سلطانة ريا تكتب : رؤى لبنانية وأعدت بريق إبنة التسعة عشر عاماً لسيدة الثمانين

تزوجت في سنة 1959 وكانت لها أخت في سوريا ثم سافرت مع العائلة بقصد الزيارة... سلطانة ريا العروس الجميلة القروية من تمنين التحتا في بعلبك...
وتشاء الصدف أن يكون في اليوم التالي احتفال الوحدة الأول للرئيس جمال عبد الناصر والماريشال اليوغوسلافي تيتو....
بقيت العائلة لتشهد هذا الحدث التاريخي وبقيت معهم سلطانة وهناك في الملعب البلدي بدمشق حيث كانت نهاية الاحتفالية وقفت على سور بعيد خارج الملعب لانها لم تمتلك تذكرة دخول وصارت ترقب بشغف كل ما تراه احتفال المزارعين وفرحهم والهتافات لناصر والتهليل... وما هي الا لحظات حتى اقترب منها عسكريين...
أنتِ... أنتِ...
لم تجب السلطانة السمراء.. وكانت صارمة تنظر إلى الارض بجلبابها الاسود الطويل وغطاء الرأس مع العصبة زهرية اللون الجميلة..
يا أنتِ... قال الشرطي
ماذا تريد ؟ أجابته
نريد أن تصعدي معنا إلى منصة الرئاسة وتقدمي هدية للرئيس...
صمتت سلطانة مندهشة ثم أكملت
لا يسمح لي زوجي...
يسمح..يسمح. قال الشرطي وصار ينادي على الزوج الشاب ابن ال22 عاماً...
حيدر ريا.. حيدر ريا
بعد هروب منه ومعاناة أتى حيدر وأجابهم... ماذا يجري ؟
وعندما فهم القصة كان شديد الفرح مشى هو وسلطانة إلى المنصة وهو يقول لهم قد أتينا من الحدود مع اسرائيل فقط لنسلم على الريس...
ههههه لم يسمحوا لحيدر أن يصعد مع زوجته وبقي على الدرج وهي غادرت معهم خائفة تنظر إليه...
وطال الوقت وسلطانة تُكرّم كالسلاطين والرئيس يسلم صكوك بيع الاراضي للفلاحين وزوجة تيتو وتيتو وسلطانة تقف شامخة قرب جمال عبد الناصر... اعطته الهدية وسلمت على الجميع...
إنها قصة سمعتها من حماتي طيلة سنوات طوال وقد كانت تفرح لمجرد الكلام كما كنا نفعل كلنا...
وشاء القدر أن أحظى بالأمس بفيديو مصور وثق القصة وأعاد سلطانة سميتي إلى أجمل اللحظات
افرحتني سعادتها... وأفرحني بريق عينيها وأفرحني أنها سلطانة قد زينت منصة ناصر ولازالت على قيد الحياة حتى رأينا هذا الفرح معاً...