جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 10:39 صـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
١٥١٣ مواطن تلقوا خدمات الكشف والعلاج بالمجان بقافلة السرو من صحة دمياط التنمية المحلية تتابع تنفيذ مبادرة حياة كريمة والجمهورية الجديدة مصر بتتبني بالمحافظات ..” أسوان” افتتاح استوديو المحتوى التعليمى الجديد بالتعاون مع اليونسكو وهواوى بالأكاديمية المهنية للمعلمين وزيرة التضامن: 60% من مرضى الإدمان يعيشون مع أسرهم دون اكتشاف الوالدين لتعاطي أبنائهم. وصول 8 شهداء لـ مستشفى «الأقصى» جراء قصف الاحتلال منزلًا بمخيم المغازي إصابة 9 أشخاص واحتراق منزل في مشاجرة بالفيوم ... بسبب خلافات الجيرة مصرع شاب في تصادم دراجة نارية بجرار زراعي في الوادي الجديد «القباج» تطلق مرحلة جديدة من حملة «أنت أقوى من المخدرات» للوعي بخطورة الإدمان 4 شهداء وعدد من المصابين جراء قصف الاحتلال لمنزل بمخيم المغازي سوريا.. انفجارات عنيفة تدوي في منطقة مطار حلب الدولي وزيرة التضامن: قضية المخدرات أصبحت خطرًا يُهدد السلم المجتمعي التفاصيل الكاملة لمصرع عروس وشابين بالقليوبية

أسرار وحكايات .. من زمن فات ( ٢ )

المحظوظ " إبن طولون " .. وسر الكنز الفرعونى نستطيع القول أن الأمير أحمد إبن طولون مؤسس الدولة الطولونية وبانى عاصمة مصر الثالثة منذ الفتح الإسلامى بعد الفسطاط والعسكر وهى " القطائع " من أكثر الرجال حظا حيث كان يحلم ببناء عاصمة جديدة لمصر على مساحة شاسعة وأن يبنى بها مسجدا عملاقا لتخليد ذكراه وهو الأمر الذى كان يحتاج إلى تكاليف باهظة فكان نقص الموارد يقف حائلا أمام تحقيق هذه الأحلام.
ولكن القدر شاء له أن يحقق أحلامه بلا عناء  وبلا سلب أو نهب لموارد الدولة ودون أن يلجأ إلى فرض ضرائب ترهق كاهل شعب مصر حيث أنه حين كان إبن طولون يسير فى صحراء مصر غاصت قدم فرس أحد غلمانه فى الرمال فهوى الغلام من على ظهر الفرس فإنتبه الأمير وإتجه نحو الغلام ووجد فتق مكان قدم الفرس فحفر حوله فظهرت حافة قارب فقام رجاله بإستخراج القارب الصغير من باطن فوجد به كنزا فرعونيا هائلا يقدر بنحو مليون دينار فى ذلك الوقت.
لم يضع أحمد بن طولون هذا الكنز فى خزائنه أو يخفيه عن الجميع ولم يقل أنه عثر عليه ويعطى لنفسه الحق فى إمتلاكه أو التصرف فيه كيف يشاء ولكنه قال أن هذا الكنز من باطن مصر فهو من حق أبناء مصر ولابد من أن يصرف عليهم وعلى الفور قام الأمير بإبلاغ الخليفة العباسى " المعتمد " فى مقر حكمه فى بغداد ليخبره بهذا الأمر ويستأذنه بأن يخصص قيمة هذا الكنز فى وجوه البر وبناء العاصمة والمسجد الكبير ووافقه الخليفة على ذلك بعد أن حياه على أمانته ووفائه.
بالفعل أنفق أحمد إبن طولون على الفقراء والمحتاجين والمساكين ووفر لهم إحتياجاتهم وأقام بيمارستان " مستشفى " لعلاج المرضى بالمجان ثم إتجه إلى بناء المسجد كما كان يحلم فخصص له مساحة شاسعة تتجاوز ستة أفدنة فى جبل يشكر بحى السيدة زينب حاليا وكلف إبن طولون مهندسا نصرانيا يدعى سعيد بن كاتب الفرغانى وهو عراقى الجنسية جاء مع الأمير فى رحلته لغزو مصر وأوصاه بأن يشيد مسجدا لا تأتى عليه النيران أو تهدمه مياه فيضان النيل ولذلك إختار مكان إقامة المسجد فوق جبل يشكر.. وبالفعل كان أحمد إبن طولون بعيد النظر حيث أن مصر شهدت الكثير من الأحداث الدموية العنيفة بعد ذلك غير أن المسجد لم يصب بأى أذى.
وكان عام ٢٦٣ هجرية / ٨٧٧ ميلادية على موعد مع بدء بناء المسجد العملاق الذى لاتزال له مكانته العظيمة بين جميع مساجد العالم الإسلامى وقد أوصى إبن طولون المهندس العراقى المسيحى بأن يضع القارب الصغير الذى عثر على الكنز الفرعونى بداخله فوق منارة حلزونية ملوية التى لا يوجد مثيل لها حتى الآن فى مصر وأن يؤسس مسجدا عملاقا مشابها تماما لمسجد المتوكل المقام فى مدينة سامراء بالعراق وهو ما تم بالفعل ولا يزال مسجد أحمد طولون درة المساجد فى مصر رغم مرور نحو ١٢٤٤ عاما على إنشائه.