جريدة الديار
السبت 20 أبريل 2024 09:03 صـ 11 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

(جميع مايحتاجه الإنسان في حسن الظن بالله.. بقلم/ د. ياسر جعفر

( عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال النبي - صل الله عليه وسلم - : يقول الله تعالى : ( *أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) رواه البخاري ومسلم)
هذا الحديث يشمل ويحتوي في جوهرة علي طلب الدنيا والآخرة في يقينك بالله وحسن ظنك بالله !! فا انا اتوجه بالسؤال لصاحب الشكوي ليل نهار !؟ انت حسن ظنك بالله كم في الميه؟؟! ربما يقول ١٠٠/ اقول له كذبت !! ماكنت اشتكيت لعبد زيك زيه كيف تنسي الخالق وتشتكي لمخلوق مثلك!؟ اذن ظبط يقينك بالله ! خلي حسن ظنك بالله خالص لله سبحانه وتعالي انت ماقرات في كتاب الله( أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ  مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ) مامر عليك وانت بتقرا قوله تعالي( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162))شرح الكلمات:

﴿ صلاتي ﴾: المراد بها الصلوات الخمس والنوافل.

﴿ نسكي ﴾: ذبحي.

﴿ محياي ﴾: ما آتيه في حياتي.

﴿ مماتي ﴾: ما أموت عليه من الإيمان والعمل الصالح.

﴿ لله ﴾: خالص لوجه الله، أو المراد حياتي وموتي بيد الله، فيكون في الآية توحيد الألوهية والربوبية.
﴿ وبذلك أمرت ﴾: بالإخلاص لك أمرت.
﴿ أول المسلمين ﴾: من هذه الأمة.وهذا القول لا يقال الا إذا كان العبد يتمتع بحسن الظن بالله واليقين وقوة العقيدة ! قالها سيدنا إبراهيم لانه واثق بيقينة بربه وحسن التوكل عليه ! ربما يسأل القارئ طيب اقول وانا اول المسلمين ولا وانا من المسلمين ؟! حسب ظنك بالله وحسب يقينك بالله ! انت حسن ظنك ويقينك بالله كم في الميه ؟! هل وصل يقينك وحسن ظنك بالله  قدر يقين سيدنا إبراهيم !؟ طيب جرب كدا يقينك بالله وخد زوجتك وطفلها الرضيع واتركهم في صحراء جراداء صحراء لافيها اكل ولا ماء ولا وقايه من شدة الحر ولا من شدة البرودة وحينما تسألك زوجتك انت هتتركنا لمين هنا ؟؟! هتقول لها لله !! اعتقد هتسمع الفاظ منها عمرك ماسمعتها في حياتك!؟ وهل انت تقدر تتركهم؟؟! وهل انت ممكن تعرض نفسك لقول حق امام حاكم لتصحيح العقيده كما فعل سيدنا إبراهيم مع النمرود وكانت النتيجه انه القوه في النار !! وجاء له ملك الامطار لكي يطفئ النار وابي سيدنا إبراهيم المساعده عدة مرات وقال كيف استعين بمخلوق وانسي الخالق!؟؟ هل وصل يقينك بالله وحسن الظن بالله بك مثل سيدنا إبراهيم عليه السلام علشان تقول وانا اول المسلمين!؟ نشكي ليل نهار ونقول بنصلي ونقرا قران،،،،،الخ طيب ليه تشتكي لعبد ومخلوق مثلك خلي حسن ظنك بالله قوي وكل مايكون حسن ظنك بالله قوي فتكون استجابه دعاءك مقبول بأذن الله ! انزع من قلبك وعقلك مشاغل الحياة اخلص النية لله سبحانه وتعالي وتجنب كل مايغضب الله ! انت لو حسن ظنك بالله قوي مستحيل تغضب الله ولا في ذرة ! بدأ الحديث بدعوة العبد إلى أن يحسن الظن بربه في جميع الأحوال ، فبَيَّن جل وعلا أنه عند ظن عبده به ، أي أنه يعامله على حسب ظنه به ، ويفعل به ما يتوقعه منه من خير أو شر ، فكلما كان العبد حسن الظن بالله ، حسن الرجاء فيما عنده ، فإن الله لا يخيب أمله ولا يضيع عمله ، فإذا دعا الله عز وجل ظن أن الله سيجيب دعاءه ، وإذا أذنب وتاب واستغفر ظن أن الله سيقبل توبته ويقيل عثرته ويغفر ذنبه ، وإذا عمل صالحاً ظن أن الله سيقبل عمله ويجازيه عليه أحسن الجزاء ، كل ذلك من إحسان الظن بالله سبحانه وتعالى ، ومنه قوله - عليه الصلاة والسلام - ( ادعوا الله تعالى وأنتم موقنون بالإجابة ) رواه الترمذي ، وهكذا يظل العبد متعلقا بجميل الظن بربه ، وحسن الرجاء فيما عنده!!وبذلك يكون حسن الظن بالله من مقتضيات التوحيد لأنه مبنيٌ على العلم برحمة الله وعزته وإحسانه وقدرته وحسن التوكل عليه ، فإذا تم العلم بذلك أثمر حسن الظن .

