جريدة الديار
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024 09:15 مـ 23 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
بطريرك الكاثوليك يستقبل المهنئين بعيد الميلاد المجيد استقبال كلية السياحة والفنادق زيارة اعتماد من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد للتقدم للاعتماد المؤسسي واعتماد برنامج بكالوريوس الارشاد السياحي مجلس جامعة الأزهر يقدم التهنئة بحلول العام الجديد 2025 ويؤكد على أهمية تهيئة المناخ المناسب مع قرب امتحانات الفصل الدراسي الأول محافظ الجيزة يهنئ الكنيسة الكاثوليكية بعيد الميلاد المجيد الرئيس السيسي يوفد مندوبين لحضور احتفالات عيد الميلاد المجيد ولي عهد مملكة البحرين يستقبل وزيرة التضامن الاجتماعي سقوط شهيدين في قصف إسرائيلي لمواطنين بمنطقة تل الهوا جنوب غزة حملة تنشيطية لتنظيم الأسرة بمدن خليج السويس بجنوب سيناء محافظ جنوب سيناء يعقد اجتماعا موسعا لمناقشة ملف التصالح *مشروعات رائدة لتطوير محميات الفيوم والأقصر.. حماية الطبيعة وتشجيع السياحة البيئية محافظ الدقهلية والقيادات الأمنية والعسكرية والتنفيذية يقدمون التهنئة للأخوة الأقباط الكاثوليك والروم الأرثوذكس الإمارات تمنح وزيرة البيئة المصرية وسام زايد الثاني من ”الطبقة الأولى”

