عصام سليم يكتب : أيها المغبون في الأقدار والحظوة .
وقد أهملت في روح الأمل ومض الرجاء ...
أنت من صنع الجفاء . وأغلق الينبوع عن عقل النماء ... ونصبت في الصحراء خيمة . وحجبت يأسا من سماء الحب غيمة ... وسكنت بين أطلال الجهالة والتطير والأرق ... ترافق الأحزان والغربان ... تلعن حظك المشؤوم . وتهجو بالمعاني والأماني والعلوم..
يا من أضعت في الإهمال مفهوم الهوية . وعشت كالمكتوم لا تحيا قضية ... تائها بين الرياح . لا يصاحبك النجاح ...
اسمع كلامي واتعظ . فأنا نبوءة وعيك المحبوس في ضمير الذاكرة . وأنا الإبداع في جليل الخاطرة . ومن دروب آلام الشقاء . إلى صليب الجلجلة . قد أشرقت أنوار قلبي واهتديت ... في مهجتي سكن الإله ... وليس في وعيي التباس . فالجن والوسواس وأطياف الجنون بات يلجم فعلها ضغط النعاس . وتدفق الإحساس كالنبراس . يضيء الروح . ويشفي القلب من نزف الجروح ...
أيها المغبون في الأقدار والحظوة . دع التوتر جانبا . والقِ بأوزار الضلال . واجلس قليلا عند كوع المفترق . وخدّر حيرة الأفكار . عند أبواب الطرق ... املأ عيونك من بساتين التأمل . إنها نور النقاهة والشفاء . عبر آيات الصفاء . واستَعِدْ في الروح أزهار الدعاء . واجعل الإيمان حضن الإنتماء . واطرد كوابيس الشرور . من غفوة المهجور والمهدور . وانظر إلى سحر الأفق . ثم حلق وانطلق ... فالغل والأغلال لا تحيي الألق ...
انطلق ثم انطلق ... حتى يلاقيك الندى . ويبل صدرك بالهدى . وترتوي حتى الرمق ... اسمع كلامي وانطلق . لا شيء يدعو للتردد والقلق ... فالخوف نمر من ورق ...
لا تكترث للموت . فالموت مفتاح السعادة نحو جنات الحبق ...