وقد ذم الله في كتابه طائفة من الناس أساءت الظن به سبحانه ، وجعل سوء ظنهم من أبرز علامات نفاقهم وسوء طويتهم ، فقال عن المنافقين حين تركوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في غزوة أحد : { وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية } (آل عمران: 154) ، وقال عن المنافقين والمشركين : { الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء } (الفتح: 6)فينبغي للمرء أن يجتهد في القيام بما عليه موقنًا بأن الله يقبله ويغفر له ; لأنه وعد بذلك وهو لا يخلف الميعاد ، فإن ظن أن الله لا يقبله ، أو أن التوبة لا تنفعه ، فهذا هو اليأس من رحمة الله وهو من كبائر الذنوب , ومن مات على ذلك وُكِل إلى ظنه ، ولذا جاء في بعض طرق الحديث السابق حديث الباب ( فليظن بي ما شاء ) رواه أحمد وغيره بإسناد صحيح!!ومما ينبغي أن يُعْلم في هذا الباب أن حسن الظن بالله يعنى حسن العمل ، ولا يعني أبداً القعود والركون إلى الأماني والاغترار بعفو الله ، ولذا فإن على العبد أن يتجنب محذورين في هذه القضية : المحذور الأول هو اليأس والقنوط من رحمة الله ، والمحذور الثاني هو الأمن من مكر الله ، فلا يركن إلى الرجاء وحده وحسن الظن بالله من غير إحسان العمل ، فإن هذا من السفه ومن أمن مكر الله ، وفي المقابل أيضاً لا يغلِّب جانب الخوف بحيث يصل به إلى إساءة الظن بربه فيقع في اليأس والقنوط من رحمة الله ، وكلا الأمرين مذموم ، بل الواجب عليه أن يحسن الظن مع إحسان العمل ، قال بعض السلف : " رجاؤك لرحمة من لا تطيعه من الخذلان والحمق " ولو تصفحت كتاب الله فتجد قوله تعالي علي لسان ايوب عليه السلام( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ) يقين بالله بلا حدود وحسن الظن بالله في استجابه الدعاء بلا حدود فكانت النتيجه( فاستجبنا له)وايضا لو تصفحنا كتاب الله في ضرب بعض الأمثله فنجد حسن الظن بالله لسيدنا يونس عليه السلام(وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87)) دعا ربه بحسن ظن بلا حدود مطلق ! لانه يعلم لامنجا من هذا الكرب والمأزق الا هوه فيه إلا بالله سبحانه وتعالي فدعي بيقين خالص وحسن ظن بالله ! فكانت النتيجة( *فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)) هذه النجاه ثمار حسن الظن بالله ! وليست للانبياء فقط ولكن الا عندهم إيمان وحسن توكل علي الله وحسن الظن بالله للمؤمنيبن(وكذالك ننجي المؤمنين) وانظر الي قول سيدنا هود عليه السلام حينما قال( إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (56)) فلا فلاح ولا نجاح إلا بحسن الظن بالله في جميع حياتنا وفي جميع المعاملات ! قال تعالي(  وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰٓ أُمِّ مُوسَىٰٓ أَنۡ أَرۡضِعِيهِۖ فَإِذَا خِفۡتِ عَلَيۡهِ فَأَلۡقِيهِ فِي ٱلۡيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحۡزَنِيٓۖ إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيۡكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ)حسن الظن بالله القت ابنها بالنهر! وألْهمنا أم موسى حين ولدته وخشيت عليه أن يذبحه فرعون كما يذبح أبناء بني إسرائيل: أن أرضعيه مطمئنة، فإذا خشيت أن يُعرف أمره فضعيه في صندوق وألقيه في النيل، دون خوف من فرعون وقومه أن يقتلوه، ودون حزن على فراقه، إنا رادُّو ولدك إليك وباعثوه رسولا. فوضعته في صندوق وألقته في النيل، فعثر عليه أعوان فرعون وأخذوه، فكانت عاقبةُ ذلك أن جعله الله لهم عدوًّا وحزنًا، فكان إهلاكُهم على يده. إن فرعون وهامان وأعوانهما كانوا آثمين مشركين!! فكانت نتيجة حسن الظن بالله( *فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (13))