جريدة الديار
السبت 22 فبراير 2025 05:39 صـ 24 شعبان 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

نميرة نجم تهنئ وزير خارجية جيبوتي بفوزه بمنصب رئيس مُفوضية الإتحاد الإفريقي

هنئت السفيرة د. نميرة نجم خبير القانون الدولي و الهجرة ومدير المرصد الإفريقي للهجرة وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف علي فوزه بمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي في الإنتخابات التي أجريت اليوم أثناء إنعقاد القمة الإفريقية ٣٨ لرؤساء الدول الأفارقة في مقر الإتحاد بأديس أبابا، و عبرت عن سعادتها أن يرأسها ويرأس الإتحاد الإفريقي أول عربي في تاريخ المنطقة .

وكان مُرشح جيبوتي قد زار مصر و ألتقي مع وزير الخارجية المصري د. بدر عبد العاطي و إتفق في اللقاء علي أهمية تبادل التأييد بين مصر و جيبوتي في المناصب الدولية، و هو معلق عليه الدكتور علي يوسف، وزير الخارجية السوداني، قائلاً: إن هناك تنسيق ثلاثي مع مصر و جيبوتي في بالغ الأهمية، مُوضحًا أن وزير الخارجية محمود علي يوسف الجيبوتي مُرشح لرئاسة مُفوضية الإتحاد الإفريقي، وهو منصب ذو أهمية كبيرة، مُشيرًا إلى أن زيارة الوزير الجيبوتي لمصر تعكس دورها المحوري في الإتحاد الإفريقي و تأثيرها في الإنتخابات المُقبلة .

وسبق وأعلن وزير خارجية جيبوتي أثناء حملته الإنتخابية مُوقفًا قويًا داعمًا للقضية الفلسطينية، و أن الإتحاد لن يفتح أبوابه لأي دولة تضرب عرض الحائط بالمبادئ القانونية والأخلاقية المشتركة بين الدول الإفريقية، وفي مُقدمتها إسرائيل، لافتًا إلى أنه سيراجع العلاقات بين الإتحاد الإفريقي و بعض الدول، التي وصفها بأنها "غير صحية".

وكان وزير خارجية جيبوتي، محمود علي يوسف، هو أول عربي يفوز بالمنصب كرئيس مُفوضية الإتحاد الإفريقي لمدة أربعة سنوات، وقد فاز في الجولة السابعة للتصويت .

يُعتبر يوسف، المولود في سبتمبر 1965، دبلوماسيًا مُحنكًا بخبرة تزيد عن 20 عامًا في قيادة الدبلوماسية الجيبوتية. خلال مسيرته، لعب دورًا بارزًا في تطوير العلاقات الخارجية لبلاده، و ساهم في حل العديد من النزاعات في القارة، خاصة في منطقة القرن الإفريقي.

يتحدث يوسف بطلاقة اللغات الفرنسية، الإنجليزية، و العربية، مما يُعزز قُدرته على التواصل و التفاعل في المحافل الدولية. يحظى ترشيحه بدعم واسع من الدول الأعضاء في الإتحاد الإفريقي، خاصة تلك المنضوية تحت منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية. ونظر إليه كأحد أبرز المُرشحين لخلافة الرئيس الحالي للمُفوضية، موسى فقي محمد لتفوقه في المناظرة بين المرشحين الثلاثة التي أجريت في أديس أبابا في مقر الإتحاد الإفريقي، حيث ظهر الدبلوماسي الجيبوتي المُخضرم في المُناظرة و متحدثًا متنقلاً بين الفرنسية و الإنجليزية و العربية وكان الأكثر تأثيرًا و إستخدامًا للغة الجسد و الأسرع حديثًا، ما منحه فرصة لإستعراض قضايا و ملفات أكثر خلال الوقت المُتاح عكس المُرشح الكيني الذي كان مُسترسلاً في حديثه حتى نفاذ الوقت المُحدد له و إغلاق ميكرفونه، فيما كان مُرشح مدغشقر يستعرض رؤيته ضمن نقاط مُحددة و مختصرة .

و محمود علي يوسف وهو"عميد وزراء الخارجية في إفريقيا"؛ حيث شغل منصب وزير الخارجية منذ عام 2005، و حظيت حملته بزخم كبير كونه مدعومًا من دول الجامعة العربية و منظمة التعاون الإسلامي والكتلة الفرنكوفونية، و قد شدد خلال المُناظرة المتلفظة بين المُرشحين المُتنافسين الثلاثة على أهمية دعم إفريقيا لموقف مُوحد من أجل الحصول على مقعدين دائمين في مجلس الأمن، مُعتبرًا أن هذا يُمثل قوة داعمة للإتحاد الإفريقي في تعزيز نفوذه في القضايا العالمية، أنه لا يمكن أن يكون هناك سياسة عالمية فَعّالة دون تمثيل حقيقي للقارة الإفريقية .

وعلق يوسف أن الاستثمار في التعليم ورأس المال البشري يمثل الركيزة الأساسية للتنمية في أفريقيا، مشيرا إلى أهمية تطوير الزراعة باستخدام التكنولوجيا، مع التركيز على إضافة قيمة للمنتجات الخام عبر التصنيع المحلي قبل تصديرها.

