الحلقة العاشرة : إدارة الألم… التدخين .. وامراض القلب والأوعية الدموية..تحذير
التدخين عادة مدمرة لصحة الإنسان، لا تترك من أجهزة الجسم شيئا إلا ودمرته، هذا ما أثبته العلم ووثقه، لاسيما القلب والأوعية الدموية تحديداً، وهو ما سنتعرف عليه تفصيليًا في السطور القادمة.
تأثير التدخين على القلب والأوعية الدموية
من المهم أن نؤكد على ما أكدته الحقائق الطبية الثابية، أن أضرار التدخين تتعدى بالتأثير السلبي إلى كافة أجهزة الجسم، ونستعرض هنا تأثير التدخين على جهاز "الدوران" في جسم الإنسان، أو بالأحرى القلب والأوعية الدموية.
- أمراض القلب والأوعية الدموية والتدخين
تلحق المواد الكيميائية التي يحتوي عليها التبغ الضرر بخلايا الدم، وتؤثر بشكل سلبي على وظائف القلب عموماً وبنية وتكوين ووظائف الأوعية الدموية كذلك، وكل هذه العوامل المذكورة مجتمعة تصب سويًا لتزيد من فرص الإصابة بالعديد من أمراض القلب والأوعية الدموية، والتي نذكر منها الأمراض التالية:
- التدخين ومرض تصلب الشرايين
يتكون مرض تصلب الشرايين الشهير (Atherosclerosis)، عندما تبدأ مادة شمعية الطبيعة تسمى بلاك (Plaque) بالتراكم على جدران الشرايين، وتدريجياً، ومع الوقت، تزداد هذه المادة المتراكمة متانةً صلابة، ما يؤدي إلى ضيق الشرايين، وبالتالي التقليل من مرور الدم المحمل بالأكسجين إلى القلب، ومنه إلى باقي الجسد، وهو الأمرالضروري الازم للحفاظ على صحة أعضاء الجسم.
- التدخين.. وعلاقته بمرض الشريان التاجي
أما بالنسبة لمرض الشريان التاجي والمعروف علمياً بإسم (Coronary heart disease - CHD)، يظهرعندما يتراكم البلاك في الشرايين التاجية في القلب، ومع الوقت، قد يسبب التراكم الحاصل ألماً في الصدر، أو ذبحة صدرية، أو فشلاً في القلب، أو عدم انتظام في ضربات القلب، ومن الممكن أن يصل حتى الموت.
- التدخين ومرض الأوعية الدموية المحيطية
أما فى حالة أمراض الأوعية الدموية المحيطة، فإن البلاك يتراكم على جدران الأوعية الدموية، وهي التي تحمل الدم إلى الرأس والأعضاء والضلوع، والمصابين بهذه الحالة، تزداد لديهم فرص الإصابة بأمراض القلب الأخرى والذبحة الصدرية، والجلطات عموماً.
وهذا المرض قد يؤثر بشكل خاص على القدمين، فيعرقل عملية وصول الدم إلى الرجلين، الأمر الذي قد يؤدي إلى:
- تشنجات وألم.
- ضعف عام.
- خدر في منطقة الحوض أو الفخذين أو عضلات الساق.
- في الحالات الشديدة والحادة منه قد يتسبب بالإصابة بالغنجرينة (Gangrene)، حيث تبدأ الأنسجة بالموت ما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى الحاجة لبتر الساق.
عوامل الخطورة
تزداد فرص الإصابة بأمراض القلب لدى المدخنين، إذا ما تزامن ذلك مع إصابته بحالات مرضية وأعراض أخرى، مثل:
تاريخ مرضى مع الكوليسترول الضار.
إصابته بارتفاع في ضغط الدم.
السمنة أو الوزن الزائد.
التدخين السلبي وأمراض القلب والأوعية الدموية
ولابد من العلم أن التدخين السلبي كذلك، له حصته من زيادة فرص الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، حيث يستنشق غير المدخن العديد من المواد الكيميائية الضارة ذاتها التي يستنشقها المدخن، وعلى ذلك فإن التدخين السلبي يتخذ شكلين، هما:
اولاً: استنشاق غير المدخن للدخان الخارج من الطرف المشتعل للسيجارة مباشرة.
ثانيًا: استنشاق غير المدخن للدخان الذي خرج مع زفير المدخن.
التدخين السلبي والأطفال
يعمل التدخين السلبي على زيادة فرص إصابة الأطفال والمراهقين المستقبلية بمرض الشريان التاجي، وذلك لما يسهم به الدخان من:
التقليل من نسبة الكولسترول الجيد في الجسم.
زيادة ضغط الدم.
الإضرار بأنسجة القلب.
وتأثير التدخين السلبي يظهر بشكل خاص لدى الأطفال الخدج خاصة المصابين منهم بأمراض الجهاز التنفسي، مثل الربو، ويكون تأثيره مضاعف الخطورة عادة عليهم!
تأثير أنواع منتجات التبغ المختلفة التدخين
ويعرف العلماء القليل عن مضار استخدام الغليون والسيجار الكوبي، ولكنهم يرجحون بأنهما يحملان أضرار التدخين ذاتها، إذا أن التبغ يتكون من ذات المواد الكيميائية السامة، ولكن تبقى هناك حاجة للمزيد من الدراسات والبحوث للجزم ومعرفة المعطيات الدقيقة بهذا الخصوص.
إن التدخين بأي قدر ووتيرة كان، حتى العرضي منه، يلحق الضرر بالأوعية الدموية ووظائف القلب. وتتضاعف خطورة التدخين على الصحة لدى النساء اللواتي يستعملن حبوب منع الحمل أو لدى المصابين بمرض السكري. وعلينا أن لا ننسى المخاطر التي يفرضها التدخين السلبي على الأشخاص الموجودين في محيط المدخن. لذا وفي المرة القادمة التي تشعل فيها سيجارتك لتدخن، فكر مرتين.