خطبة الجمعة اليوم ستكون بعنوان: ”إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق”

ننشر بيان يوضح تفاصيل نص خطبة الجمعة اليوم
حيث ان خطبة الجمعة ستكون باذن الله بعنوان: "إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق" ..
وتأتي كالتالي: إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق، عظمة الإسلام في رفقه ويسره وتدرجه، ونبذِه للغلو والتطرف، العمل التطوعي من مظاهر الرفق وتجلياته ، بقلم المفكر الإسلامي الدكتور أحمد علي سليمان ، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية : 22 شعبان 1446هـ / 21 فبراير 2025م
إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق
عظمة الإسلام في رفقه ويسره وتدرجه، ونبذِه للغلو والتطرف
العمل التطوعي من مظاهر الرفق وتجلياته
بقلم المفكر الإسلامي
الدكتور أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
الجمعة: 22 شعبان 1446هـ / 21 فبراير 2025م. ويأتي النص الكامل كالتالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله الذي جعل لنا الإسلامَ نورًا وهدًى، وأكرمنا بشريعة سمحة مستمدة من وحي الله (عز وجل)، نحمده سبحانه ونشكره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
وأشهدُ أن لا إله إلا الله، وحدَه لا شريكَ له ، هو الأوَّلُ فليس قبلَه شيء، وهو الآخِرُ فليس بعدَه شيء، وهو الظَّاهِرُ فليس فوقَه شيء، وهو الباطِنُ فليس دونَه شيء، بيدِه مَلَكوتُ كلِّ شيءٍ وإليه المصيرُ ، جلَّ عن الشبيهِ والمثيلِ والنِّدِّ والكُفْءِ والنَّظيرِ، سبحانَه سبحانَه، لا شريكَ له، ولا نِدَّ له، ولا شبيهَ له، له الملكُ وله الحمدُ، يُحيي ويُميتُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، شهادةً ألقى بها اللهَ سبحانَه، موقِنًا بوحدانيَّتِه، معترِفًا بربوبيَّتِه، مستسلِمًا لأمرِه، خاضعًا لعظمتِه، مؤمنًا بأسمائِه الحُسنى وصفاتِه العُلى، لا مَلجأَ ولا مَنجى لنا منه إلَّا إليه.
وأشهد أن سيدنا محمدًا عبدُه ورسولُه، وصفيه وخليلُه، وخيرته من خلقه، وأمينه على وحيه، أرسله ربه رحمة للعالمين.
بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الله تعالى به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين... فهدى الله تعالى به من الضلالة، وبصَّر به من الجهالة، وكثَّر به بعد القلة.
فصلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله الطيبين وأصحابه الغر الميامين، ما ذكره الذاكرون الأبرار، وما تعاقب الليل والنهار.
عباد الله: أوصيكم ونفسي المقصّرة بتقوى الله.. يقول الحق تبارك وتَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 102) ..
أما بعد..
جوهر الإسلام:
أيها المسلمون في كل مكان:
لقد أكرمنا الله تعالى بالإسلام، وهذه النعمة من أكبر نِعم الله تعالى علينا، ندعو الله أن نكون قوامين على أمر هذا الدين الحنيف، متمسكين بما جاء به، منتهين عما نهي عنه...
والإسلام الحنيف هو الدين العالمي الخاتم لكل الرسالات السماوية والمتمم لها، والصالح لكل زمان ومكان وحال، وقد بث الله تعالى فيه:
- قوة ذاتية ليبقى قويا مؤثرا ومتجددا يستوعب تطورات الحياة ويعالج مشكلاتها.
- ومقومات الخاتمية والعالمية والصلاحية لكل زمان ومكان.
ومن ثم فهو دين الرحمة اللين والرفق في جوهره ورسالته، والعدل في أحكامه وتشريعاته، والتيسير في جملته وتفصيله، فلا عنت فيه ولا مشقة، بل هو هداية للقلوب، وسكينة للنفوس، وسعادة للدنيا والآخرة...
أيها المؤمنون اعلموا جيدا وعلِّموا الناس:
أنَّ الاعتدال والتسامح والرفق واللين والرحمة هو جوهر الشريعة الإسلامية وروحها.
• وأنَّ التشدد والتزمت انحراف عن الجادّة.
• وأنَّ التطرّف والغلو انحرافٌ كبير عن جادّة الصواب ومخالفةٌ للفطرة السوية.
• وأنَّ الإرهاب (بأي صورة) هو أبشع صور هذا الانحراف، إذ يؤدي إلى الفساد في الأرض، ويهدد أمن الأوطان، ويمزق نسيج الأمم والشعوب والإرهاب، لا يمتّ للإسلام ولا للرسالات السماوية بصلة، بل هو سلوك منحرف ترفضه الفطرة السوية، وتُدينُه القيم الإنسانية، وتحاربه التشريعات السماوية والقوانين الوضعية على حدّ سواء.
وقد جاءت الشريعة الإسلامية لترسي دعائم السلم والأمان، وحذّرت من كل أشكال العنف والتطرف، مؤسِّسة لمبدأ الوسطية والاعتدال. وأنَّ الإسلام جاء رحمةً للعالمين، بل هو رحمة بكل مفردات الطبيعة والبيئة والكون والحياة.
فالإسلام رحمةٌ في عباداته، رحمةٌ في تشريعاته.
رحمةٌ في معاملاته.
رحمةٌ في قيمه وأخلاقياته، رحمةٌ منذ مجيئه وعبر عصوره وسيظل إلى قيام الساعة.
رحمةٌ في جميع الأحوال والأماكن والأزمان.
رحمةٌ مع الكبير والصغير، مع الرجل والمرأة، مع المسلم وغير المسلم، مع الإنسان والحيوان والنبات وحتى الجماد.
إنه هدية الله وهداياته لأهل الأرض أجمعين.
ولقد اختار الله عزّ وجلّ لهذا الدين العالمي الخاتم رسولًا عالميًا رحيمًا، وصفه الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) (الأنبياء:107). وبقوله تعالى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ) (التوبة: 128).
كما اختار الله عزّ وجلّ لنبيّه صحابته الكرام الذين قال الله تعالى فيهم: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ...) (الفتح: 29) . فهم رجال أنقياء، أتقياء، أقوياء، رحماء.
هذا هو الإسلام، إنه دين الرحمة، دين الرفق، دين الاعتدال. وهذا هو رسول الإسلام الرحمة المهداة والنعمة المسداة للناس أجمعين.
أما التشدد والتطرف والغلو والمغالاة في فهم الدين وفي تطبيقه على النفس وعلى الغير، فإن الله لا يرضاه، والرسول (ﷺ) يأباه يأباه يأباه.
ديننا يسر لا عسر ..
كان ذلك بيان يوضح تفاصيل عنوان ونص خطبة الجمعة اليوم.
