جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 08:04 صـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
أسعار بيع وشراء الذهب اليوم الخميس أسعار العملات الأجنبية والعربية اليوم الخميس حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس المدير التنفيذي لجهاز حماية البحيرات والثروة السمكية يتقدم بالتهنئة للرئيس والقوات المسلحة بمناسبة ذكري تحرير سيناء حفل ختام الأنشطة بمدرسة الأيوبية الإعدادية بنات ومعرض اللغة العربية بمدرسة الهدى والنور بالدقهلية محافظ الدقهلية يهنئ فريق المنصورة الاول لكرة القدم ومجلس الادارة اعتبارا من مساء اليوم يبدأ العمل بالتوقيت الصيفى بهيئة السكة الحديدية النيابة العامة بشمال الجيزة تباشير تحقيقاتها في حادث اصابة عدد من الأطفال باختناق داخل حمام سباحة الترسانة رئيـس مجلـس إدارة جهـاز حمايـة وتنميـة البحيـرات والثـروة السمكيـة يهنئ الرئيس والقوات المسلحة ذكـرى تحريـر سينـاء شباب قادرون تستعد لتنظيم ملتقي توظيفى بالبحيرة وكيل أوقاف الإسكندرية يتابع فعاليات امتحانات طلاب المركز الثقافي افتتاح مؤتمر «صناعة السياحة في ظل التغييرات العالمية »بجامعة الإسكندرية

 إعجاز السنة النبوية في النصيحة !!!؟.. بقلم/ د: ياسر جعفر


قال صل الله عليه وسلم المؤمن مرآه اخيه يالها من عظمة هذا الدين العظيم الذي لم يترك للناس من كنوز النصائح التي يسنير بها في ظلمات الحياه !؟ في هذا الحديث العظيم توعية نورانية وشفافية قلبية للنصائح بين الاخوة !؟ وربما تنصح انسان وللاسف يزعل ويتضايق وتاخذه العزة بالاثم !!؟ وربما تكون هذه النصيحة تخرجه من مصاىب وكوارث !؟ فينبغي علي كل انسان ان يتقبل النصيحة من أخوة المؤمن ولذلك صور الرسول المرآه لكي ينصح اخية كأنه نفسه ويري عيوب نفسه يالها من شريعه عظيمة ومن رسالة راقية وبرسول عظيم !فإن كانت هذه المرآة على هذه الدرجة من الأهمية لمظهرنا كان لا بد لنا من مرآة تعكس صورة دواخلنا وبواطن شخصيتنا لنزيد للحسن حسنا أوندفع من عيب أو نقص طرأ علينا ، فكان لا بد من مرآة صادقة تظهر انعكاس شخصيتنا على حقيقتها دون دون إفراط أو تفريط لا غش فيها ولا خداع، وكعادة تعاليم ديننا الحنيف فاهتمامه لا يقتصر على ظاهر الأمور دون حقائقها، وإنما يحرص كل الحرص على التوافق مابين الظاهر والباطن فإذا صلح الباطن واستقام تجلت آثاره على الظاهر دون أن تمسه لوثة النفاق والخداع.
ومما استوقفني حديث الرسول صل الله عليه وسلم: "المؤمن مرآة أخيه والمؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه" (البخاري، الأدب المفرد)، ففيه من لطائف وجميل المعاني ما يؤكد على ما سبق ويجذب انتباهك لضرورة أن يكون لك مرآة في نفس مؤمنة تربطك بها رباط متين من أخوة الإيمان تعكس بها صورتك الحقيقية.
ويوضح لك الحديث معالم ومواصفات المرآة التي تحتاجها في سعيك بهذه الحياة فهي تتعدى حدود المادة الضيقة لتنطلق بك من قيودها وتركز على مثالب أو مناقب لا تعكسها مرآة الزجاج، لتؤكد على حاجتنا الماسة لوجود مرآة الباطن في حياة كل منا والتي لا تقل عن حاجتنا لمرآة الظاهر إن لم تكن أهم؛ فالأولى ممكن الاستغناء عنها أما الثانية فلا!!!!
ولم يأت تحديد حقيقة مرآة باطنك بالمؤمن من فراغ فوحده المؤمن الذي يراعي فيك وفي حقوقك حق الله فلا يظلمك ولا يبخسك ولا يشوهك، بل لا تتوقف أهمية هذا المؤمن في حياتك على انعكاس صورتك فيه بل هو بمثابة الدرع لك يحيطك ويسترك وقد جاء في تفسير هذا الحديث: "إن المؤمن في إراءة عيب أخيه إليه كالمرأة المجلوة التي تحكي كل ما ارتسم فيها من الصور ولو كان أدنى شيء فالمؤمن إذا نظر إلى أخيه يستشف من وراء حاله تعريفات وتلويحات فإذا ظهر له منه عيب قادح كافحه فإن رجع صادقه" (المناوي، فيض القدير)، ومما قاله آخرون حول هذا الحديث: " كن لأخيك كالمرآة تريه محاسن أحواله وتبعثه على الشكر وتمنعه من الكبر وتريه قبائح أموره بلين في خفية تنصحه ولا تفضحه".
وانظر لجمال التوصيف وتحبيبه للنفس إذ يدفعك دفعا أن تبحث عن هذا الأخ وتنزله هذه المنزلة: "( يكف عليه ضيعته)؛ أي يجمع عليه معيشته ويضمها له وضيعة الرجل ما منه معاشه، (ويحوطه من ورائه)؛ أي يحفظه ويصونه ويذب عنه ويدفع عنه من يغتابه أو يلحق به ضررا ويعامله بالإحسان بقدر الطاقة والشفقة والنصيحة وغير ذلك قال بعض العارفين كن رداء وقميصاً لأخيك المؤمن وحطه من ورائه واحفظه في نفسه وعرضه وأهله فإنك أخوه بالنص القرآني فاجعله مرآة ترى فيها نفسك فكما يزيل عنك كل أذى تكشفه لك المرآة فأنزل عنه كل أذى به عن نفسه" ( المناوي، فيض القدير).
وهذا تصديق لقول النبي صل الله عليه وسلم: "انصر أخاك ظالما أو مظلوما فقال رجل يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره قال تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره"" (رواه البخاري).
أوليس تطبيق هذا الحديث في حياتنا يكون بمرآة نعكس بها صور بعضنا فتظهر انعكاسات أعمالنا بمرآة أخوتنا فإن ظُلم أخ لنا نصرناه، وإن انعكست أعماله في مرآتنا ظلماً وعدواننا نصرناه وأظهرنا له عيبه فأعناه على نفسه بأن كففناه عن ظلمه.