جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 03:29 صـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
كمامات بـ4 ملايين جنيه.. إحالة 3 مسؤولين بمستشفى الشيخ زايد المركزي للمحاكمة تعطل عمليات السحب والإيداع بماكينات البريد خلال ساعات مركز خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة دمنهور يعقد فعاليات اليوم الأول لدورة التحاليل الطبية خبير اقتصادي: مؤشرات البورصة المصرية حققت أداءا جيدا الفترة الحالية تكليف سمير البلكيمى وكيلا لمديرية التموين بالبحيرة مدبولي ..الاسعار ستأخذ مسارا نزوليا بدأ من الاحد القادم التوعية بخطورة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر خلال القافلة التنموية لجامعة دمنهور جامعة دمنهور تطلق مشروع لانتاج نواقل خلوية نانوية الحجم من النباتات العضوية (FarmEVs) جامعة دمنهور تحتفل بيــــــوم التراث العالمي استكمال رصف فرعيات شارع الجمهورية بحوش عيسى بتكلفة إجمالية 4 مليون و 500 ألف جنية وزارة الصحة بالشرقية يتابع الخدمات الطبية بمستشفى الزقازيق العام المخرجة السويسرية «عايدة شلبفر » مديرا للأفلام الروائية بمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي

مدحت الشيخ يكتب : «زمن التقزيم»

مدحت الشيخ
مدحت الشيخ

من «سميرة موسى» فى الجامعات إلى بيع الشهادات

 

 

من «الوزير السياسى» إلى وزير يخشى الحسد

 

 

من صحافة «هيكل» إلى مهنة تحتضر

 

 

من «د.مصطفى» إلى الهاوية

 

 

مما لا شك فيه أن المجتمع المصرى يعيش فترة من التراجع فى العديد من المجالات الصناعية والعلمية والأدبية. لم يقتصر الأمر عند هذا فحسب بل أن الطامة الكبرى هى تولى العديد من الشخصيات لمناصب عامة شغلها سابقًا أشخاص كانوا بمثابة عمالقة ورموز ملأت أعمالهم وسيرهم أرجاء العالم أجمع.

 

 

 

نعم نحن فى "زمن التقزيم" والتقزيم هو تقليل أهمِّيَّة أو حجم  الشئ، أو المنصب وصغَّره وهوّن من شأنه، فعلى سبيل المثال علماء مثل "سميرة موسى" ولمن لا يعرف كانت سميرة موسى هى أول عالمة ذرة مصرية رغم أنها كانت تشغل منصب معيدة فى كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول، إنها سميرة موسى المولودة فى 3 مارس 1917 لتبدأ مسيرتها فى تلقى العلم بداية من حفظ القرآن إلى تلقى العلوم بكلية العلوم بجامعة القاهرة حتى حصلت على بكالوريوس العلوم، وكانت الأولى على دفعتها فعينت معيدة بكلية العلوم، وبدأت فى الاهتمام بالذرة.

 

 

 

ومن "سميرة موسى" إلى "محمد حسنين هيكل" أحد أبرز رموز الصحافة فى العالم وفى مصر، ولد محمد حسنين هيكل فى الثالث والعشرين من شهر سبتمبر عام 1923، فى مدينة القاهر وتوفى فى السابع عشر من شهر فبراير عام 2016، وهو الصحفى المصرى الرائد الذى اكتسب شهرة رئيس تحرير صحيفة الأهرام المصرية شبه الرسمية، والتى كانت تسمى خلال فترة رئاسته بـ"صحيفة نيويورك تايمز فى العالم العربى".

 

 

 

توفى محمد حسنين هيكل فى الثانية والتسعين من عمره، بعد أن كان معلقًا سياسيًا مخضرمًا، وحكيمًا، وصحفيًا متميزًا، لأكثر من سبعين عامًا ظل هيكل محررًا لصحيفة الأهرام حتى عام 1974، ومن ثم أصبح صحفيًا يعمل لحسابه الخاص، وفى عام 2007 حضّر سلسلة من المحاضرات حول الأحداث العالمية، والتى عُرضت فى برنامج "مع هيكل"، وتم بثها على قناة الجزيرة العربية التليفزيونية.

 

 

الجدير بالذكر أن صحيفة "نيويورك تايمز" وصفته بـ"كبير المعلقين السياسين العرب، وبقى محمد حسنين هيكل رئيس تحرير صحيفة الأهرام المصرية حتى عام 1964، وعمل فى بداية حياتة المهنية فى الجريدة المصرية "روز اليوسف"، وفى الجريدة الرسمية المصرية، ومحررًا فى صحيفة "أخر ساعة" وصحيفة "الخبر، وكان صديق رئيس مصر الأسبق جمال عبدالناصر، وعندما تولى جمال عبدالناصر الرئاسة، قام بتثبيت محمد حسنين هيكل كمحرر لجريدة الأهرام"، وأصبحت صحيفة الأهرام فى عهده صحيفة قياسية للعالم العربى، حيث قام بتعيين وتدريب خريجى الجامعات كمراسلين صحفيين لإنشاء مركز الأهرام الدراسات السياسية والاستراتيجية كما أنه كان عضوًا فى اللجنة المركزية للاتحاد الاجتماعى العربى فى فترة ما بين (1968-1974)، ووزير التوجيه الوطنى من شهر إبريل حتى شهر نوفمبر فى عام 1970.

