رأفت عبد العظيم يكتب :مسلم ومسيحي

كان المبدع العبقرى بديع خيرى  ( ١٨٩٣  _ ١٩٦٦ )  متعدد المواهب فهو زجال كتب العديد من الأدوار الغنائية لفنان الشعب خالد الذكر سيد درويش .. وكاتب مسرحى كون من الفنان الكبير نجيب الريحانى ثنائى مسرحى ناجح فى ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضى .. بخلاف إنه ممثل وكاتب حوار  .. ورغم الصداقة القوية والمتينة والطويلة بينه وبين نجيب الريحانى فإن هناك واقعة طريفة حدثت حين توفت والدة بديع خيرى وذهب الريحانى للعزاء فوجد سرداق يُتلى فيه القرآن الكريم .. فقال لبديع :
__ أنا كنت فاكرك مسيحى .. عمرك ماقلت لى إنك مسلم  ...
بكل بساطة رد بديع خيرى  وقال  :
__ أنت مسألتنيش  ..
وكانت الجمعيات الخيرية المسيحية ترسل لبديع خيرى الخطابات وتطالبه بالتبرع ولم يتأخر مرة واحدة ولم يصحح المعلومة وكان يقول  :
__ كلهم أيتام  ...
وعلى المستوى الشخصى لا ولن أنسى مهما طال بى العمر إنه أثناء مرضى المناعى الصعب وعدم قدرتى على المشى مع إرتفاع حاد ودائم فى درجة الحرارة سنة ٢٠٠١  .. قيام صديقى وزميلى سمير كامل بإحضار أحد كبار أطباء مستشفى الحميات الذى طلب تسديد ثمن الكشف مقدماً ( وكان مبلغ كبير وقتها ) بخلاف طلبه أن يلتزم صديقى بذهابه وعودته بسيارته .. ويعلم الله مدى الإجهاد الذى عانيته ومعى زوجتى حتى نقنعنه بأن يأخذ قيمة الكشف الذى دفعه مقدماً  .. صديقى الغالى سمير كامل  .. مسيحى .. شفاه الله وعافاه .. وكان دائم الزيارة للإطمئنان على أحوالى الصحية .. وكنا نجلس سوياً ساعات أشكو له ويشكو لى ثم نضحك من ذكريات وحكاوى تأتى مع الحوار  ..
كما اتذكر جارى الغالى لطفى أسكندر رحمة الله عليه الذى أحضر لى عدة  " شرابات " طويلة من الصوف الأصلى من أمريكا عندما عرف وهو هناك من زوجته أن المرض المناعى فى الشتاء يسبب لى برودة شديدة فى الأطراف  ..
واتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم  " إن ربكم واحد وإن أباكم واحد  وكلكم لأدم وأدم من تراب " ...
اللهم أبعد عنا أى عصبية بغيضة أو طائفية مجنونة أو فتاوى هدامة حتى نعيش أحبة فى هدوء وإستقرار وأمان .