من خلال رصدنا للأخبار: إسرائيل تمنع المساعدات للضغط على حماس ومواصلة الحرب في غزة

ننشر بيان يوضح تفاصيل رصدنا لمنافذ واخبار متلفزة ومقروءة ومسموعة حول الموقف في الأراضي المحتلة ..
حيث انه مع تعثر محادثات وقف إطلاق النار رسمت إسرائيل مسارًا لزيادة الضغط تدريجيًا على حماس حتى الوصول إلى احتمال غزو جديد لقطاع غزة. بدأت الخطوات في الأسبوع الماضي بمنع دخول البضائع والإمدادات إلى غزة، ويلي ذلك قطع الكهرباء والمياه، بحسب وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الذي قال إن هذه الإجراءات نوقشت في اجتماع لمجلس الوزراء.
إذا لم تؤدِ هذه الإجراءات إلى النتيجة المرجوة، فقد تلجأ إسرائيل إلى حملة من الضربات الجوية والغارات التكتيكية ضد أهداف تابعة لحماس. الخطوة التالية قد تشمل تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين عادوا إلى منازلهم في شمال غزة خلال فترة الهدنة. في نهاية المطاف، قد تعيد إسرائيل غزو غزة بقوة عسكرية أكبر مما استخدمته حتى الآن، بهدف السيطرة على الأراضي أثناء مهاجمة ما تبقى من حماس، وفقًا لمصادر مطلعة على الخطة.
ومما يعتقد العديد في إسرائيل أن غزوًا جديدًا لغزة لا مفر منه. وقال مايكل ماكوفسكي، المسؤول السابق في البنتاغون ورئيس “معهد اليهود للأمن القومي الأمريكي”، إنه يوجد “إصرار على العودة إلى غزة وإنهاء حماس بغض النظر عما سيحدث”.
تأتي هذه الخطط في ظل تعثر المحادثات بين إسرائيل وحماس، حيث يتمسك الطرفان بمواقف متناقضة تعرقل استمرار التفاوض. تطالب إسرائيل بالإفراج عن عشرات الرهائن المحتجزين لدى حماس، لكن الحركة تشترط إنهاء الحرب بشكل دائم، وهو ما ترفضه إسرائيل. كما تطالب إسرائيل بتخلي حماس عن السلطة ونزع سلاحها، وهو ما ترفضه الحركة.
عرضت إسرائيل تمديد الهدنة لشهر إضافي إذا استمرت حماس في إطلاق سراح الرهائن، وحددت يوم السبت كموعد نهائي لاستجابة الحركة. إذا لم توافق حماس، فقد حذرت إسرائيل من أنها ستبدأ في تصعيد عملياتها تدريجيًا حتى العودة إلى الحرب الشاملة .. كخطوة موقتة.
وقد اظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تململه من تعثر المحادثات حيث وجه تحذيرًا شديد اللهجة لحماس عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قائلًا: “إذا لم تُطلقوا سراح جميع الرهائن فورًا، فأنتم في عداد الموتى!”. في اليوم التالي، لمح هو ومبعوثه ويتكوف إلى احتمال اتخاذ الولايات المتحدة وإسرائيل إجراءات مشتركة ضد حماس.
ويرى بعض المحللين الأمنيين الإسرائيليين أن إسرائيل باتت في وضع أفضل لدخول غزة مقارنة ببداية الحرب. فقد تم إعادة ملء مخزون الذخيرة، ولم تعد إسرائيل تواجه نفس القيود والضغوط التي فرضتها إدارة بايدن، كما أنها لم تعد بحاجة إلى إبقاء عدد كبير من القوات على الحدود الشمالية بسبب التوصل إلى وقف إطلاق نار مع حزب الله بعد حملة عسكرية عنيفة.
حيث قد أدت الحرب إلى تدمير جزء كبير من القوة العسكرية والبنية التحتية لحماس، بما في ذلك منشآت تصنيع الأسلحة والأنفاق الرئيسية. وتعتقد إسرائيل أنها قتلت 20,000 مقاتل من حماس من بينهم قادة بارزون ..
إلا أنه ورغم تمكن الحركة من تجنيد آلاف المقاتلين الجدد بالانضمام إليها .. إلا أنهم يفتقرون إلى الخبرة وسيجدون صعوبة في التدريب دون أن يصبحوا أهدافًا.
وفقًا لأحد المحللين المطلعين على الخطة الإسرائيلية قد تستغرق المراحل الأولية من التصعيد شهرين، يتم خلالهما إعادة تعبئة القوات تحضيرًا لغزو واسع النطاق بغية السيطرة على الأرض. حتى الآن، كانت إسرائيل تقاتل حماس في مناطق محددة ثم تنتقل إلى معارك أخرى، مما يسمح للمسلحين بإعادة تجميع صفوفهم.
وقال يعقوب عميدرور، المستشار السابق للأمن القومي الإسرائيلي، إنه لا يمكن القضاء على حماس عسكريًا دون احتلال غزة بالكامل، مشيرًا إلى أن هذه العملية قد تستغرق ما بين ستة أشهر إلى عام.
حيث قد بدأت الحرب في 7 أكتوبر 2023 عندما شنت حماس هجمات على إسرائيل أسفرت عن مقتل حوالي 1,200 شخص وأسر نحو 250 آخرين. وردت إسرائيل بحملة عسكرية أدت إلى تدمير واسع في غزة ومقتل أكثر من 48,000 شخص، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، التي لا تفصل بين أعداد المدنيين والمقاتلين.
ومن المرجح أن تصمد حماس أمام جولة جديدة من القتال رغم ضعفها وفقًا لتحليل خبيرة في “مجموعة الأزمات الدولية”، التي أشارت إلى أن أعداد مقاتلي حماس لم تتراجع، بل ربما زادت بسبب زيادة معدلات التجنيد.
وقد أضافت تلك الخبيرة أن حماس غير محبوبة في غزة لكن العنف المستمر وغياب بديل واضح يعزز بقاءها .
للسيطرة الفعالة على غزة سيتعين على إسرائيل تفكيك ما تبقى من شبكة أنفاق حماس، وهو ما سيكون عملية شاقة ومدمرة. وحذر بعض المحللين من أنه دون وجود بديل لحكم غزة، ستواجه إسرائيل تمردًا طويل الأمد.
ولا تزال مسألة الرهائن تمثل تحديًا كبيرًا أمام إسرائيل، إذ يُعتقد أن 59 رهينة لم يعودوا بعد من غزة، بينهم 24 على الأقل يُعتقد أنهم أحياء. وقد اعترفت إسرائيل بأن 14 رهينة قُتلوا بسبب العمليات العسكرية، في حين أعدمت حماس ستة آخرين في أغسطس الماضي عندما اقتربت القوات الإسرائيلية من نفقهم في رفح.
وتُظهر استطلاعات الرأي الإسرائيلية أن غالبية الجمهور تؤيد الانتقال إلى المرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار، والتي تتضمن إطلاق سراح الرهائن المتبقين مقابل إنهاء الحرب بشكل دائم ..
كان ذلك بيان يوضح تفاصيل رصدنا لمنافذ واخبار متلفزة ومقروءة ومسموعة حول الموقف في الأراضي المحتلة.
