جريدة الديار
الأربعاء 8 مايو 2024 10:58 مـ 29 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

إعجاز السنة النبوية في إختيار الصحبة الطيبة) بقلم/ د: ياسر جعفر


قال رسول الله صل الله عليه وسلم(( لا تصاحب إلا مؤمنًا ولا يأكل طعامك إلا تقي ) ياسلام علي تعاليم الاسلام وعلي نصيحة الرسول العظيم صاحب الخلق الكريم صاحب اعظم رسالة صاحب رساله الاسراء والمعراج صاحب الكنوز العلمية في جميع المجالات وعلي جميع الأصعدة لك الحمد ربي حمدا يليق بعزتك وقدرتك علي نعمة الأسلام ! ففي الحديث الشريف الذي نحن بصدده.

حديث رائع ويحذرك من مخاطر ومشاكل ومصائب وكوارث ووجع راس انت في غني عنها !! لازم تخضع الي نصيحة رسول الأنسانية صلوات ربي وسلامه عليه لكي تتجنب المشاكل!! وياما فيه بيوت اتخربت بسبب اصحاب السوء وياما حدث طلاق واتشردت اسر بسبب عدم اختيار الصحبه المحترمة وياما حدث نصب وخيانة بسبب صحبة السوء وياما حدث اكاذيب وافتراءات بسبب صحبة السوء وعدم الأختيار الصحيح لها وياما فشل طلاب من افضل الطلاب في الدراسه في الجامعات والمدارس بسبب صحبة السوء ولذلك اهتم رسول الأنسانية محمد بن عبد الله صل الله عليه وسلم بالاختيار الصحيح للصحبة المؤمنة ولا يأكل طعامك الا تقي لكي لايحسد ولا يحقد وبعد الأكل يدعيلك بالبركة والستر وان يوسع عليك ويرزقك الله من حيث لاتعلم ! اما صاحب السوء ياكل طعامك ويحقد عليك ويحسدك وينم ويغتاب ! مع العلم ان إطعام الطعام شئ رائع وجميل واثرة علي الانسان طيب ففي جوهر الحديث يحذر من جلب المشاكل والمصاىب وينظر الرسول الي فيما بعد وان لايستهان الانسان بالصحبة في الاختيار وربما يسأل القرئ كيف اعرف وافرق المؤمن غير المؤمن؟؟! انا بشوف فلان بيصلي وبيصوم سوف احكم عليه بالظاهر !؟ شوف اخي الفاضل انظر الي وجهه فااذا وجدت فيه الصلاح والسمو والراحه وان لايشتكي من احوالة ويكثر من الشكوي وعنده أحباط وإذا اقرته مبلغ واداه لك وهذا اختبار قوي ! فاعلم انه انسان محترم !! لان الظاهر غير الباطن ولكن بيظهر معدنه في الشدائد واذا اقرضته مبلغا من المال !! حديث الرسول صل الله عليه وسلم حديث من الطب الوقائي للنفوس الضعيفة والمريضة !أنّ رفقاء السّوء هم سببٌ لإفساد أخلاق الإنسان، فالإنسان عندما يحاط برفقة سوء يتأثّر بهم بشكلٍ كبير؛ بسبب حثّهم المستمر له على ارتكاب الذّنوب والمعاصي. كما أنّ النّفس الإنسانيّة بطبعها تتأثّر بشكلٍ كبير بما يطرق مسامعها ويداعب تطلّعاتها وشهواتها من الكلام الذي يزيّن الباطل والعبارات المنمّقة التي تؤثّر فيها. أنّ رفقة السّوء قد تؤدّي بالإنسان إلى الهلاك والضّياع، فكثيرٌ من رفقاء السّوء يجعلون الإنسان يرتكب أموراً قد تنعكس آثارها سلباً عليه في حياته، فالمخدرات على سبيل المثال هي من نتائج رفقة السّوء، حيث قد تؤدّي إلى تدمير مستقبل الإنسان ولزوم السّمعة السّيئة به في حياته. أنّ رفقة السّوء تؤدّي إلى تدمير الحياة الشّخصيّة والاجتماعيّة للإنسان، فالنّاس عندما يرون الإنسان يتتبّع طرق السّوء ويسلكها، ويص احب الأشخاص السّيئين تراهم يبتعدون عنه وينفرون منه ممّا يؤدّي إلى عزلته في المجتمع الذي يعيش فية!!
