جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 11:33 صـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

جيهان عجلان تكتب: أنتَ سيد قرارُكَ ...!

جيهان عجلان
جيهان عجلان

عزيزي القارئ تأكد أن قرارات حياتك لن تكون إلا بقناعة رضاك َ بها ، ولن تتمكن منك تلك القناعة إلا باطلاعك على كل ما يخص هذه القناعة من حيثيات ملموسة ،وقائمة من حولك .

تأكد كل ما نهاك عنه الله فهو لصالحك ومنفعتك ؛ حتى تكون حياتك خالية من كل ما يسبب لك الألم ولكن كيف تكون سيد قراراك ؟وما هو هذا القرار المهم في حياتك الذي يجب أن تكون أنت سيده بلا تردد ولا هوادة ولا تراجع .

عزيزي القارئ كلنا نعلم الآن كم انتشرت الأمراض الخبيثة الذي رغم اكتشاف علاجات لها ،إلا وأنها ما زالت مهلكة ومدمرة لصحة الشباب والناس بجميع فئات أعمارهم ،وليس فقط أمراض الجسد بل والنفس أيضا.

وهنا سأحدد لك سببين لهذا الخبث الذي يتخلل رئتك ويختلط بدمائك سما قاتلا ويتفشى في مجتمعك ، ألا وهو التدخين والمخدرات وما هما إلا إثم وعظيم بشتى أنواعهما ، تعالى معي عبر السطور التالية ؛لتعرف أن التدخين والمخدرات ما هما إلا سبب هلاكك لا نفعك، بل تدميرك صحيا وماديا ومجتمعيا وخسرانك لدينك .

أولا- أمر الله لك بكتابه الذي حثك فيه على الصحة ،والعافية وكيفية الحفاظ على جسدك سليما ،أنت تملك هذا الجسد أمانة، وحق الملكية المطلقة فيه لله ،ولكنه منحك إياه ؛ لتكون جوارحك كلها في خدمة روحك ونفسك التي هي البقاءفقال تعالى

"الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ"(157)الأعراف

الطيبات هي كل طيب محلل وصفها بالطيب ؛ ليطيب بها جسدك ويصبح سليما معافيا من الأمراض،ولذلك فإن الأطعمة والأشربة الضارة؛ كالمسكرات والمخدرات، وسائر الأطعمة الضارة التي حرمها الله بنص صريح، فهي من الخبائث المحرمة التي تهلك البدن وتفسده .

وقد أجمع الأطباء وغيرهم من المتخصصين بمعرفة الدخان والمخدراتوأثارهما على الجسد ، بأنهما من المشارب والمتعاطيات الضارة ضرراً كبيراً، وذكروا أنهما سبب لكثير من الأمراض؛ كالسرطان وموت السكتة، وغير ذلك.من الأضرار التي تصيب الجسد والنفس .

أولا :- التدخين والمخدارت حرام وفقا لما ذكرت الآية الكريمة ؛لأنهما من الخبائث فهما ضاران بالصحة وسببان للوفاة، فالتدخين مدمر لرئتيك التي خلقاهما الله لك ؛لتتنفس بهما هواء نقيا ؛

لتعيش صحيح البدن والتدخين فيه بغي و عدوان فهو بغي على الغير الذين هم عرضة للمرض والموت لمجرد معاشرتهم لمدخن إيجابي فيجعلهم جميعا مدخنين سلبيين .

وهم الذين يتأثرون بالدخان الذي يملء المكان بغاز ثاني أكسيد الكربون المسمم ، مما يجعله حراما ؛لأنك لم تضر به نفسك وجسدك فقط بل تسببت في الضرر لمن هم حولك الذين هم في الغالب أقرب الناس إليكأو عامة الناس المحيطين بجوك الذي تنفس فيه نفسك السام ، ثم أن في التدخين عدوان على البيئة وعلى حق الغير في حياة صحية وبيئة نقية ، فهو حرام لتحريم رب العالمين للبغي .

ودلائل القران على تحريم التدخين والمخدرات كثيرة ومنها قوله تعالى :-

" وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا "(58) الأحزاب

" وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) النساء

" وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ "(195) البقرة

والله سبحانه لم يبح لعباده من المطاعم والمشارب إلا ما كان طيباً نافعاً، أما ما كان ضاراً لهم في دينهم أو دنياهم أو مغيراً لعقولهم وذاهبا لها كما تفعل الخمر والمخدرات بالعقول فيترتب على ذلك وقوع الإنسان في المعاصي التي لا عد لها ولا حصر ، فإن الله سبحانه قد حرمها عليهم .

وقد أثبتت معدلات الصحة العالمية أن التدخين من مسببات الموت السنوي بنسبة خمسة ملايين من المدخنين لا سيما الشباب منهم ، فهو وفقا لشهادة العدول في مهنة الطب ومراكز الإحصاء تهلكة ، فينطبق عليه النهيالذي نهى الله عنه عباده لأنه تهلكة .

  1. المدخن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة وسرطان الجلد من الشخص العادي ، وقد جاء في أحدث التقارير الصادرة مؤخرا في جنيف عن بعض العلماء والمهتمين أن مدخنا يموت كل عشر ثوان في العالم نتيجة التدخين !؟

  2. وأنه خلال الفترة ما بين عام 1950 وعام 2000 قضى التبغ على نحو (60) مليون شخص في الدول النامية فقط !! نصفهم في سن الشباب، فكيف تتخيل الإحصائيات الأن .

2-ومن الأضرار التي يسببها إدمان المخدرات حدوث اضطرابات في القلب، وارتفاع ضغط الدم الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى حدوث انفجار الشرايين ،والتعرض لنوبات الصرع إذا توقف الجسم عن تعاطي المخدر فجأة .

وحدوث التهابات في المخ والتي تؤدي إلى الشعور بالهلوسة وأحيانًا فقدان الذاكرة ، وأيضا حدوث الضرر النفسي والعقلي لمتعاطي المخدرات، كما يؤدى الإفراط في تعاطي المخدرات إلى حدوث أمراضًا نفسية مزمنة واضطرابات عقلية إذا لم يتم تدارك الأمر.

من أمثلة الأضرار النفسية، الأضرار التي قد تصيب المجتمع وتفسد معاني الإنسانية والرحمة فيه، ويفقد المدمن الحماسة والقوّة في الدفاع عن مجتمعه ونفسه.‏و ينتشر الفساد ؛ حيث إنّ الإدمان يؤدي إلى السرقة في حين لم يتوفّر المال لدى المدمن، ويؤدّي إلى ‏ارتكاب ‏الجرائم كالقتل والزنا .‏

ويقلّ الدخل القومي، وينتشر الفقر والبطالة.‏ ويضعف الترابط بين أفراد المجتمع، وتزداد حوادث السير، وتبذير الأموال.‏و تنتشر الأنانية، وإشباع الرغبات بطرق غير شرعية، وتضعف الحيوية والنشاط في المجتمع وتزيد من الخمول ‏والكسل ‏والاعتماد على الآخرين. ، فقد يصل الأمر أحيانًا إلى إقبال مدمن المخدرات على الانتحار

وبعد هذا العرض أنت الآن سيد قراراك !!!

هل ستظل مدخنا ؟! هل ستظل متعاطيا للمخدرات ؟!