وأشار إلى أنه سيركز على القضايا الاقتصادية قائلاً: “تحقيق الوحدة الاقتصادية بين الدول الأعضاء سيخلق فرص عمل ويخفف من الأزمات الاقتصادية.”

و دعا يوسف إلى إعتماد إستراتيجية مُوحدة للإستفادة من الثروات الطبيعية في إفريقيا مُعلقًا أن "قارتنا تمتلك موارد هائلة، لكنها لا يتم توزيعها ." بالتساوي أو إدارتها بكفاءة .

و إقترح مُرشح جيبوتي إنشاء مراكز إقليمية للتميز لتحفيز الإبتكار و البحث، إلى جانب إتفاقيات تجارية إقليمية أقوى لسَدّ الفجوات .

و تحدث يوسف أيضًا عن الإستدامة، مُقترحًا أن سياسات منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية يجب أن تتوافق مع أهداف حماية البيئة و القدرة على التكيف مع المناخ .

و أوضح "سأعمل أيضًا على تعزيز التجارة البينية الإفريقية، و التي من المُفترض أن تتجاوز 80%، و سأعمل على إزالة جميع الحواجز غير الجمركية وتسهيل حرية حركة السلع" .

و أشار إلى أنه :“يجب أن يكون الإتحاد الإفريقي أكثر فاعلية في خلق فرص عمل لشبابنا، و يجب أن نعمل على توفير بيئة إقتصادية تُساعد على تحفيز التجارة بين الدول الإفريقية” .

وفيما يتعلق بالدور الإقليمي.

و أوضح انه : “من خلال تعزيز تعاوننا في المجال الإقتصادي و الإجتماعي، نستطيع أن نحقق الإتحاد الإفريقي القوي الذي يسعى الجميع إليه” .

وقال يوسف، إن الأمن الإقليمي يمكن تعزيزه إذا تمت زيادة الموارد اللازمة لقوة إحتياطية إقليمية لتقليل الإعتماد المُفرط على الشراكات الأجنبية للحصول على الموارد .

وأضاف يوسف "عندما لا تكون هناك وحدة في الهدف بين الدول المجاورة فإن السلام سيكون مُعرضًا للخطر" .

و لتعزيز دور الإتحاد الإفريقي في تحقيق الأمن و السلم الإقليمي، قال“علينا تقوية مُؤسساتنا الإقليمية لضمان أن تكون إفريقيا في طليعة القرارات الدولية” .

وأقر يوسف بوجود ٦ هياكل السلام القائمة في أفريقيا ، بما في ذلك هيكل السلام والأمن الأفريقي، ومجلس السلام والأمن، وصندوق السلام ، ومع ذلك، انتقد الافتقار إلى الإرادة السياسية بين الدول الأعضاء وعدم كفاية التمويل لجهود السلام مشيرا إلي إن "مجلس السلام والأمن لدينا ليس إستباقيًا؛ فهو يتفاعل مع الأزمات عندما تحدث"، داعيًا إلى إتخاذ إجراءات حاسمة لمُعالجة هذه النواقص .

وقد أكد في المُناظرة على أهمية دور الإتحاد الإفريقي في تعزيز الأمن و السلم داخل القارة، قائلاً:“ إفريقيا في حاجة ماسة إلى أن تظل قوية و مُوحدة في مُواجهة التحديات العالمية، و إن وجود إتحاد إفريقي قوي سيمكننا من مُعالجة أزمات الأمن التي تؤثر على إستقرارنا السياسي و الإقتصادي.”

و ركز المُرشح الجيبوتي على أهمية تحسين آليات الإتحاد الإفريقي المُتعلقة بإدارة الصراعات وتعزيز فعاليتها، مُؤكدًا الحاجة إلى توفير التمويل اللازم لتفعيل قوات الإحتياط الإفريقية، ما من شأنه أن يجعل الإتحاد الإفريقي قادرا على الإستجابة بسرعة للأزمات .

وقال وزير خارجية جيبوتي، إنه يعتزم تنويع التمويل لإفريقيا، ويبذل قصارى جهده لضمان أن يكون للإتحاد الإفريقي مصادر تمويل خاصة به .

و أكد على ضرورة تعزيز ولاء العاملين في المنظمة وتفعيل الإصلاحات غير المكتملة، مثل تفعيل البرلمان الأفريقي وتطبيق ضريبة الاستقطاع بنسبة 0.2% من واردات الدول الأفريقية لتحسين تمويل برامج ومشاريع الإتحاد الإفريقي.

وأضاف الدبلوماسي أنه في حال انتخابه، فإنه سيعمل على ضمان تألق القارة الإفريقية على الساحة الدولية .

وقد نافس مرشح جيبوتي الفائز بمنصب رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي رايلا أودينجا رئيس وزراء كينيا السابق (2008-2013) والممثل السامي السابق للإتحاد الإفريقي لتطوير البنية التحتية 2018-2023 ، وريتشارد جيه راندريامانداتو وزير مالية مدغشقر السابق .