كانَ النبيُّ صلَّ اللهُ عليهِ وسلَّم حرِيصًا على تَعليمِ أُمَّتِه ما يَنفعُها في دِينِها ودُنياها، وما يحفظُ عليهم عَلاقاتِهم الطَّيِّبةَ، وكانَ يحضُّ على التواصُلِ والتوادِّ والتصاحُبِ بين المسلمينَ، وهذا الحديثُ تَوجيهٌ وإرْشادٌ نَبويٌّ لِمَن أرادَ سلامةَ نفسِه وبيتِه وعَلاقاتِه معَ الناسِ.
وفيه يقولُ النبيُّ صلَّ اللهُ عليهِ وسلَّم: "لا تصاحِبْ إلَّا مُؤمِنًا"، أي: لا تَتخِذْ صاحِبًا ولا صديقًا إلَّا مِن المؤمنينَ؛ لأنَّ المؤمنَ يدلُّ صديقَه على الإيمانِ والهدى والخيرِ، ويَكونُ عُنوانًا لصاحِبه، وأَّما غيرَ المؤمنِ فإنَّه يضُرُّ صاحبَه.
"ولا يَأكلْ طعامَكَ إلَّا تقِيٌّ"، أي: المتورِّعُ، والمرادُ: لا تَدعُ أحدًا إلى طعامِكَ وبيتِكَ إلَّا الأتقياءَ؛ فإنَّ التقيَّ يتقوَّى بطعامِكَ على طاعةِ اللهِ، وإذا دخلَ بيتَكَ لم يتطلَّعْ إلى عوراتِكَ، وإذا رَأى شيئًا ستَره عليكَ، أمَّا غيرُ الأتقياءِ مِن الفاسقينَ فهُم على العَكسِ مِن ذلكَ، فإنَّ الإطعامَ يُحدِثُ الملاطفةَ والمودَّةَ والأُلفةَ، فيجِبُ أن يكونَ ذلكَ للمؤمنينَ والصالحينَ.
وفي الحديثِ: النَّهيُ عن اتِّخاذِ الأصحابِ مِن الفسَقةِ، والأمرُ باتَّخاذِهم مِن الأتقياءِ المؤمنينَ.
وفيهِ: النَّهيُ عن دَعوةِ الفَسقةِ إلى الطَّعامِ، والأمرُ بدَعوةِ الصالحينَ إليه!!!فإن الإنسان في هذه الحياة لابد له من مخالطة الناس، واتخاذ بعضهم جليساً له، وعوناً على مشاكل الحياة، ولكن الناس متفاوتون في أخلاقهم وطباعهم، فمنهم الخيِّر والفاضل الذي يُنتفع بصحبته وصداقته، ومجاورته ومشاورته، ومنهم الرديء الناقص العقل، الذي يُتضرر بقربه وعِشْرته وصداقته، وجميع الاتصالات به ضرر وشرٌّ ونكد؛ ولذا يقول - صل الله عليه وسلم - في وصف بني آدم واختلافهم: (( إن الله تعالى خلق آدم من قبضةٍ قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض؛ جاء منهم الأحمر، والأبيض، والأسود، وبين ذلك، والسَّهْل، والحَزْن، والخبيث، والطيب، وبين ذلك))؛ رواه أحمد، وأبو داود، وغيرهما.
إذا عُلم هذا أيها الإخوة؛ فاعلموا أن كثيراً من الناس إنما حصل له الضلال وجميع المفاسد بسبب خليله وقرينه؛ ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( المرء على دين خليله؛ فلينظر أحدكم من يخالل))؛ رواه أحمد، والترمذي، وغيرهما.
فما من شيءٍ أدلُّ على شيءٍ من الصاحب على صاحبه!!!فالإنسان مجبولٌ على الاقتداء بصاحبه وجليسه، والطباع والأرواح جنودٌ مجندةٌ كما قال صل الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري: (( الأرواح جنودٌ مجندةٌ، فما تعارف فيها ائتلف، وما تناكر منها اختلف))؛ فإن بعضها يقود إلى الخير، وبعضها يقود إلى الشرِّ!!وفي الحديث عنه صل الله عليه وسلم أنه قال: (( ما بعث الله من نبيٍّ، ولا استخلف من خليفةٍ، إلا كانت له بطانتان: بطانةٌ تأمره بالمعروف وتحضُّه عليه، وبطانةٌ تأمره بالشرِّ وتحضُّه عليه، والمعصوم مَنْ عَصَم اللهُ))؛ رواه البخاري