جريدة الديار
الأربعاء 24 أبريل 2024 08:30 صـ 15 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

ذكريات من التاريخ : تعرف على عالم الذرة المصرى يحيى المشد كيف قتل ولماذا ?

من الجميل أن يموت الإنسان من أجل وطنه، ولكنَّ الأجمل أن يعيش الإنسان من أجل العلو بوطنه
الوطن هو الأب الحاني والأم الرؤوم التي تضمّ أبناءها بكلّ عطف كي يشتدّ عودهم لهذا لا شيء يعدل الوطن، ولا يمكن لأي بلادٍ في العالم أن تحنو على أبنائها مثلما يفعل الوطن فالوطن هو السند الحقيقي والحبيب الذي لا يخون، وهو ملخص الأشياء الجميلة في الحياة والشجرة الوارفة الظلال التي تجعل أبناءها يتمتعون بالظلال والثمار دون أن تطلب منهم شيئًا لهذا يمدّ الوطن جذور محبته في أعماق القلب والروح، ويفتح ذراعيه لأبنائه في كلّ حين ليعلّمهم في كلّ يوم أسمى معاني التضحية والإباء والتفاني فالوطن رمز العطاء والحب الكبير ولا يمكن وصفه إلا بأجمل الكلمات ومهما قسا الوطن يظلّ أحنّ الأماكن وأقربها للقلب
إن أكثر ما يؤرق أعداءنا كعرب، هو عقل واع متفتح، فالفكر المستنير والعلم البليغ، بمثابة سلاح وثورة وطريق للنهضة والخلاص من العبودية وذلها، وهذا ما لا يريده المتربصون بنا. تحت هذا المبدأ صار أصحاب العقول النيرة هدفاً للاغتيال والتصفية الجسدية، مضى ضحية هذا الاستبداد الكثير من العلماء ملفنا اليوم هو عن العالم
 يحيى المشد ..عالم ذرة مصري وأستاذ جامعي، درّسَ في العراق في الجامعة التكنولوجية قسم الهندسة الكهربائية فشهد له طلابه وكل من عرفه بالأخلاق والذكاء والعلمية
ولد يحيى المشد في مصر في بنها عام 1932، تخرج من قسم الكهرباء في جامعة الإسكندرية عام 1952م تخرج عام 1963م بدرجة الدكتوراه في هندسة المفاعلات النووية من الاتحاد السوفيتي حيث كان قد حصل على بعثة دراسية عام 1956

هيئة الطاقة النووية المصرية

عند عودته إنضم الى هيئة الطاقة النووية المصرية حيث كان يقوم بعمل الإبحاث، أنتقل الى النرويج بين عامي 1963 و1964 ثم عاد بعدها كأستاذ مساعد بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية و ما لبث أن تمت ترقيته الى "أستاذ" حيث قام بالإشراف على الكثير من الرسائل الجامعية و نشر أكثر من 50 بحثا.

تجميد البرنامج النووي

بعد حرب يونيه 1967 تم تجميد البرنامج النووي المصري مما أدى الى إيقاف الأبحاث في المجال النووي و أصبح الوضع أصعب بالنسبة له بعد حرب 1973 حيث تم تحويل الطاقات المصرية الى إتجاهات أخرى.
كان لتوقيع صدام حسين في 18 نوفمبر 1975 إتفاقية التعاون النووي مع فرنسا أثره في جذب العلماء المصرين الى العراق حيث أنتقل للعمل هنالك. قام برفض بعض شحنات اليورانيوم الفرنسية حيث إعتبرها مخالفة للمواصفات، أصرت بعدها فرنسا على حضوره شخصيا الى فرنسا لتنسيق إستلام اليورانيوم

أغتيل في الثالث 13 يونيو عام 1980م ,في حجرة رقم 941 بفندق الميريديان بباريس. و ذلك بتهشيم جمجمته، قيدت السلطات الفرنسية القضية ضد مجهول

تم أتهامه بأنه كان مع مومس فرنسية و أن مقتله كان على خلفية هذا الموضوع، إلا أن ماري كلود ماجال المومس - (الشهيرة بماري اكسبريس) - انكرت الرواية الرسمية بل أنها ذكرت أنه رفض مجرد الحديث معها تم تجاهل قصة المومس مع أنها كانت شاهد رئيسي و وحيد في قضية مقتله و تم إغتيالها بعد فترة.ويؤكد الكثير من زملائه أن الموساد كان وراء عملية الاغتيال

وسائل الإعلام العربية

وبشكل عام تجاهلت معظم وسائل الإعلام العربية الرسمية نبأ مقتله و بعضها ذكرته بصورة سريعة الغريب أنه بعد رجوع أسرة المشد من العراق, قاموا بعمل جنازة للراحل، ولم يحضر الجنازة أي من المسؤولين أو زملاؤه بكلية الهندسة إلا قلة معدودة حيث أن العلاقات المصرية العراقية وقتها لم تكن على ما يرام بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد وأصبحت أسرة المشد الآتية من العراق لا تعرف ماذا تفعل بعد رحيل المشد لولا المعاش الذي كانت تصرفه دولة العراق والذي صرف بناءً على أوامر من صدام حسين مدى الحياة (رغم أنه توقف بعد حرب الخليج). ومعاش ضئيل من الشؤون الاجتماعية التي لم تراعِ وضع الأسرة أو وضع العالم الكبير. 

كما أن الإعلام المصري لم يسلط الضوء بما يكفي على قصة اغتيال المشد رغم أهميتها. ولعل توقيت هذه القصة وسط أحداث سياسية شاحنة جعلها أقل أهمية مقارنة بهذه الأحداث. وبقي ملف المشد مقفولاً وبقيت نتيجة التحريات أن الفاعل مجهول وأصبح المشد واحداً من سلسلة من علماء العرب المتميزين الذين تم تصفيتهم على يد الموساد.