جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 01:57 صـ 18 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

التشكيلي خالد عبد الغفار مشاغب في اقصي العالم

شارك الفنان التشكيلي خالد عبد الغفار عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك جمهورة من خلال نشر بعض اعماله الفنية بالإضافة إلى صورته الشخصية ٠

وذكر خالد عبدالغفار.. مشاغبٌ في أقصى العالم
-----------------
 
"لا أنتمي لأي مدرسة في الرسم".
هكذا يعلن الفنان التشكيلي خالد عبدالغفار، الذي يمكنه أن يرسم امرأةً تبتلع مع ريقها الغرقى، وبوسعه أن يُجسِّدها كأنه يعقدُ حزامها الناعم حول خصرها. وقد يدفعك بخطوطه المشاغبة إلى ملاحقة حتى العصافير المحلقة في لوحاته المعلقة.
كالوحةٍ زيتية، يسيل وجهه علی وجه أبطال لوحاته مثل الدموع. كل لونٍ تنهيدة، تعرف موضعها بعد الشهقة وعند الألم.
مبدعٌ تقول لك أفكاره الشابة: لم أشعر بالهزيمة تجاه الزمن.

وأضاف " 
ترى في أعماله المختلفة حُبّ الحياة والشغف باقتناص اللحظة عندما تحضر بقوة.
بروحٍ تجيد التمرد كما تتقن تذويب الألوان، يرى خالد عبدالغفار بوضوح أن نقاد الفن وقفوا وسطاء بين الفن والناس، وأوصياء على التذوق، محبوسين داخل نظريات جامدة مبسترة في الكتب، أسرى مزاجهم الفني، وطبائعهم وميولهم السياسية والاقتصادية.

واشار " 
الشاهد أن هذا المبدع المتأنق دومـًا، قادرٌ على العطاء الإيجابي وأخذ زمام المبادرة رغم التحديات والظروف. بل إن فترة العزل المنزلي لم تُبعده عن الإبداع، إذ دفعته إلى إعادة ترتيب الأولويات في الحياة الفنية والشخصية على حد سواء. 
ويمكن ببساطة للمتابع أن يلاحظ أن الأزمة والعزل المنزلي وكل ما يحيط به من ظروف، قد دفعه إلى استخدام ألوان جديدة في أعماله، فبدلًا من الألوان الداكنة التي كانت حاضرة بقوة في أعماله، بات يستخدم الألوان الفاتحة مثل الوردي في الخلفية.
من منزله أو مرسمه الخاص، خرجت لوحاتٌ سافرت إلى إيطاليا لتشارك في أحد أهم معارض الفن التشكيلي في روما، كما شاركت لوحاته في معرض "الفن في العزلة"، في مركز الفنون والثقافة التابع لمعهد الشرق الأوسط MFI في واشنطن.
إنها رسائل مشاكسة مثل صاحبها، في أقصى العالم.
تشكل لوحات خالد عبدالغفار، إطلالة على عالم الألوان، إذ مزج الأخيرة بعضها بعضًا ليقدم إيحاءات لا تحمل أبعادًا فلسفية بقدر ما أنها تعطي العين فرصة لترى جمال التفنن في اللون. 
وعلى الرغم من اهتمامه بالقضايا والهموم الإنسانية -مثل كراسة "رسومات الحظر" ولوحاته المدهشة عن المعذبين والمستشفيات في زمن الكورونا- واعتنائه بإبراز اللون فنـًا قائمـًا بذاته، فإنه لا يمكن تجاهل تأثر الفنان التشكيلي بالبيئة التي يعيش فيها، التي جسد بعض ملامحها من خلال منمنمات بسيطة تأخذ من فن العمارة والزخرفة والطبيعة.
ويتميّز قسم من لوحات خالد عبدالغفار بالهدوء الكامل، إذ تبدو لوحاته وكأنها مشاهد مقتطعة من الطبيعة بألوانها الدافئة كالأحمر الخفيف والأخضر، أو حتى البرتقالي والأصفر، التي بطبيعتها ألوان تعكس الغنى الروحي وتجسِّد الأمل. وربما شكل هذا الهدوء الذي ظهر في العديد من اللوحات، الهدوء الذي يسبق العاصفة التي تتجلى في لوحاتٍ استخدم فيها ألوانـًا مستوحاة من الجو الخريفي، وأعطى لوحاته إيحاءً وكأنها شجرة خالية من الأوراق.
في إطار مشروعه اللافت لإعادة تدوير كل شيء يقع تحت يديه وتحويله إلى شكلٍ جمالي بديع، تراه مثلًا وقد صنع صينية قهوة من حبيبات خشب مخروطة بشكل البن الخام وكرتون وعجائن لونية للصلادة ونقوش نباتية بسيطة. وعمل على إعادة تدوير القلوب الكرتونية لتورتة الآيس كريم والكريمة بالفواكه، لتجسيد الفرح المكتوم. وفي تجربةٍ أخرى، عمد إلى صناعة شكل مخروطي وتصميمه والرسم عليه بألوان أكريلك بعد تحضير الأرضية جليز أسبونش، يستعمل شابوه أباجورة، أو قاعدة تمثال أو عمل فني، أو آنية زهور.
أحد أعماله، يجمع بين النيل وجماله وبين الزخارف الإسلامية، في دعوة للنظر والتأمل لأبسط أشكال الهندسة الإسلامية فن التشابك، دون التطرق إلى المعايير الدينية. له أيضًا أعمال من الكرتون مع إضافة أكاسيد ملونة وعجائن لإعطاء العمل الشعور بأفكار فلسفية ومعان روحية لهذا الفن.
من الصعب إغفال المبادرات الفنية والإنسانية التي يطلقها أو يدعمها، ومن ذلك مبادرته الإنسانية "يد لا تعرف المستحيل" التي ضمت تحت مظلتها مواهب إبداعية من ذوي الاحتياجات الخاصة، سواءً من الأطفال والشباب والمرأة المعيلة.
"لوحاتي وأعمالي بعيدة عن أضواء المشاهير في عالم الفن التشكيلي، وأنا سعيد بذلك فلا يحرق اللوحة مثل الضوء". 
يومـًا ما، ستكتب لوحاته مذكراتها، عن مبدعٍ يؤمن حقـًا بأنه كي تستحق جنة السماء، عمِّر واحدة على الأرض، في قلبك أولًا.