا اللقب العلمي، فلا يمكن ان تقول: (مدرس ) أو (أستاذ التفسير مثلا) سابقا، فصاحب يعيش ويموت مع مرتبه العلمية أو الشهادات الموثقة المختومة، أما الترقيات فبجوارها بعد الذهاب عنها مفردة تأتي (سابقاً) 

وأما عن ذكر شيخ الأزهر اسمه بدون لقب في مكالمته لأحد أوائل الثانوية الأزهرية مهنئا، فهذا ما حرَّكني ولا استغربتُ له كما شاع على الميديا لماذا؟
لأن شيخ الأزهر عندي وعند كل العقلاء من كبراء وعظاء المسلمين في عصرنا الحاضر، والعظماء لا يتمسحون فيما يمكن أن يزول عنهم كلقب إداري يزول بالموت أو غيره.

كما وأنني على يقين من عمق رد  شيخ الأزهر بقوله: (أحمد الطيب ) ومصداقيته، ولدي من قناعات القرآن ما لم يغب عن مولانا الإمام الأكبر، لذا لم أستغرب، إذ الشيء لا يُستغرب من معدنه، ومعدن الأستاذ الدكتور الطيب التواضع الجم.

ولنا جميعاً في رسل الله تعالى أسوة حسنة:
فالكريم ابن الكريم ابن الكريم قال مجيبا على السؤال : { أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ} [يوسف: 90]
: {قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي} [يوسف: 90].
وسيدنا عيس بن مريم ـ  عليه السلام ـ قال: إني عبد الله {قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ} [مريم: 29، 30].
ولسيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ} [فصلت: 6].
وكل الأنبياء قالوها ممثلة  في قوله تعالى: {قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ } [إبراهيم: 11].

فبلا شك شيخ الأزهر عَرَفَ فامتثل فلم استغرب، لأنه لا شك قد تضلع من ينابيع والقرآن والسنة وهدي السلف الصالح، فلا يمكن أن يقول أنا الإمام الأكبر شيخ الأزهر أو أ.د أحمد الطيب، ومن ظن وقوع ذلك فقد وَهِمَ من ناحية، واستغرب ما حدث من ناحية اخرى.

لكن من متممات دندنتي :
أنه لا يحق ولا يجوز أن نقيس قوله عن نفسه بقول غيره عنه، فهو الإمام الأكبر شيخ الأزهر ولقبه العلمي الذي ليس منحة من أحد هو الأستاذية، فمن ناداه بغير حقه فقد ارتكب ما يشينه، لأنه ليس منا من لم يوقر كبيرنا، فتأمل، ولنذاكر (قوموا إلى سيدكم)، أما فضيلته فهو حر فيما ينطق به عن نفسه، ونِعْمَ ما  نطق.

لكني قد أَلتمسُ عذرا لمن اندهش، لأننا في زمن عظمت فيه الـــ (( أنا )) لأن الأصاغر  في زمن التقزُّم يشترون الألقاب ويعبدونها من دون الله، ويعادي بعضهم بعضا لو غفل واحد منهم عن مناداة غيره له بغير لقبه ولو على سبيل السهو أو النسيان، ويزورهم الضغط والسكر والشاي والجلطات إن لم ننادهم من مكان بعيد باللقب، فتدبر وتأمل وحرر.