جريدة الديار
الجمعة 18 أبريل 2025 07:53 صـ 20 شوال 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
بنك مصر يعلن النظر في أسعار الفائدة على الشهادات الأسبوع المقبل النجار والحميلي يهنئان الكنيسة الكاثوليكية بالعيد وزير الدفاع يهنئ البابا تواضروس بعيد القيامة المجيد وحدة المناظير بابوكبير تنجح في إنقاذ طفل بعد ابتلاعه عملة معدنية بنك مصر يشارك في فعالية” اليوم العربي للشمول المالي ” ويقدم العديد من المزايا والعروض حماة الوطن بالدقهلية: فاعليات احتفالية نهائي دورة حي سلطان العصر بميت سلسيل ”جهاز حماية وتنمية البحيرات يواصل أعمال الصيد في مزرعة برسيق السمكية” الإمارات تطلق قمة التكنولوجيا للابتكار بقطاع التمويل الخميس المقبل مركز ومدينة الصف بالجيزة ينظم حملة مكبرة لمتابعة تطبيق التعريفة الجديدة لضبط الأسعار بالأسواق وزيرة التنمية المحلية تهنئ البابا بحلول عيد القيامة المجيد نائب محافظ الدقهلية يترأس اجتماعا لبحث مقترح امتداد المنطقة الصناعية بجمصة على مساحة 141 فدان بمنطقة الغابة الشجرية القومي لحقوق الإنسان يوقع مذكرة تفاهم مع الاتحاد العام لعمال مصر

الرياء .. آفة خفية تهدد الأخلاص وتفسد الأعمال

أرشيف
أرشيف

في زمن تزايدت فيه الفتن وانتشرت المظاهر الزائفة، أصبح الرياء أحد الأمراض القلبية التي تهدد إخلاص الإنسان وتفرغ أفعاله من معناها الحقيقي. فالرياء، أو كما يُعرف بـ"الشرك الخفي"، هو أن يقوم الإنسان بعملٍ ما ليس لوجه الله، بل ليحظى بمدح الناس أو لينال مكانة اجتماعية معينة. وهذا ما يجعل العمل، مهما بدا صالحًا، بلا قيمة عند الله. مفهوم الرياء وخطورته يُعرف العلماء الرياء بأنه "إظهار العبادة أو أي عمل صالح بنية الحصول على ثناء الناس وليس ابتغاء مرضاة الله". ويعتبر الرياء من أخطر المعاصي القلبية لأنه لا يُرى بالعين، لكنه يفسد الأعمال ويهوي بصاحبه في درك النفاق. في حديث صحيح، قال النبي ﷺ: "إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء، يقول الله عز وجل يوم القيامة إذا جُزي الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تُراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاءً؟" (رواه أحمد). رأي علماء الدين في الرياء التقينا بعدد من علماء الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، الذين أكدوا أن الرياء قد يحبط الأعمال الصالحة ويمحو ثوابها، لأن النية هي أساس القبول عند الله. الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، أكد أن الرياء هو مرضٌ خطير يضرب القلوب، وأن علاجه يكمن في تربية النفس على الإخلاص ومجاهدة الهوى. وأضاف: "الإخلاص هو الأساس في قبول العمل، فإن كان العمل لله قُبل وإن كان لغيره رُد على صاحبه." أما الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، فقال: "الرياء يُحوّل العبادات إلى مجرد مظاهر، وهو شكلٌ من أشكال النفاق العملي، وقد نهى عنه الله في القرآن بقوله: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ)." أنواع الرياء يُقسم العلماء الرياء إلى عدة أنواع، أبرزها: 1. رياء في أصل العمل: كأن يؤدي الإنسان الصلاة أو الصدقة فقط ليراه الناس. 2. رياء في تحسين العمل: كأن يُطيل الصلاة أو يبالغ في التصدق ليُمدح. 3. رياء في إظهار الأعمال الصالحة: مثل التحدث عن الأعمال الخيرية بغرض التفاخر. أسباب الرياء هناك عدة أسباب تدفع الإنسان للرياء، أبرزها: حب الشهرة والمكانة الاجتماعية. ضعف الإيمان وقلة الخوف من الله. الحرص على رضا الناس أكثر من رضا الله. تأثير البيئة التي تمجد المظاهر الخادعة. علاج الرياء أكد العلماء أن علاج الرياء يبدأ بتقوية الإيمان وإدراك أن الثواب الحقيقي من الله وليس من البشر. ومن الوسائل الفعالة لعلاج الرياء: 1. مراقبة النية باستمرار والتأكد من أن العمل خالص لله. 2. الدعاء الدائم بالإخلاص كما كان يفعل النبي ﷺ، حيث كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم." 3. القيام بالعبادات في السر وعدم الحرص على إظهارها أمام الناس. 4. تذكر زوال الدنيا وأن مدح الناس لا ينفع ولا يضر أمام حكم الله. الرياء داءٌ خفيٌ يسرق ثواب الأعمال، ويجعل الإنسان عبدًا للثناء والمديح. ومن أراد النجاة فعليه بالإخلاص، لأن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا لوجهه. وكما قال الإمام الشافعي: "وددتُ أن الخلق تعلموا هذا العلم ولم يُنسب إليَّ منه شيء، حتى لا يُثنى عليَّ."