 

 

 

الوزير السياسى

 

 

 

لا أعتقد أنه من المفيد التأكيد على الدور السياسى للوزير، وبالطبع المقصود هنا هو الوزير صاحب الرؤية المتسقة مع اتجاهات حكومته من جهة، وتوجهات الدولة وطموحاتها من جهة أخرى ولذلك أعتقد أن تقييم أداء الوزير فى وزارته بشكل دورى معلن هو نوع من تقديم كشف الحساب للمجتمع المصرى، وهو بهذا الشكل تقييم يرتبط بالعمل وإنجازاته، وليس بأشخاص محددين تولوا مناصب معينة، وهذا التقييم يجعلنا نقترب بوضوح شديد من تلك المناصب، التى كنا نطمح فى وقت من الأوقات أن يتناسب دورها الفعلى مع متطلبات وتحديات المجتمع المصرى الحقيقية.

 

 

 

متى يعود إلينا منصب الوزير السياسى بمعنى وجود وزير له رؤية سياسية، تتم ترجمتها لبرنامج عمل تنفيذى يحقق أهداف وزارته، ويتواكب مع طموحات الوزير فى تفعيل دور الوزارة التى يتولاها على مستوى المجتمع.

 

 

 

أصبحنا فى أمسّ الحاجة لأن يكون لدينا وزراء سياسيون، بمنطق المسئولية ومنطق الوعى والتفكير، بحيث يستطيع الوزير أن يمارس كل السلطات المخولة له من منطق المحاسبة والشفافية، وليس بمنطق «دارى على شمعتك تِقيد».

 

 

 

نحتاج أن يمتلك الوزراء ونوابهم والقيادات الإدارية العليا رؤية واضحة فى إنجاز أى مهمة والانتهاء منها، والقدرة على إعداد وتنفيذ برنامج عمل جماعى بمنطق الشفافية التامة، والقدرة على اتخاذ قرارات وتحمل تبعاتها، والاستعانة بأهل الخبرة، وليس أهل الثقة، وعدم هدم وتجاهل الإنجازات السابقة لكل وزير بوزارته، واستكمالها أو تعديلها أو إيقافها بناء على دراسة موضوعية ترتبط بجدوى تلك الإنجازات، وليس باسم الوزير الذى اتخذ قرار تنفيذها.

 

 

 

وفى هذا الصدد، أود أن أذكر هنا وجود اتجاه ناجح فى بعض الدول الأوروبية لاختيار الوزراء من خارج تخصص الوزارة التى سيتم إسنادها لهم، باعتبار أن دور الوزير إدارى تنسيقى، من خلال إدارته لفريق المعاونين والخبراء المتخصصين، وليس دورًا مهنيًا بالدرجة الأولى.

 

 

 

منصب الوزير هو منصب خدمى تنفيذى للمجتمع هدفه الارتقاء بالمواطن العادى من خلال ما يتم تقديمه من خدمات يشعر بها المواطن المصرى.

 

 

 

د.مصطفى محمود .. الطبيب والصحفى والأديب

 

 

 

د.مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ، ولد فى السابع والعشرين من ديسمبر عام 1921م فى مصر، درس فى كلية الطبّ، حيث تخصّص فى جراحة المخ والأعصاب، وعلى الرغم من تفوّقه واحترافه فى هذا المجال، إلا أنه كان نابغًا فى مجال الأدب، فكانت مجلة "روز اليوسف" تنشر له قصصًا قصيرة، إلى جانب عمله نقطة ومن أول السطر: السياسة هى فن صناعة الممكن.. استمر فيها لمدة بعد تخرّجه، الأمر الذى جعله محترفًا فى الكتابة، ولكن عندما تم إصدار قرار بمنع الجمع بين وظيفتين من قبل الرئيس جمال عبدالناصر، وكان آنذاك مصطفى محمود يجمع بين عضوية نقابة الصحفيين، ونقابة الأطباء، فتخلى نتيجة لذلك عن عضوية‏ ‏نقابة‏ ‏الأطباء‏، وفضل ‏أن ينتمى لنقابة الصحفيين‏، والعمل فيها كأديب ومفكر.

 

 

 

 

إن العمل العام المؤسسى هو فن صناعة وزير سياسى.. فأين الآن أمثال "سميرة موسى" و"هيكل" و"مصطفى محمود" ومن يشغل أماكنهم الآن على صفحات الجرائد وعلى شاشات الفضائيات؟!!.