جريدة الديار
السبت 5 يوليو 2025 07:57 مـ 10 محرّم 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
حملة مشتركة للكشف عن تعاطي المواد المخدرة والمخالفات المرورية طريق الدولي الساحلي بجمصة وأمام اسعاف مصنع الزيت والصابون بمركز المنصورة السيسي يؤكد على دعم مصر لاستقرار ليبيا وسيادتها رئيس هيئة الدواء يشارك فى افتتاح توسعات شركة أولميد ميدل إيست لدعم تصنيع مستلزمات الغسيل الكلوى وزير العمل يوجه بمتابعة تداعيات حادث المنوفية .. ويتقدم بالعزاء لأسرة المتوفين .. وبسرعة الشفاء للمصابين رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات: 201 مرشح بالنظام الفردي اليوم حصار مشدد على مخيمي طولكرم ونور شمس تفاصيل حادث الطريق الإقليمي: محاولة تجاوز سيارة نقل تنتهي بمصرع 9 أشخاص كشف ملابسات العثور على جثماني رجل وسيدة في نهر النيل بالمنصورة غارات إسرائيلية على قطاع غزة تودي بحياة 8 فلسطينيين أسعار البنزين والسولار في مصر: استقرار بعد التحديث الأخير في أبريل 2025 كشف ملابسات واقعة سرقة منزل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الثاني خلال 24 ساعة بعد سائق البحيرة : وفاة رئيس قطار أثناء تأدية عمله في محطة أسيوط

هل تعرف هيئة ملك الموت؟ وكيف يقبض الأرواح؟

وصف لنا الرسول صلى الله عليه وسلم ملك الموت وقال أنه عظيم الهيبة، لا يضحك أبداً، له شدة وقوة، فلما دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له أستحلفك بالله لا تدخل على أمتي بهيئتك ياملك الموت فقال أطيعك يارسول الله.

ومع العلم أن ملك الموت لا يعرف متى يموت الإنسان، ولكن الله سبحان وتعالى عندما خلق الإنسان والمخلوقات أنبت شجرة في السماء، وكل مولود يولد تنبت له ورقة في هذه الشجرة، فإن اشتد عوده اخضرت الورقة، وكلما كبر الشخص كبرت معه الورقة.

إذا حان أجل العبد وأراد الله تعالى قبض روحه أرسل إليه ملك الموت ومعه ملائكة يعاونونه على قبض روح ذلك العبد، قال تعالى: وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ [الأنعام: 61]، فقولـه: حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ أي احتضر وحان أجله، تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا أي ملائكة موكلون بذلك.

فكيف يعرف ملك الموت باقتراب موت الشخص قال لرسول الله حينما تميل ورقته في الشجرة أعرف أن موته اقترب فأراقبها، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم هل تراقبها وحدك، قال يارسول الله ربي أوكل معي بكل شخص أربعون ملكاً من الملائكة، يجهزون المتوفي حتى يأتي ملك الموت فقط ليقبض الروح.

أي أن الروح لا تزال في الجسد ولكن لا يستطيع الإنسان أن يتكلم، لذلك نتعامل مع الميت برفق لأنه يشعر بكل شئ من حوله، ويشعر بجسده، ويسمع، ويرى.

ووصف لنا الرسول صلى الله عليه وسلم خروج الروح في حديثه الشريف وقال (ويجيءُ ملكُ الموتِ حتى يقعدَ عندَ رأسِهِ فيقول أيتُها النفسُ الطيِّبةُ اخرُجي إلى مغفرةٍ من اللهِ ورضوانٍ فتخرجُ تسيلُ كما تسيلُ القطرةُ من فِي السِّقاءِ.

وإنَّ العبدَ الفاجرَ أو الآخرَ إذا كان في انقطاعٍ من الدُّنيا وإقبالٍ من الآخرةِ نزل عليه من السماءِ ملائكةٌ سودُ الوجوهِ معهم أكفانُ المُسوحِ حتى يجلسوا منه مدَّ البصرِ ويجيءُ ملَكُ الموتِ فيجلسُ عند رأسِهِ فيقولُ أيتُها النفسُ الخبيثةُ اخرُجي إلى سَخَطٍ من اللهِ وغضبٍ فتفرَّقُ في جسدِهِ تنقطعُ معها العروقُ والعصَبُ كما يُنزَعُ السَّفُّودُ من الصُّوفِ المبلولِ). صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 روى إبن كثير في تفسيره عن إبن عباس وغير واحد قولهم: إن لملك الموت أعواناً من الملائكة يخرجون الروح من الجسد فيقبضها ملك الموت إذا انتهت إلى الحلقوم.

يقول الطبري: (يقول تعالى ذكره: إن ربكم يحفظكم إلى أن يحضركم الموت، وينْزل بكم أمر الله وإذا جاء ذلك أحدكم توفاه أملاكنا الموكلون بقبض الأرواح ورسلنا المرسلون به وهم لا يفرطون في ذلك، فيضيعونه.

 فإن قال قائل: أو ليس الذي يقبض الأرواح ملك الموت فكيف قيل تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا والرسل جملة، وهو واحد، أو ليس قد قال يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ [ السجدة: 11]، قيل جائز أن يكون الله تعالى أعان ملك الموت بأعوان من عنده، فيتولون ذلك بأمر ملك الموت، فيكون التوفي مضافاً، وإن كان ذلك من فعل أعوان ملك الموت إلى ملك الموت.

فالمتأمل في نصوص القرآن الكريم يدرك أن الله سبحانه وتعالى أسند التوفي للملائكة كما في قوله تعالى: الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ [النحل: 28]، وقوله:الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ [ سورة النحل: 32]، وقوله تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا، وغيرها من الآيات، وأسنده في آية أخرى لملك الموت، قال تعالى:قل يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ، وأسنده سبحانه في آية أخرى إليه جل وعلا، قال تعالى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا [ الزمر: 42]، ولا معارضة بين الآيات المذكورة، فإسناد التوفي إليه سبحانه وتعالى؛ لأنه لا يموت أحد إلا بمشيئته وإذنه كما قال تعالى: وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَاباً مُؤَجَّلاً [ آل عمران: 145]، وإسناده لملك الموت؛ لأنه هو المأمور بقبض الأرواح، وإسناده للملائكة؛ لأن لملك الموت أعواناً من الملائكة ينْزعون الروح من الجسد إلى الحلقوم؛ فيأخذها ملك الموت.