جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 05:23 مـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

حُكم تركُ الصلاةِ

جيهان عجلان
جيهان عجلان

أعزائي القراء الصلاة عبادة تتضمن أقوالا وأفعالا مخصوصة ، مفتتحة بتكبير الله تعالى ، مختتمة بالتسليم، وسبب تسميتها بالصّلاة أنّها تشتمل على الدعاء والتَّضرع إلى الله؛ لأنها بالمعنى اللغوي تعني الدُّعاء، وجمعها صَلَوات، وتعني الصّلاة في اللغة كذلك: الدّين والعبادة.

** حُكم الصلاة ومشروعيتها .........

الصلواتُ الخمسُ مشروعة، وهي فرضُ عينٍ على كلِّ مُسلمٍ مكلَّفٍ ،ولا خلاف بين اثنين من العلماء على وجوب الصّلاة وفرضيّتها؛ فهي واجبةٌ في الشرع على كلّ مسلمٍ ومسلمةٍ؛ بالغٍ عاقلٍ، ودليل ذلك قوله تعالى: " فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا (103) النساء
" إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)" طه
" وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)" البقرة
** منزلة الصلاة في الإسلام........

للصلاة في الإسلام منزلة لا تعدلها منزلة أي عبادة أخرى ، فهي عماد الدين الذي لا يقوم إلا بها
لقوله صل الله عليه وسلم " " رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ "

والصلاة أول ما أوجبه الله تعالى من العبادات ، وفرضت الصلاة على النبي صل الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج ، وكانت خمسين صلاة ، ولرأفة النبي بأمته طلب تخفيفها من الله ،حتى باتت خمس صلوات ،وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة هو الصلاة لحديث النبي صل الله عليه وسلم
" عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ : انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِ ؟ ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ )
وقد بلغ من عناية الله للصلاة وأهميتها ،أن أمر بالمحافظة عليها في الحضر والسفر ، والأمن والخوف لقوله تعالى
" حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الوسطيٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238) فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا ۖ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (239)" البقرة

** حُكم تركُ الصلاةِ ..........
إن ترك الصلاة جحودا بها وإنكارا لها كفرٌ وخروج عن ملة الإسلام بإجماع المسلمين
عن جابرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: سمعتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقول: ((إنَّ بَينَ الرَّجُلِ وبينَ الشِّركِ والكُفرِ تَرْكَ الصَّلاةِ))
أم من تركها تكاسلا أو تشاغلا عنها فذهب الإمام أبو حنيفة إلى أنه يُعزر ويحبس حتى يصلي.
عن عبادة بن الصامت قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ، فَمَنْ جَاءَ بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ ، كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ) صححه الألباني في "صحيح أبي داود" .
وقال الله تعالى
." فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا (60) مريم
عزيزي القارئ عليك بالصلاة في وقتها ، فإن لها فضل عظيم ،فالصّلاة سبب في استقامة العبد على أوامر الله تعالى، حيث تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر
قال اللَّه تعالى"اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45) العنكبوت
المحافظة على أداء الصّلاة تغسل الخطايا وتكفّر السّيئات، حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
(مثلُ الصلواتِ الخمسِ كمثلِ نهرٍ جارٍ غَمْرٍ على بابِ أحدِكم، يغتسلُ منهُ كل يومٍ خمسَ مراتٍ)وجعلها الله -تعالى سبباً في مغفرة الذّنوب، حيث تحلّ رحمة الله على العبد،ويجعل الصلاة له رحمة
قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (الصَّلواتُ الخمسُ والجمُعةُ إلى الجمعةِ ورمضانُ إلى رمضانَ مُكفِّراتٌ ما بينَهنَّ إذا اجتنَبَ الْكبائرَ).
و الصّلاة نور وهداية وحُجّة لصاحبها في الدنيا والآخرة عند لقاء الله تعالى؛ لقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (مَن حافَظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاةً يومَ القيامة)
الصّلاة سبب لرفع الدرجات في الجنّة؛ حيث قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لثوبان رضي الله عنه: (عليك بكثرةِ السجودِ للهِ، فإنك لا تسجدُ للهِ سجدةً إلّا رفعَك اللهُ بها درجةً وحطَّ عنك بها خطيئة

أعزائي القراء إنّ المداومة علي الصلاة في وقتها ، وكثرة التّقرّب إلى الله -تعالى سببا لمرافقة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الجنّة فعليكم بالصلاة في وقتها .