جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 05:11 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

تحذير من الله بإشاعة الباطل والخوض في الأعراض.. بقلم/ د: ياسر جعفر


قال تعالي:(( إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ))حين تتلقفون الإفك وتتناقلونه بأفواهكم، وهو قول باطل، وليس عندكم به علم، وهما محظوران: التكلم بالباطل، والقول بلا علم، وتظنون ذلك شيئًا هيِّنًا، وهو عند الله عظيم. وفي هذا زجر بليغ عن التهاون في إشاعة الباطل!! هذه ٱيه ١٥ من سوره النور وبالفعل لو قرأتها بتدبر تجد كلها نور للقلوب ومضيئه للنفوس وشفاء للابدان! ففي هذه الأيه الجامعه التي تحزر من الخوض في الأعراض واشاعه الاخبار الباطلة في اعراض الشخصيات المحترمه ! فهذا ليس بالهين عند الله شديد البطش شديد العقاب فينغي علي الانسان العاقل ان لايخوض في اعراض الناس وان يعلم جيدا بانه حرام وسوف يحاسب علي كل لفظ يخرجه من فمه( مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)أى : ما يتكلم هذا الإِنسان من كلام ، وما يفعل من فعل ، إلا ولديه ملك " رقيب " أى : حفيظ يكتب أقواله " عتيد " أى : مهيأ لذلك ، حاضر عنده لا يفارقه .
يقال : عَتُدَ الشئ - ككَرُمَ - عتادة وعتادا ، أى : حضر ، فهو عتَد وعَتِيدٌ ، ويتعدى بالهمزة وبالتضعيف ، فيقال : أعْتَدَه صاحبه وعتَّده ، إذا هيأه وأعده .
والمراد أن الملكين اللذين أحدهما عن يمينه والثانى عن شماله ، كلاهما مراقب لأعمال الإِنسان ، حاضر لكتابتها .
وشبيه بهذه الآية قوله - تعالى - : ( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَاماً كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ) وقوله - سبحانه - : ( أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بلى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ )
وقوله - عز وجل - : ( هذا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بالحق إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) قال بعض العلماء ما ملخصه : وبعض العلماء يرى أن الملكين يكتبان كل شئ حتى الأنين فى المرض . . لأن قوله - تعالى - ( مِن قَوْلٍ ) نكرة فى سياق النفى فتعم كل قول . .
وبعضهم يرى أن الملكين لا يكتبان من الأعمال إلا ما فيه ثواب أو عقاب ، وقالوا : إن فى الآية نعتا محذوفا ، سوغ حذفه العلم به ، لأن كل الناس يعلمون أن الجائز لا ثواب فيه ولا عقاب ، وتقدير النعت المحذوف : ما يلفظ من قول مستوجب للجزاء إلا ولديه رقيب عتيد!!
وهذه الأيه تنطبق علي الاعلام الذي ينشر ويلفق الاخبار الكاذبه فاالويل لكل من ينشر اخبار كاذبه علي المسلمين! والويل علي كل من يغتاب المسلمين! والويل علي كل من يقول علي المسلمين إرهابيون! والويل علي كل من يتهم المسلمون بالتطرف!؟ إن رساله محمد بن عبد الله صل الله عليه وسلم من اعظم الرسائل علي الاطلاق لانتشار الرحمة بين الناس وهي رساله اخلاص في القول والعمل وتمحو ظلام الجهل والشر !! فا علي العالم اجمع ان يتجه إلي رساله ( محمد صلي الله عليه وسلم)! التي تهدف إلي الخير وانتشار النور في جميع المجالات والمعاملات علي جميع الأصعدة ! ثم ذكر الوقت الذي كان يصيبهم العذاب فيه لولا فضله فقال: { إذ تلقونه بألسنتكم} أي: يرويه بعضكم عن بعض، عن مجاهد، ومقاتل. وقيل: معناه تقبلونه من غير دليل، ولذلك أضافه إلى اللسان. وقيل: معناه يلقيه بعضكم إلى بعض، عن الزجاج. { وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا} أي :
تظنون أن ذلك سهل، لا إثم فيه { وهو عند الله عظيم} في الوزر، لأنه كذب وافتراء.
{ وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }ويبين الله لكم الآيات} في الأمر والنهي { والله عليم} بما يكون منكم { حكيم} فيما يفعله، لا يضع الشئ إلا في موضعه. ثم هدد القاذفين فقال: { إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة} أي: يفشوا ويظهروا الزنا والقبائح { في الذين آمنوا} بأن ينسبوها إليهم، ويقذفوهم بها { لهم عذاب أليم في الدنيا} بإقامة الحد عليهم { والآخرة} وهو عذاب النار { والله يعلم} ما فيه من سخط الله، وما يستحق عليه من المعاقبة { وأنتم لا تعلمون} ذلك. ثم ذكر فضله ومنته عليهم فقال:
( ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رؤوف رحيم}