أحمد الجويلي يكتب: إلي متى يظل صراع العرب مستمر مع المجهول؟

احمد الجويلي
احمد الجويلي

ربما يكون الوضع العام غاية في التخبط يشابه كثيرا ذاك التخبط الاعلامي في تناول الوضع الامني داخل ليبيا وسوريا واليمن فكل دولة تعلن تصريحات بما يتناسب مع مقتضيات الامن القومي اذا كانت من دول الجوار او مصالح استراتيجية واقتصادية،
واذا كانت من دول خارج نطاق التأثير في دوائر القطاعات الديموغرافية كذاك التاثير المباشر لدول الجوار فالكل يفكر في المصالح ولا يفكر في الشعوب وهو ما يعكس الوضع في المنطقة العربية بشكل عام ويجعله ملئ بالصراعات،
ان مقالي ليس لسرد وقائع الكل يعلمها عن ظهر قلب ولكن لتحديد موقف بات يحتم علينا ان نكون في نصرته وطريق محكوم علينا بالسير فيه ومن زاوية أخرى اذا كنا نريد ان تستقر الاواضاع من جديد، الشعوب من تحدد المصير ففي مقاومتها تهدم عروش وتتحطم استراتيجيات...
ولكن ومع رأفة القدر بهذه المنطقة باسلة المقاومة عبر العصور ان تكون الدولة المصرية لازالت قادرة علي المواجهة الحتمية التي كتبت عليها ان تكون مصالحها الاستراتيجية هي استقرار الامن وان حماية الامن القومي المصري هو دعم وحدة وسيادة دول الجوار وليس العبث بأمنها واستغلال ثرواتها كما فعلت الكثير من الدول عالميا واقليمياً وعلي رأسها الدولة التركية!
ربما يكون السيد ردوغان هو رئيس لديه طموح عنيف ولكن دعوني اوضح ان هذا الطموح لا يتجاوزه هو والدوائر المستفيدة من وجوده كونة ورقة رابحة تستطيع الضغط علي الشرق من جديد
الهدف ليس احياء الخلافة العثمانية من جديد من يفكر بذاك المنطق علي ان اقول انه متوهم الهدف ليس الاسلام فإن الهدف هو احياء قانون نامه من جديد الذي اقره الفاتح قبل قرون مديدة ومفاده ان السلطان والعرش اهم من الجميع والمصالح لا تقبل القسمة علي اثنين وهو الذي ووثقه المؤرخين العرب القدامى ورفضه كل متشبث بعصور الظلام العثمانية،
والذي نرى انبعاثهم من جديد لتأكيد الخطوت التركية في المنطقة ففي البداية تم تحويل اسم المنطقة العربية الي الشرق الاوسط لكي يدخل داخل النظام الجديد عناصر ذات تأثير وخلفية تاريخية دموية يمكن استخدامها تركيا – ايران!
ان النظام العالمي الجديد كما وصفه جميع الرؤساء الامركيين الذي اخذ علي عاتقهم شعار حماية الديموقراطية ذريعة للهجوم علي ما يحلو من دولة ذات سيادة، هي لعبة لها قواعد محكمة فكان الاستخدام الامثل للخلافات السياسية الذي اخذت اطار ديني في التاريخ ففي ثوبها الجديد،
انها الحروب ذات الطرز العرقي والمذهبي ليتقاتل الجميع بهدف عام السنة ضد الشيعة لإدخال ايران بالمعادلة ومن ثم تاتي تركيا كونها رافعة الاسلام السنو لتعج الفوضى بالجميع،
ولابد من ذلك من غنيمة كبرى الا وهي موارد الهلال الخصيب كما اسماه برستد في اوراقه الخاصة التي طبعت داخل كتاب يحمل اسم المخطوطة الاصلية الوحيدة والتي تسرب كثيرا منها عبر العصور والازمنة
والسؤال هنا يطرح نفسه كم كانت حجم الارباح التي تربحتها تركيا مع حلفائها الاوروبيين وبأمر ممن يوزع اوراق اللعبة علي الجميع نظير استمرار الحرب في سوريا؟
كان تمرير المرتزق داخل سوريا ودعم تنفيذ مخطط الفوضى بالمنطقة في مقابل المازوت وتجارة السلاح والاعضاء البشرية، ولهذا كان اردوغان في استعداد كامل ان تكون اعلي نسبة لاجئين لديه في بلاده!
ان الوقت ليس في صالح احد الامر اكبر من طمع محتل ياخذ من خلفيته التاريخية ذريعة للزحف نحو هيمنة دموية في مكان لا يمت له بصله لا بحكم التاريخ ولا الزمن ولا الهوية وبكل تأكيد المسالة ليست في كونه يغزوا لنهب ثروات البلاد ليأخذ نسبته والباقي يذهب لمن وزع الادوار ولكنها مسألة وجود قومي للعرب والعروبة،
العروبة التي تم غرسها في مستنقع فوضى وتضارب مصالح واذا كانت الارادة الالهية تعني شيئا من وصول الامور الي هذا الحد فأنها تعني ان نتعلم درسا قاسيا ولتتحول اوراق الاستقرار لدى الشعوب والتي لطالما كانت في يدهم وهم في غفلة من امرهم لا يشعرون!
ان اللعبة لم تنتهي الي الان فمازال هناك ورقة رابحة تستطيع نسف كافة المخططات والاستراتيجيات الا وهي مقاومة الشعوب والمقاومة هي ان تعبر الشعوب عن قوتها برفض الاحتلال والتمسك بالسلطة الشرعية وعدم الانحياز للقبلية العرقية او الدين او المذهب لانه اما ذلك او الاحتلال،
وعلي ان اذكر ان الاحتلال ليس احتلالا للموارد والثروات فحسب بل لضمان استمرارية المكاسب يجب ان يتم استمرار الاقتتال الداخلي وتدمير كل ما يمكن تدميرة من البنيات الاساسية لتلك الدول،
مما يجل الاقتسام امر يسير حتى تعتبر المنطقة الاقتصادية هي منطقة نفوذ دولي في يد من يحاربون بالوكالة عن محتل كبير يريد ان يملك العالم باساليب قذرة ويقوم بلإطلاق كلاب عدة ليقوم بجني الارباح بينما يقوم هو بتنفيذ خطته التخريبية لإمتلاك العالم،
فهم يقومون بأفتعال الاقتتال الداخلي بين الشعوب لتتحول الدول ذات الموارد الي مسرح عمليات ليبيعوا لنا السلاح الذي نقتل بيه بعضنا البعض، ونشتري منهم الدواء لمداواة الجرحى ومن يموت يأخذون منه الاعضاء البشرية وتصدر كأكبر تجارة غير شرعية مربحة في العالم!
لذا فـ المقاومة للشعوب كنز لا يفنى .