جريدة الديار
الخميس 28 مارس 2024 06:10 مـ 18 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

جيهان عجلان تكتب: الحكمة من الصيام

أعزائي القراء تحياتي وكل عام وأنتم بخير ،وكل يوم في رمضان وأنتم مو إلى الله أقرب 
ما هي الحكمة التي شرع الله بها  تعالى الصوم على عباده ؟
قد ذكر الله تعالى الحكمة من مشروعية الصيام وفرضِه علينا في قوله 
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون(183 ) البقرة .
فالصيام أذن هو وسيلة لتحقيق التقوى ، والتقوى هي اتباع  ما أمر الله تعالى به ، وترك ما نهى عنه .
فالصيام يعين العبد على القيام بأوامر الله وذلك لصفاء النفس وتعلقها برحمة رب العباد .

**فمن أول حَكم الصوم وأجلَّها ، هي تهذيب النفس وتعويدها على الخير ؛لأن الصيام يوحد مشاعر المسلمين، فالكل صائم وفق أمر الهي واحد، من أقصى الأرض إلى أدناها، غنيها وفقيرها، أبيضها وأسودها، عربها وعجمها ؛ لتشعر بالمساواة بين سائر خلقه من الصائمين فتصوم معهم وتفطر معهم ، وتحس بوحدة الإسلام ،وتشعر بالجوع والعطش ؛ فتدرك معاناة الفقراء والمحتاجين، وبذلك تقضى حق الله في زكاتهم، مطمئنا بأن ذلك حقهم ،وليس تفضلا منك، فإن الصائم إذا شعر ألم الجوع ،والعطش يتذكر إخوانه الفقراء والمساكين، فيرحمهم ويعطف عليهم ويمد يده بالعون والإحسان إليهم وذلك لقوله تعالى 
 "  وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ "(36)0 النساء 

**إن الصوم وسيلة لشكر نعم الله ،حيث أن الامتناع عن هذه النعم ، وهي الطعام والشراب ،والمتع المشروعة يجعلك تعرف مدى قدرها فتشكر الله عليها أجلَّ الشكر ، فالصائم الذي يمتنع عن المباحات أثناء صيامه من طعام وشراب وجماع، تتربى نفسه على الامتناع عن المحرمات في كل وقت وحين خشية من الله .
وكذلك يحقق الصيام للمسلم تقوى الله تعالى من خلال تعويده على الإكثار من الطاعات، فالصائم خصوصاً في رمضان يجتهد في القيام ،وقراءة القرآن والذكر وصلة الأرحام وغيرها من الطاعات، فبذلك تتعود النفس على الطاعات ويسهل الاستمرار عليها بعد رمضان،و يحتاج إلى عزيمة وصدق. 

**إن الصوم سبب لترك كل ما هو حرام ؛  فالصيام مدرسة خلقية كبرى يتدرب فيها المؤمن على خصال كثيرة، فهو جهاد للنفس، ومقاومة للأهواء ونزعات الشيطان التي قد تلوح له، ويعود المسلم على خلق الصبر، ويعلمه النظام والانضباط، ويدربه على الأمانة، ومراقبة الله في ظاهره وباطنه، إذ لا رقيب على الصائم إلا الله، فالصائم يفعل كل هذا  طمعا في رضا الله عليه

**إن الصوم وسيلة للتغلب على الشهوة لأن النفس بشبعها تتمنى الشهوة وإذا جاعت امتنعت عن شهوتها وبالتغلب عليها يقهر الصائم الشيطان ويخمد وسوسته ، لهذا حث الرسول صل الله عليه وسلم على الصوم لمن لا يستطيع الزواج ؛وذلك لعدم قدرته المادية ،فالصيام له عفة  
عَنْ عبد الله بْنِ مَسْعُود قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ! مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ

لهذا كانت الحكمة من الصيام أخي القارئ فما شرع الله شرعا إلا لنفعك وسعادتك ،  فكم هو الصيام حقا نفعا وسعادة !