جريدة الديار
السبت 20 أبريل 2024 01:55 مـ 11 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

في ذكراه .. محطات في مسيرة عاشق الصحافة الكاتب والصحافي ”مصطفى أمين ”

عشق الصحافة منذ الطفولة وكانت الصحافة هي العشق الأول لمصطفى أمين وكذلك شقيقه، وبدأ العمل بها مبكرًا، وذلك عندما قدما معًا مجلة "الحقوق" في سن الثماني سنوات، والتي اختصت بنشر أخبار البيت، تلا ذلك إصدارهما لمجلة "التلميذ" عام 1928 في سن الـ 14، وقاما فيها بمهاجمة الحكومة وانتقاد سياساتها، فما لبثت أن تم تعطيل إصدارها، أعقبها صدور مجلة "الأقلام" والتي لم تكن أوفر حظًا من سابقتها حيث تم إغلاقها أيضًا ,

في عام 1930 انضم مصطفى للعمل بمجلة "روز اليوسف"، وبعدها بعام تم تعيينه نائبًا لرئيس تحريرها وهو لا يزال طالبًا في المرحلة الثانوية، وحقق الكثير من التألق في عالم الصحافة وشهدت المجلة أول باب ثابت حرره بعنوان «لا يا شيخ»، ثم انتقل للعمل بمجلة "آخر ساعة" والتي أسسها محمد التابعي، وكان مصطفى أمين هو من اختار لها هذا الاسم. 


 شهد عام 1944 مولد جريدة "أخبار اليوم"، وكانت هذه الجريدة بمثابة الحلم الذي تحقق للأخوين، وبدأ التفكير بها بعد استقالة "مصطفى" من مجلة "الإثنين"، حيث أعلن عن رغبته في امتلاك دار صحفية تأتي على غرار الدور الصحفية الأوروبية، وبدأ فى اتخاذ الإجراءات القانونية لإصدار الصحيفة فى 22 أكتوبر 1944، وجاء يوم السبت 11 نوفمبر ليشهد صدور أول أعدادها، وقد حققت انتشارا هائلا.

ويذكر أن هناك الكثير من المواقف التي اصطدم فيها مصطفى أمين بالسلطة، كان أخطرها القضية التي اتهم فيها مصطفى أمين بأنه كان مكلفًا من جمال عبد الناصر باستمرار الاتصال بالولايات المتحدة، وكانت القيادة تمده بما ينبغي أن يقوله لمندوبي أمريكا، وأن ينقل إلى "جمال عبد الناصر" ما يقوله الأمريكيون، وعندما ساءت العلاقات بين مصطفى أمين وعبد الناصر وغيره من القيادات قبضوا عليه وحاكموه بالمعلومات التي كانوا قد أعطوها له سلفًا ليسلمها إلى المندوبين الأمريكيين، وصدر عليه الحكم بالسجن 9 سنوات قضاها مصطفى أمين في السجن وقضاها علي أمين خارج البلاد.

 كان "مصطفى أمين" على علاقة طيبة بالرئيس أنور السادات، فقد كان الأخير هو من أصدر قرارا بالإفراج عن مصطفى أمين الذى سجن خلال عهد الرئيس «عبد الناصر» وعاد مؤسس «أخبار اليوم» عام 1974 إلى بلاط صاحبة الجلالة مرة أخرى وفى يوم 15-8-1978 اختفى عمود فكرة لمصطفى أمين بعدما هاجم أعضاء مجلس الشعب الذين أسرعوا للانضمام إلى حزب أنور السادات، كما أصدر السادات قراره أيضا بوقف نشر «سنة أولى حب» التي كتبها مصطفى، كما أمر بحذف جملة - أسسها مصطفى أمين وعلى أمين - من صحف «أخبار اليوم» ، ولكن هذا التوتر لم يدم طويلا، فقد كان السادات حريصا على أن تربطه علاقات إنسانية طيبة مع الجميع، فأرسل السادات، بعد ذلك الكاتب الصحفى موسى صبري، وأحمد رجب، لدعوة مصطفى أمين، لفرح ابنه جمال، لإذابة الجليد بينهما، وبالفعل بعدها أمر السادات، بعودة عموده اليومى فكرة، دون أن يقدم مصطفى أمين أية تنازلات فى تمسكه بمبادئه، وأهمها حريته فى كتابة ما يراه صائبا.

توفي علي أمين عام 1976، إلا أن مصطفى لم يتوقف عن ممارسة مهامه الصحفية، حيث ترى طابورا طويلا ينتظره من الجماهير فى الصباح وهو يدخل على أخبار اليوم، ويتسلم منهم الشكاوى الإنسانية ليعرض بعضها فى عموده الشهير «فكرة»، وقد سبق هذا العديد من النشاطات الخيرية والاجتماعية، أبرزها المشروع الخيرى «ليلة القدر» عام 1954، كما كان الشقيقان صاحبا الفضل فى ابتكار فكرة عيد الأم وعيد الأب وعيد الحب.

كانت هناك صداقة قوية تجمع" مصطفى أمين" بـ «كوكب الشرق» أم كلثوم، والفنان عبد الحليم حافظ، وكان الأخير ينظر له نظرة الأب والأستاذ، ويستشيره فى كل شيء سواء فى أغانيه أو في حياته الشخصية . ورحل " مصطفى أمين في مصل هذا اليوم  13 إبريل  عام 1997 في  القاهرة .