جريدة الديار
الأربعاء 25 ديسمبر 2024 03:20 مـ 24 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

منى شطا تكتب: زاوية نفيسة .. الوسواس القهري .. أزمة الخروج

الاخصائية النفسية منى شطا
الاخصائية النفسية منى شطا

سنتناول في هذا المقال "مرض الوسواس القهري"، وقبل أن نتحدث عن الأعراض والأسباب وامكانية العلاج ونسبة الشفاء منه، علينا أن نتعرف أولًا على معنى الوسواس القهري.

ينقسم الوسواس القهري، إلى شقين، وسواس و قهري، وهو عبارة عن أفكار تتكرر وتستمر بإلحاح وتسيطر على ذهن الإنسان، والتي تجعله يقوم بسلوكيات وممارسات نمطية متكررة بشكل قهري يصعب على المريض التخلص منها.

هل الوسواس بدرجة واحدة عند المصابين به ؟

الاجابة : لا فالوساوس تتفاوت عند الاشخاص في نوعها ودرجتها وشدتها، فالبعض قد تكون الوساوس لديه غامضة مسببة شعورًا عاما بالتشتت والتوتر، ما تجعل من الصعب الاستمرار في الحياة بشكل طبيعي .

وقد تكون وساوس معروفة ومحددة مثل " وسواس النظافة، الوساوس الجنسية، الوساوس المرضية "....الخ .

كيف أعرف مريض الوسواس القهري وهل مريض الوسواس القهري مدرك لمرضه ؟

يقوم مريض الوسواس القهري بتكرار سلوك معين نتيجة لوجود فكره مرتبطة بهذا السلوك وتعيق الفرد على مواصلة حياته بشكل طبيعي، فمثلا يقوم مريض الوسواس بعدّ الأشياء عدة مرات، أو غسل اليدين عدة مرات، تكرار الوضوء.. وهناك العديد من السلوكيات التي يتم ممارستها نتيجة لوجود افكار وسواسية.

الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهري (OCD)، مدركون لمرضهم يعرفون بشكل عام أن إكراههم ليس منطقيًا، لكنهم غير قادرين على التوقف، وغالبًا دون قدر كبير من المساعدة المتخصصة.

قد يبدو هذا غير منطقي تمامًا لأي شخص قد يعتبره العالم "طبيعيًا"، ولكن الحقيقة هي أن الخوف لا يميز، علاوة على ذلك، نحن جميعًا خائفون من بعض الأشياء، وكثير من الناس قادرون على إخفاء الرهاب، أضف إلى ذلك قضايا أحلامنا وكوابيسنا، حيث تستيقظ مخاوفنا اللاواعية عندما نكون في نوم عميق.

لا يوجد سوى نهج واحد مثمر ومليء بالأمل في التعامل مع الوسواس القهري لشخص آخر - يتعلق بالرحمة والتعاطف والصبر.

الشفقة على المريض - قضية ذهنية تثير المشاعر حيث المخاوف والغضب والأمان ليست هي النتيجة المحسوسة، ليس من الصعب أن نشعر بالرحمة عندما نرى الألم الذي يعاني منه شخص آخر ويتحور فيه، كما لو كانت آلامنا، لكنه بالتفكير في إصابة أحد أطفالنا، يصبح التراحم امر هام لنا، ولكن بالنسبة لشخص متفرج قد لا يكون الأمر بهذه السهولة، بصراحة، ما يحتاجه الناس المتصلون بعالم الوسواس القهري، هو الفهم الذي يدفعنا للرحمة والتعاطف.

علاج الوسواس القهري :

أمر معقد وليس بالأمر السهل فهو يحتاج لكثير من الوقت، والذى قد يستمر مدى الحياة، وفى بعض الحالات تكون النتيجة غير مضمونة ولكن هناك نوعين من العلاج.

العلاج النفسي : وهو علاج سلوكي يتم فيه وضع المريض في مواقف تثير مخاوفه حتى يتم تدريبه لتجاوز هذه المخاوف، وكيفية التعامل مع الافكار السواسية، والتي تدفعه للقيام بسلوكيات قهرية، ومن ثم السيطرة وضبط سلوكيات المريض.

العلاج الطبي :والتي يقوم بها الأطباء وهو وصف بعض عقاقير الاكتئاب لمساعدة المريض على الهدوء والتقليل من ممارسة الأفعال القهرية .

التعاطف وهو الدافع وراء المساعدة، إنه الاستعداد للاستيقاظ من مقعدنا وخدمة الشخص المصاب بالوسواس القهري، أو من يقوم برعايتهم العائلية، أو ببساطة معاملتهم كأشخاص عاديين، إنهم يستحقون ذلك.

الصبر هو الجودة التي يحتاجها مقدم الرعاية، وهو أمر حاسما أيضًا بالنسبة للمتألم، إنه ليس بالأمر السهل فاكتساب وتطوير الصبر يتطلب أيضاً الصبر.

في بعض الأحيان يكون الشفاء صعبًا، وهناك حالات خروج متكرر إلى اليأس، هناك عدة مرات سنشعر فيها بأننا أسوأ من أي وقت مضى، لكن الإيمان بالأمل هو دائماً سر الشفاء.