جريدة الديار
الجمعة 11 يوليو 2025 04:22 صـ 16 محرّم 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
اتهام مستأجر سوق المواشي بدمنهور بتقديم خطاب ضمان مزور بقيمة 41 مليون جنيه الهيئة الوطنية للانتخابات: 469 طلب ترشح بالنظام الفردي وقائمة واحدة في انتخابات الشيوخ ”القومي لذوي الإعاقة” يطلق دليل ”دوي” التدريبي بطريقة برايل لتمكين الفتيات ذوات الإعاقة البصرية وزيرتا البيئة والتضامن الإجتماعي تشهدان توقيع مُذكرة تعاون مُشترك بين جهاز إدارة المُخلفات والهلال الأحمر الفريق أسامة ربيع يشهد توقيع بروتوكول بين هيئة قناة السويس وبنك مصر للتعاون بالتطوير العقاري محافظ البحيرة تشهد ختام برنامج ”المرأة تقود في المحافظات المصرية” لتأهيل وتدريب 50 سيدة للقيادة بالمحافظة جامعة دمنهور تعلن جدول عروض ملتقى حور للفنون المقام على مسرح دار أوبرا دمنهور مقتل تاجر في مدخل إحدى العقارات بمنطقة سيوف شرق الإسكندرية بنك مصر والأوروبي لإعادة الإعمار يوقعان أول قرض مرتبط بالاستدامة لمؤسسة بالشرق الأوسط صبا مبارك تتحول من الرومانسية الناعمة لاتهامات بالخيانة في 220 يوم أحمد عصام السيد يشارك في فيلم “الشاطر” مع أمير كرارة وهنا الزاهد بنك مصر الأول بمصر وأفريقيا في ترتيب القروض المشتركة وفقاً لـ بلومبرج العالمية

علا محمود بيضون تكتب : - الإيثار

الإيثار
الإيثار
ذهبت كعادتك!؟ دوما تنتظرينني حتى أغفو لتغدري بي وتغادري دون أن أشعر . ما زلت صغيرة يا أمّي وأحتاج حضنك كلما بكيت وتألّمت، ما زلت طفلة ولكن جسدي فضفاض على روح طفلة. كبر جسدي وما زالت روحي كجنين أجهض قبل أوانه . أي عيد يعيد ذكريات الفقد ؟ كيف أنسى من سهرت لياليَ طوالا وهي تحيك لنا أثواب العيد ،وقد تجافى جنبها عن السّرير ؟! كيف أنسى من يصيبها نوبة من الذّعر والقلق عندما أمرض، فتبقى مستيقظة على رعايتي دون أن يغمض لها جفن، فتخبرني بأن الألم سيزول بقبلتها، وضمة منها فيزول الوجع وتصدق أمي .ففي لمستها السّحرية شفاء لجميع الآلام. فينام الجميع وتبقى عيون أمي كالحرّاس متأهّبة كالجنود ؟! ما أسعدني عندما كانت تهدهدني في حضنها وهي تشدو بصوتها العذب أغاني فيروز، كنت أظنّ أنّ أمّي هي من تغني في الرّاديو لسنوات، فحنجرتها المخمليّة تتطابق مع بصمة صوت فيروز .كان حضنك يغنيني عن كنوز الدّنيا . إلا أنني يا أمي نهمة ولا يشبعني فتات الحنان كنت أغار من أن يشاركني حضنك أحد من أخواتي، كنت أنانيّة في حبك . كم أفتقد طعامك الشّهي حتى صراخك أفتقده ،ليتك هنا وتوبخينني ليتك هنا ! أعدك أن أكفّ عن المشاغبة وعن افتعال الأعمال التّخريبيّة .لن أرمي الزّيت في أرض المطبخ، أعدك فأصبح يكلّف ثروة في بلادنا يا أمي . كنت دوما تنتقين لي الّلون الأزرق فأتمرد دون جدوى وتتحجّجين بأنّني بيضاء الثّلج لتقنعينني فتحظى أختي بالّلون الزّهري وأخرى بالّلون الأصفر وأخرى الأحمر .كنتِ متسلّطة نعم وقراراتك نافزة لا محال، إلا أنك محقة، ولكن ذلك يضعف قدرة الطّفل لاحقا على اتّخاذ القرارات المصيريّة. لم يعد للتّبولة من طعم ولا حتّى للخبز بركة . ما أغناني بدعواتك، كنت تدعين الله أن يتوقّف المطر ريثما نصل إلى البيت، وعندما نعود تستقبليننا كأهل العريس، كان قلبك يشعُ دفئا أكثر من الحساء . لم يعد للحياة طعم بدون دعواتك التّي تتفتح لها أبواب السّموات كم بت أفتقدها . تحفى أمّي لتسير على الأشواك وتهبني نعالها غير آبهة لما تلقاه من عذاب ،فلا عجب أن تحت قدميها أبواب الجنان ،وتعرى أمي لتدثرني بردائها بينما ترتجف من البرد ،وتجوع أمي لتشبعني الوفاء ولو تصلبت أمعاؤها من الجوع ..علمتني أمّي معنى الحب ..فالحب باختصار هو : الإيثار