جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 04:27 مـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

رحمة الأسلام في إسعاد المسلمين.. بقلم: د: ياسرجعفر

 عَنْ أَبِي هُرَيرةَ رضيَ اللهُ عنه، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: «لقد أُرِيتُ رجلًا يتقلَّبُ في الجنَّةِ في شَجَرةٍ قطعَها مِنْ ظَهْرِ الطريقِ، كانت تُؤذِي المسلِمينَ». رواه مسلم.
وفي روايةِ: «مرَّ رجلٌ بِغُصنِ شَجَرةٍ علَى ظهرِ طريقٍ، فقَالَ: واللهِ لأُنَحينَّ هذا عَنِ المسِلمينَ لا يُؤذِيهم، فأُدْخِلَ الجنَّةَ».
وفي روايةٍ لهما: «بينما رجلٌ يمشِي بطريقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوكٍ علَى الطريقِ فأَخَّرَه فشَكَر اللهُ له فغَفَرَ له»
☘️ففي معني الحديث الشريف لقد رايت في حديث المرأتين بأعمالهم كيف أنهم وقد بلغوا بصور اعمالهم أبعد مبالغها وأعطوها من بذل المال والعلم والنفس أكمل مظاهرها ؛ لم يجدوها عند الله إلا سرابا بقيعة بل حسرة وفجيعة لأنها عدت عليم لأهم بما سلبوه من روح الإخلاص وحقيقة الإيمان اللذين هما أحق وأجدر بأكمل المظاهر وأحسن الصور ، ثم نفخوا فيها من روح الرياء الخبيث والنفاق الدنئ مما جعلها وهي من خير المفاخر والمناقب شر المخازي والمعايب وأخرجها من موجبات المغفرة والجنة إلي موجبات العذاب واللعنة وقد عرفت من ذلك أن الأمر للقلوب والنيات لا للطاعات والقربات ، وكما كان للنية الصالحة ان تبارك اقلها إلي ان ينقذ من النار كما في حديث سقي للكلب الذي كان ياكل التراب من العطش فغفر الله له وللحكمة الأسلامية في ذالك نظرات: اولها: أن الممكنان البشرية ليسست بمثابة واحدة من الإمكان والتيسبر فكم من ميسر لانسان هو في حين الممتنع عن كثير : ثانيها: أن الله غني عن أعمال خلقه وإنما يمتحن إيمانهم ويبلو صدقهم بما ييسر لهم من شعب الإيمان إماطة الأذي عن الطريق ، وهي إنما تزكوا بزكاء أصلها ومن روحه تستمد وفروع اليقين وهي إنما تنمو بمقدار رسوخه وعلي قدرة تكون :ثالثها: أن مستقر الهمم هو القلوب والجوانح لا الأعضاء والجوارح ، وكم من مؤمن اختلج دون العمل فحشرة الله مع العاملين ! واذا قد علمت ذلك فلا تعجب لإخلاص شكرة الله وجازي عليه برضوانه والنعيم المقيم فأن الأمر ليس لتنحية شجرة او غصن منها ولكنه لهذه الرعاية والعناية والحياطة التي يحوط بها هذا الرجل بظهر الغيب إخوانة المؤمنين وهي صفات تنبي عما ورائها من حب لايتحلي بنفاستة إلا قلب امتحنة الله للتقوي وزين له الأيمان ولاينال شرفه إلا من طهره الله من رجس الشيطان ولا يجد حلاوته إلا كل مخلص نزهه الله عن الاثرة وبرأ قلبه من الأمراض وهو عمل جسيم بما ورائه من هذه المهمة الإسلامية التي تجعل المسلم أمة في أعماله ومشاعرة وتخرجه من دائرته الفردية في باطنه وظاهره، واما بعد: فان الإيمان محبة لايعرفها الا المؤمنين فهو محبة الله ولرسوله ولايضر معها القصد في العمل كما ورد في الحديث أن رجلا سأل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن الساعه فقال: ماأعددت لها؟! فقال: اما اني لم أعد لها كثير صلاة ولاصيام ولاصدقة ولكنني أحب الله ورسوله فقال له ، صلي الله عليه وسلم : المرء مع من أحب ومن ٱثار هذه المحبة ودلائلها حب المؤمنين ولها من البركة مثل ذلك ففي الحديث أن رجلا سأل رسوله الله صل الله عليه وسلم عن الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم فقال له صل الله عليه وسلم : المرء من احب ولهذا جعلت محبتهم مقياسا للايمان في مثل قوله صلى الله عليه وسلم: ( والذي نفسي بيده لاتدخلون الجنة حتي تؤمنوا ولاتؤمنوا حتي تحابوا) وللمحبة وهي من اعمال القلوب ٱثار ظاهرة علي الجوارح حقيرها عظيم وقليلها كثير