منى شطا تكتب… زاوية نفسية.. هل تراودك أفكار انتحارية
تُعد الأفكار والسلوكيات الانتحارية من الأعراض الشائعة المرتبطة ببعض الأمراض العقلية، بعد جدل واسع في الوسط الطبي استمر كثيرًا، وإن كان ذلك ليس مقصدنا في الحديث، لكن ما نود قوله ماذا لو راودتك بعض هذه الأفكار.
لابد أن نعلم أن الأمراض النفسية بما فيها "العقلية" تتناوب في حدوثها ما بين النتيجة والسبب إلى عنصر الضغط النفسي الذي لا يمكن تحمله، وأن الأمر يخضع للتفاوت في مراحل المقاومة من شخص إلى آخر.. لكن في نهاية الأمر إذا حدث فيساعدك ما تروية السطور القادمة على الوصول إلى وضع أفضل، والحد قدر المستطاع من هذه الأفكار.
إذا ظهر على أحد أفراد اسرتك علامات المرض النفسي، فقم بإجراء مناقشة مفتوحة وصادقة معه حول مخاوفه، قد لا تستطيع إجباره على الذهاب لطلب الرعاية من متخصص، ولكن بإمكانك أن تقدم له التشجيع والدعم، يمكنك كذلك مساعدته في التوصل مع مقدم الرعاية الطبية، وتحديد موعد، والذهاب معه.
وبوجه عام، يُعتقد أن المرض النفسي ينجم عن مجموعة متنوعة من العوامل الوراثية والبيئية، ويشيع المرض النفسي أكثر بين الأشخاص الذين يعانون أقرباؤهم بالدم من مرض نفسي أيضًا، وقد تزيد بعض الجينات من خطورة الإصابة بالمرض النفسي، كما قد تعمل المواقف الحياتية التي تمر بها على تحفيزه.
وتلعب عوامل التعرض البيئي قبل الولادة في بعض الأحيان دورًا كبيرًا، يُمكن أن يكون التعرض للضغوطات البيئية أو حالات الالتهابات أو السموم أو الكحوليات أو العقاقير في الرحم مرتبطًا بالمرض النفسي.
كما تشكل كيمياء الدماغ عاملًا مهمًا، فتؤدي الناقلات العصبية إلى ظهور المواد الكيميائية بالدماغ، والتي تحمل إشارات إلى باقي أجزاء الجسم والدماغ، بشكل طبيعيي، فعندما تكون الشبكة العصبية التي تشمل تلك المواد الكيميائية ضعيفة، تتغير وظيفة المستقبلات العصبية والأجهزة العصبية، ما يؤدي إلى الاكتئاب.
وهناك بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بمشكلات الصحة العقلية، وتتضمن إصابة أحد أقارب الدم، مثل الوالدين أو الأشقاء، بمرض عقلي.
وكذلك التعرض لمواقف حياتية تشكل ضغطًا نفسيًا عصيبًا، مثل المشكلات المالية، أو موت أحد الأحباء، أو الطلاق، وكذلك وجود حالة مرضية (مزمنة)، مثل داء السكري، وتلف الدماغ نتيجة التعرض لإصابة خطيرة (إصابات الدماغ )، مثل التعرض لضربة عنيفة بالرأس، والتعرض لتجارب صادمة، مثل المعارك العسكرية أو التعرض للاعتداء، علاوة على تناول الكحوليات أو المخدرات، والتعرض للإيذاء أو الإهمال أثناء طفولتك، أو وجود عدد قليل من الأصدقاء أو العلاقات الصحية، وكذلك وجود سوابق الإصابة بمرض عقلي.
من الجدير بالأهمية الإشارة إلى الأمراض العقلية، يُصاب بها نحو من 1 إلى 5 بالغين بالأمراض العقلية في أي سنة من السنوات، ويمكن أن تبدأ الأمراض العقلية في أي سن، بداية من مرحلة الطفولة وحتى مراحل سن البلوغ المتأخرة، لكن معظمها يبدأ مبكرًا.
ويمكن أن تكون آثار المرض العقلي مؤقتة أو طويلة الأمد، كما يمكن أن تُصاب أيضًا بأكثر من اضطراب في الصحة العقلية في نفس الوقت، على سبيل المثال، قد يكون لديك اكتئاب واضطراب إساءة استخدام العقاقير.
وعلى كل ما تقدم، فيُعد المرض النفسي السبب الرئيسي للإصابة بالإعاقة، حيث يمكن أن يسبب المرض النفسي غير المعالج مشاكل صحية انفعالية، وسلوكية وجسدية حادة، وتشمل المضاعفات التي ترتبط أحيانًا بالإصابة بمرض نفسي مثل: الشعور بعدم السعادة وقلة الاستمتاع بالحياة، النزاعات العائلية، تعقيدات العلاقات، العزل الاجتماعي، مشاكل إدمان التبغ والكحول والمخدرات الأخرى، التقصير في العمل أو المدرسة، أو المشاكل الأخرى المرتبطة بالعمل أو المدرسة، مشاكل قانونية ومالية.
وكذلك التشرُد والفقر، إيقاع الأذى بالنفس أو بالآخرين، بما في ذلك الانتحار أو القتل، ضعف الجهاز المناعي، ولذلك يجد جسمك صعوبة في مقاومة الالتهابات المختلفة، وخاصة إذا أصابت القشرة الدماغية.
ويجب عدم إهمال الفحوصات أو تجاهل الزيارات إلى الطبيب، لا سيما إذا كنت لا تشعر بأنك على ما يرام، وقد تظهر مشاكل صحية جديدة تتطلب معالجتها، أو قد تعاني أعراضا جانبية للدواء.
وكذلك لابد من معرفة أنه تزداد صعوبة معالجة المشكلات الصحية العقلية إذا انتظرت حتى تتفاقم الأعراض، وبالتالي قد يساعد العلاج الوقائي طويل المدى أيضًا في منع الأوضاع أو حدوث انتكاسة.