جريدة الديار
الخميس 28 مارس 2024 01:26 مـ 18 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
التنمية المحلية تتابع تحسين مستوي الخدمات وتنفيذ مشروعات خدمية وتنموية بالمحافظات .. ”الدقهلية” ضبط ٨٨٦ كجم لحوم وكبده ودواجن مخالفة وغير صالحة بحملات تفتيشية بمراكز محافظة الشرقية رئيس جامعة القاهرة يصدر قرارًا بترقية 75 عضو هيئة تدريس في 18 كلية التنمية المحلية تتابع تنفيذ ”مشروعك” وتوفير رؤوس الأموال وفرص عمل للشباب بالمحافظات .. ”اسيوط” مواصلة تفقد وكيل التعليم بدمياط لسير العملية التعليمية بمدارس دمياط الجديدة وزير الشباب والرياضة يشارك ذوي الهمم بمراكز التخاطب في إفطار جماعي احتفالاً بيوم زايد الإنساني المجلس التنفيذي لليونسكو يصدر قرارا بدعم الدول أعضاء المنظمة لمبادرة AWARe لتقديم المساعدة الفنية للدول الأكثر تأثرا من ظروف الشح المائي وتغير... وكيل مديرية تعليم الدقهلية” تفقد سير العملية التعليمية بإداراتى ميت غمر وأجا” المحافظ ورئيس حزب الوفد في إفطار الحزب بميت فارس محاولات تحفيز وخصومات مختلفة من شركة بيبسي بعد مقاطعتها في مصر مدير التعليم الفني تفقد مدارس إدارة غرب المنصورة التعليمية البحوث الفلكية: الأربعاء 10 أبريل أول أيام عيد الفطر المبارك

د . أحمد سعيد يكتب.. شهداء الطرق

يبدو انه كُتب علينا ان نحيا في قلق متواصل وان تتوالى القصص الحزينة على مسامعنا فتبكي لها قلوبنا وندعو الله ان يلطف بنا , كُتب علينا ان نجد كل يوم من فقد حياته بسبب رعونة سائق ولا مبالاته بحياة الاخرين ,كُتب علينا ان من يخرج من منزله ليمشي في الطرقات والشوارع فهو معرض ان لا يعود ثانية لبيته, كُتب علينا ان نجد الاهمال وفساد الضمائر يسيطر على اقدار ومصائر الكثيرين.

هل من الطبيعي ان يحدث هذا الكم من الحوادث بهذا المعدل شبه اليومي وحين نفتش عن السبب نجده دوما الاهمال؟

وهل من الطبيعي ان نجد القانون غائبا امام هذا الاهمال لهذه الدرجة؟

لا اظن ان مشاهد اصطدام القطار واشتعال الحرائق بمحطة مصر ستمحى من ذاكرة اي احد شاهدها, لا اظن ان مشاهد الاجساد المشتعلة وهي تحاول الهروب من مصيرها المحتوم ستغادر قلوب ادمتها الام هولاء البشر.

كيف سنبرر هذه المشاهد امام انفسنا وامام ضمائرنا؟؟

كيف سنقنع اطفالنا ان هذه الحوادث لن تتكرر ثانية وانهم يستطيعون السير في الطرق امنين؟؟

وكيف يستطيع احد تلوثت يداه بأي قدر من المسئولية عن عذاب هؤلاء الضحايا ان يواصل الحياة بصورة طبيعية بل ويبرر ما حدث بأي مبرر حتى ولو كانالقضاء والقدر.

حادثة القطار رغم بشاعتها ليست الا رقم من ضمن الارقام وضحايها يشاركون ضحايا اخرين في نفس النهاية الجزينة.

لقد ذكرنا من قبل ان احد تقارير جهاز التعبئة العامة والاحصاء التابع للدولة يقول ان معدل حوادث الطرق يفوق المعدلات العالمية وانه في احد الاعوام الاخيرة بلغ عدد الحوادث اكثر من اربعة عشر الف حادثة ادت الى وفاة واصابة ما يقرب من ستة وعشرين الف شخص , وان التكلفة الاقتصادية لتلك الحوادث تفوق الثلاثين مليار جنيه , وان العنصر البشري هو السبب الرئيسي في اغلب تلك الحوادث.

ولعل البعض يذكر انه عقب حادثة كبرى منذ وقت ليس بالبعيد اجتمعت الحكومة واعلنت انها لن تتهاون امام حياة المواطنين واصدرت قرارا بمنع سير سيارات النقل نهارا , ثم ماذا ؟؟ لا شئ !! قرار مثله مثل القرارات والقوانين التي لا تتخطى الاوراق المكتوبة عليها ولا تُنفذ.

للاسف فان ذاكرتنا دوما قصيرة نرى الحادثة ونحزن لها وننفعل من اجلها وقد يذهب بسببها احد المسئولين وتصدر القرارات وترتفع الاصوات ثم ننسى ما حدث وننشغل بامر اخر غيرها فلا يتغير شيء ولا نتفادى اسباب تلك الحوادث فتتكرر المرة تلو الاخرى وتستمر الدائرة مغلقة علينا تستنزف ارواحنا.

متى يطبق القانون في وجه السائقين المخلوطة دمائهم بالمخدرات و الذين تحولوا لوكلاء عزرائيل يحملون الموت في سيارتهم ويلقونه في وجه من يريدون؟؟

متى يطبق القانون في وجه مئات الالاف من مركبات التوك التوك الغير مسجلة والتى يقود اغلبهم اطفال ومدمنين لا يفقهون شيئا في قواعد المرور ؟؟

متى يطبق القانون في وجه سائقي الميكروباص الذين يمرحون في الشوارع بلا رابط يتخطونك ويقفوا امامك وقد يصدمونك اذا عارضتهم بلا ادنى مبالاة فمخالفة الاصطدام بسيارتك هي خمسون جنيها لا تساوي حتى ثمن الحشيش الذين يشترونه من اجل مزاجهم الخاص ؟؟

رحم الله شهداء الطرق وضحايا الاهمال ....