جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 08:56 مـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

خطورة الترويج لفشل إثيوبيا في عملية الملء الثاني للسد.! 

شكوك وتساؤلات عديدة حول اعلان إثيوبيا الإنتهاء من عملية الملء الثاني لسد النهضة، وسط غياب مصادر موقوق فيها أو أي جهة محايدة، يمكن من خلالها الإطلاع على حقيقة الأمر بدقة، ومايجري في منطقة السد، خاصة أن تصريحات المسؤولين الأحباش كلها جاءت مقتضبة دون شرح دقيق يؤكد صدق كلامهم بنجاح عملية الملء الثاني من عدمها، وهو مايمثل جرس إنذار  لمصر والسودان في كيفية الحصول على معلومات دقيقة مستقبلا تضمن تدفق مياه النيل كما هو معتاد سنويا، لتصدق الدولتين في تخوفهما من أديس أبابا وأهدافها غير المعلنة، وتكتمها المستمر بكل مايتعلق بالسد فنيا وتخزينيا.
في الوقت الذي شابت فيه تصريحات المسؤولين الأخباش الغموض والتوتر، وأنهم نجحوا في عملية الملء الثاني،، قابلها هنا في الداخل المصري، تصريحات وتحليلات من خبراء استراتيجيين، تؤكد على فشل الإثيوبيين في عملية الملء الثاني، وسط حالات من التفاؤل غير المحسوب، وهو أمر واقعيا غير مقبول، ويهّون من خطورة إقامة السد والهدف من أنشائه بالأساس، ليغيب هنا دور الإعلام في تبصير الشعبين المصري والسوداني وتعريفهم بخطورة الموقف الواقع الآن والذي لن تظهر نتائجه إلا بعد عدة سنوات، وهو دور لايخدم القضية إطلاقا، عكس الإعلام الإثيوبي والسويشال ميديا التابعة لها وما يقومان به من دور ايجابي يخدم أهدافهم من إقامة السد، والحرب النفسية التي يقوم بها واستهدافه الشعبين المصري والسوداني، والتركيز على احباطهما وافقادهما الثقة في القيادة السياسية في البلدين. 
السد أصبح واقع أمامنا والأفضل التركيز على هذا الواقع، ووقف مخططات أديس أبابا، بالعمل على التواجد في منطقة السد نفسها بمشاركة خبراء من البلدين مصر والسودان في عملية إدارة السد وتشغيله، وهذا حق أصيل لهما، وتفعيله لن يأتي سواء بعودة المفاوضات بين الأطراف الثلاثة وانصياع أديس أبابا لصوت العقل والمنطق، بأن تشغيل السد بشكل كامل وآمن لن يكون سوى بمشاركة القاهرة والخرطوم، غير ذلك يعد نوعا من العبث وسيقود المنطقة لعدم استقرار،  واشتعال حروب لن تتوقف. 
الأفضل أن لانهّون من خطورة السد، ونروج لذلك وما إلى ذلك من تبريرات لن تُجدي، وأن أديس أبابا فشلت ولن تستطيع عمل شيء. الخ، فالسد سواء حجز كمية المياه المقرره أو لم يحجزها يبقى سيف مسلط على رقبتي مصر والسودان، فإذا إمتلأت البحيرة التي أمامه ستتأثر حصة مصر والسودان، وإذا أمتلأت ولم تتأثر حصة البلدين تبقى الخطورة في الحالتين قائمة، إما بنقص حصتيهما أو بانهيار جسم السد ككل، وهذا يعكس بكل قوة مدى خطورته وتأثيراته السلبية، وأن العمل على تخفيف هذه الخطورة سيكون عملا شاقا جدا، فسعادة أديس أبابا بإقامة السد ستبقى منقوصة ومتوترة، إلا أن ترضى القاهرة والخرطوم عن المشروع، وهذا لن يأتي إلا بضمان حقوقهما ووجود شعبيهما دون تهديد بالفناء، وتبقى الكرة دائما في ملعب الحبشة للوصول للمرفأ الآمن.