جريدة الديار
الخميس 26 ديسمبر 2024 04:31 مـ 25 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
ديمقراطية فنزويلا والانتخابات الرئاسية السيسي: ضرورة تعظيم العائد الاقتصادي للموانئ المطلة على المجرى الملاحي لقناة السويس السيسي يؤكد أهمية مواصلة تعزيز مشاركة القطاع الخاص بالمشروعات الاستثمارية بقناة السويس رئيس الوزراء يتابع إجراءات تنفيذ قانون التصالح في مخالفات البناء السيسي: تطوير منطقة قناة السويس وإقامة المشروعات لتحسين مستوى معيشة المواطنين مركز التعليم الطبي بالأكاديمية الطبية العسكرية يحصل على شهادة الاعتماد البرامجي أبو الغيط يدين اقتحام وزير إسرائيلي متطرف للمسجد الأقصى العثور على جثة متسولة بجوار صندوق قمامة في حلوان ندوة ثقافية بمكتبة دمنهور عن أهمية الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية السيسي يوجه بمواصلة تحديث أسطول الصيد المصري وفقًا لأحدث الأنظمة والمعايير العالمية خلال ساعات.. البنك المركزي يحسم مصير الفائدة في مصر دراسة: وسائل التواصل الاجتماعي ليس لها تأثير يذكر على الصحة العقلية

«يديعوت آحرنوت » الفلسطينيين والاسرائليين يودعون ”جرينبلانت“ أفشل وسيط أمريكي لعملية السلام

جرينبلانت
جرينبلانت

نشرت صحيفة يديعوت آحرنوت مقالا للكاتب الاسرائيلي ليئور لاهروس إن الفلسطينيين والإسرائيليين يودعون جيسون جرينبلات، الوسيط الأمريكي للسلام، الذي لم يقم بمهمته المطلوبة للتوسط بينهما، وبدلا من تهدئة الأجواء، فقد عمل على تصعيد الأزمة الناشبة.

وأضاف لاهروس أن مبعوث الرئيس دونالد ترامب، الذي أعلن عن استقالته الوشيكة من مهمته، مختلف جدا عن سابقيه من المبعوثين الأمريكيين لعملية السلام، فجميع من عينتهم الإدارات الأمريكية السابقة من مبعوثي السلام كانوا ذوي خبرة دبلوماسية طويلة، وأصحاب خلفية سياسية، وكانوا معروفين جيدا في دهاليز سياسة الشرق الأوسط والصراع العربي الإسرائيلي.

وأشار إلى أن جرينبلات قادم من قطاع المحاماة والعقارات، دون خبرة سياسية، أو معرفة بالمنطقة، وهو كوشنر صهر ترامب وكبير مستشاريه تم تعيينه بالمنصب فقط؛ بسبب قرابته معه، حيث عمل مستشارا قانونيا في أعماله وصفقاته التجارية، وساعده بحملته الانتخابية، وساعدته خلفيته اليهودية كثيرا في ترؤس طاقم السلام الأمريكي، وهو قاسم مشترك لغالبية وسطاء السلام الأمريكيين خلال السنوات والعقود الطويلة الماضية.

وأكد أن جرينبلات عين في موقعه هذا بعد فترة وجيزة فقط من انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وبداية حقبة دخوله البيت الأبيض، حيث أبديا جاهزية للعمل معا، وفي شهوره الأولى التقى جرينبلاث عدة مرات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وكبار مسؤولي السلطة الفلسطينية، وزار مخيم اللاجئين، والتقى بطلاب ورجال دين فلسطينيين وإسرائيليين، وحاول التقدم بخطوات ومبادرات مشتركة بين الجانبين.

وأوضح لاهروس، الباحث بمعهد ميتافيم للسلام الفلسطيني الإسرائيلي، وخبير الشؤون الدولية بمعهد لاونارد ديفيس بالجامعة العبرية بالقدس، أن جرينبلات ساهم بدوره في الدفع للأمام في مشاريع تحلية المياه على الصعيد الإقليمي، بالشراكة بين وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي تساحي هنجبي ورئيس سلطة المياه الفلسطينية.

واستدرك بالقول إن هذه الصورة تغيرت فورا بشكل حاد عقب الخطوات الأحادية التي اتخذتها إدارة ترامب تجاه الفلسطينيين منذ أواخر 2017، وتمثلت بنقل السفارة الأمريكية للقدس، وتقليص المساعدات المالية، وإغلاق ممثلية منظمة التحرير بواشنطن، وتجاهل مبدأ حل الدولتين، وغيرها من الخطوات، بحيث نشأت قطيعة كاملة بين الإدارة الأمريكية والسلطة الفلسطينية.

وأضاف أن جرينبلاث أصبح أول وسيط سلام أمريكي يفقد اتصالاته مع أحد الطرفين، وبالتالي لم تعد لديه القدرة على التواصل معه، وبدلا من استغلال موقعه للتوسط بينهما، وإقامة قنوات اتصال سرية تحوز على الثقة، فقد عمل العكس من خلال تصعيده للأزمة الناشبة مع الفلسطينيين، وزيادة فرص المواجهة الشاملة العلنية والإعلامية، وخالف ألف باء مبادئ الوساطة.

وأشار إلى أن جرينبلاث شرع بشن صراعات عبر تويتر مع مسؤولين فلسطينيين مختلفين، ونشر تغريدات مسيئة للقيادة الفلسطينية، وتجاهل كليا مبادئ السلام، فقط اكتفى بالحديث عن حق إسرائيل بضم الضفة الغربية، واستهتر بالقرارات الدولية ذات الصلة، حتى جاءت الصورة التذكارية وهو يحمل المطرقة في نفق أسفل الحرم القدسي بحي سلوان، ما شكل بداية النهاية في عمله وسيطا للسلام.

وأكد أن جرينبلات دخل لمهمته هذه ولديه العديد من وسائل التأثير، على رأسها العلاقة الشخصية الحميمة مع ترامب، وجاهزية الجانبين للتعاون الثنائي، لكن نهاية حقبته السياسية جاءت مكللة بفشل ذريع وقطيعة غير مسبوقة بين الإدارة الأمريكية والفلسطينيين.

وختم بالقول إنه لا أحد يعلم الأسباب الحقيقية لاستقالة جرينبلات، لكنها شاهد جديد على غياب جدوى صفقة القرن، وسنرى هل تكون مغادرته عاملا إيجابيا، أم أن كوشنر وديفيد فريدمان سيواصلان ذات الطريق البائس.