جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 06:45 صـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
كمامات بـ4 ملايين جنيه.. إحالة 3 مسؤولين بمستشفى الشيخ زايد المركزي للمحاكمة تعطل عمليات السحب والإيداع بماكينات البريد خلال ساعات مركز خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة دمنهور يعقد فعاليات اليوم الأول لدورة التحاليل الطبية خبير اقتصادي: مؤشرات البورصة المصرية حققت أداءا جيدا الفترة الحالية تكليف سمير البلكيمى وكيلا لمديرية التموين بالبحيرة مدبولي ..الاسعار ستأخذ مسارا نزوليا بدأ من الاحد القادم التوعية بخطورة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر خلال القافلة التنموية لجامعة دمنهور جامعة دمنهور تطلق مشروع لانتاج نواقل خلوية نانوية الحجم من النباتات العضوية (FarmEVs) جامعة دمنهور تحتفل بيــــــوم التراث العالمي استكمال رصف فرعيات شارع الجمهورية بحوش عيسى بتكلفة إجمالية 4 مليون و 500 ألف جنية وزارة الصحة بالشرقية يتابع الخدمات الطبية بمستشفى الزقازيق العام المخرجة السويسرية «عايدة شلبفر » مديرا للأفلام الروائية بمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي

ياسمين صلاح تكتب :لماذا أنا أنا ولست أنت؟

من منا سرق وجه الآخر؟
وحملَ رأسَه المتذمر
يكرر ليل نهار:
" أضعت فرصتي الوحيدة في الحياة 
لست مقاسكِ
لو كنتي رحيمةً بي وتركتيني على جسدي
ما جففت
أنا الورقةُ التي تنتظرُ شجرتها "

ملتهبٌ زماني يرقب خيالي
يدعي أنه يعرفني
ولن أصحح له ظنونه
سأستعير ملامح البلهاء
وأسقط في حفرته 
مُحاولةً تثبيت رأسي كي يستدل الليل بي
فوجئتُ أن الحفرة للجميع 
وأني كنت صرختها الأولى
أسمع صوت جسدي كلما ركلته الأرجل
ككتمةِ الإسفنج أو طرقعة الحديد
كلٌّ يعرج على حسب ميتته
يجذبون شعري
يلوون كاحلي
يخرجون من بطني
أنا الضلعُ الأعوجُ الذي تنبت منه الصدور

دعوني أعرفكم على قريني
مَن أخشاه ولا تخشونه
كم عانيتُ من نحيبه حين تذيبه الشمس ظلًّا لي
يشربه جسدي كصحراء قاحلة
وأتحملُ خبطاتِه على زجاجي
قهقهةً أو بكاء
سأتجاهل أصواته/أصواتي
لا تندهشوا حين يخرجُ الريش من فمي
النتفُ أفضلُ عقاب كما عودتني الدنيا
أنا الجناحُ العقيمُ الذي نسي كيف يطول

ليتني كنت خشبةً
لأكون قاربك الوحيد
ليتني كنت فأسًا
لأخرق القاربَ فتغرق بي
ليتني كنت موجةً
لأخبئك خلف ظهري من الأسماك
أنا السمكةُ التي لا تغمض عينيها
كي تشهد اللحظةَ التي فيها يشرب البحرُ منك 

حين خلقني اللّه من الطين
ظننته أنيسي
شكلته رفيقا
خلقتُ منه شجرتَنا الظليلة 
علمنا الله الكلام 
وتعلمنا منه الصمت
واخترعنا اللمسَ لنتجاوز كذب اللسان
أوهمتنا النارُ أن الحبَّ الخلود 
من القضمةِ الأولى بلعنا التفاحة
غلبتنا الجاذبية الضعيفة
أجسادُنا الأكبرُ من الأرض 
انغرست في لحمها كالحشائش
تضخمت السماءُ ككرة فارغة
تموج فيها مقاماتُ المعرفة 
كلما امتزج الشررُ بالطينِ صعدنا
أنا أنت تخمرتَ داخلي
حتى انفثأنا كفقاعةٍ واحدة