جريدة الديار
الخميس 28 مارس 2024 05:11 مـ 18 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

تقرير صحفى عن العالم المصرى جمال حمدان

التاريخ ماضي يحكي لنا قصصا وحكايات وحكم عن الحياة التى دائماً نكتشف فيها كل جديد عن التاريخ الاسبق للحضارات والامم  أن التاريخ لهو عنواناً لما مضى وأحداث تكتب للأجيال والتي يستغلها العلماء فى الوقت الحاضر  لتخطى الازمات التى مرت بهذه الشعوب وتفاديها فى زمننا هذا ولم تأتِ التكنولوجيا والتطور العلمي الذي وصلنا إليه من فراغ بل بجهود وإسهامات هائلة من قبل علماء وباحثين ومخترعين من شتى بقاع الأرض أفنوا حياتهم لخدمة العلم والبشرية
ومِن أهم وأبرز العلماء المسلمين في التاريخ الذين قدّموا العلوم والمعارف المختلفة والذين كان لهم تأثير كبير في تاريخ البشرية إليكم بعض من هذه النماذج أنه العالم المصرى الجليل الدكتور جمال حمدان .

ولد في 24 فبراير 1928، بقرية ناي في القليوبية ينتمي لأسرة من قبيلة بني حمدان العربية التي نزحت إلى مصر في أثناء الفتح الإسلامى كان متفوقا منذ صغره بالدراسة، حيث كان السادس على الجمهورية بالثانوية درس في قسم الجغرافيا لكلية الآداب بجامعة القاهرة.

سافر في بعثة علمية إلى جامعة ريدنج البريطانية، عام 1949 كان السادس بالعالم أيضا الذي يعد دكتوراة عن "فلسفة الجغرافيا"، عام 1953، دون أن يحصل على الماجيستير وقتها.

 اشتهر بتوقعه الأشياء قبل حدوثها حيث تنبأ بتفكك الكتلة الشرقية وابتعادها عن الاتحاد السوفيتي قبل 21 عاما من حدوثها بالفعل، ثم توقع أيضا تفكيك الاتحاد السوفيتي نفسه في كتابه "استراتيجية الاستعمار والتحرير"، كما كشف في كتابه عن اليهود وأبعاد الصراع العربي الإسرائيلي قبل النكسة بـ4 أشهر  وبعد 3 أعوام، أصدر 3 كتب شهيرة، هم "جغرافية المدن"، و"دراسات في العالم العربي"، و"أنماط من البيئات".

في عام 1959 حاز على جائزة الدولة التشجيعية فى العلوم الاجتماعية مع بداية الستينيات أصدر كتبه "المدينة العربية" و"بترول العرب .
 
نشر كتابه الشهير شخصية مصر دراسة في عبقرية المكان الذي يعتبر موسوعة هي الأولى من نوعها، في 1967 ثم تحول إلى 4 مجلدات لا تخص الجغرافيا وحدها وإنما قراءة لماضي البلاد ومستقبلها.
حصل أيضا على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية في 1986 ووسام العلوم من الطبقة الأولى عن كتاب "شخصية مصر" عام 1988  وجائزة التقدم العلمي سنة 1992 من الكويت.

 جمال حمدان هو محطة من محطات الشرف العربي، التي تلتقي فيها كل نوازع الحرية والكبرياء مع أساسيات العلم والمعرفة التي تحفظ الحق وتصون الأمانة عاش حياته زاهدًا في الدنيا مبتعدًا عن أضوائها ومباهجها واهبًا حياته للعلم  .

ولم يكن الدكتور “جمال حمدان” مجرَّد أستاذٍ للجغرافيا في جامعة القاهرة، بل كان مفكِّرًا وعالِمًا أفنى عمره كلَّه باحثًا عن ينابيع العبقرية في الشخصية المصرية، محلِّلاً للزمان والمكان والتاريخ الذي أدى إلى حفاظ تلك الشخصية على مقوماتها.

وكان “حمدان” يرى أن مصر تحوَّلت من أول أمة في التاريخ إلى أول دولة، ثم أول إمبراطورية، وتوصل إلى تلك الحقائق من خلال دراسات جادة وأبحاث متعمقة، ولم يكن “حمدان” بعيدًا عن قضية العرب والمسلمين الأولى ، وهي قضية فلسطين، التي اغتصبها الصهانية بل قام بعدد من الدراسات عن اليهود، مفنِّدا أساطيرَهم المزعومة عن حقهم التاريخي في أرض فلسطين.

تقدم باستقالته التي لم تقبلها الجامعة إلا بعد عامين كان خلالهما مسئولو قسم الجغرافيا يحاولون إثناء “حمدان” عن قراره دون جدوى، ومنذ ذلك الحين فرض “حمدان” على نفسه عزلةً اختياريةً عن الناس؛ حيث لم يكن يستقبل أحدًا في منزله، وتفرَّغ لدراساته وأبحاثه حتى جاء يوم 16 إبريل 1993م حين احترق داخل شقته، ويشير البعض إلى أن السبب هو تسرُّب الغاز من أنبوبة البوتاجاز خلال إعداده للطعام، لكنَّ دراسات وأبحاث حمدان” التي كانت تفضح الصهانية وعدم توصل التحقيقات إلى نتيجةٍ محددةٍ في أسباب موت “حمدان” كل هذا يشير إلى الأصابع الخفية التي كانت حريصةً على اختفاء “حمدان” عن الساحة، ووقف قلمه عن التأكيد على الحق الثابت للعرب في فلسطين.

وفي افتتاح قناة السيويس الجديدة، 6 أغسطس 2015، استشهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، بمقولة للمفكر جمال حمدان، عن قناة السويس، هي: "يجب أن نطمئن، لأن مستقبل القناة مشرق"، قائلا، "الآن نبوءة جمال حمدان تتحقق .