جريدة الديار
الأربعاء 19 فبراير 2025 10:14 صـ 21 شعبان 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

اليوم.. إنتخاب رئيس مُفوضية ونائب المفوضية الإفريقية

تُنعقد اليوم الدورة العادية الثامنة والثلاثون للقمة رؤساء الدول الإفريقية في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، لمدة يومين و تأتي هذه القمة في ظل تحديات إقليمية و دولية مُعقدة، مما يعكس أهمية جدول أعمالها المُكثف و الطموح، و يُتوقع أن تشكل هذه الدورة محطة مُفصلية في تعزيز التكامل الإفريقي و تحقيق الإستقرار في القارة .

و ستشهد القمة في جلسة المُغلقة إنتخاب و تعيين رئيس مُفوضية الإتحاد الإفريقي و نائبه، بعد تقديم المرشحين وعرض رؤاهم المستقبلية.

يُعتبر هذا الحدث محوريًا نظرًا للدور الذي تلعبه مفوضية الاتحاد في تنفيذ سياسات الاتحاد الإفريقي وتحقيق أهدافه .

يتنافس على منصب رئيس المفوضية ثلاثة مرشحين بارزين من إقليم شرق إفريقيا هم و محمود علي يوسف وزير خارجية جيبوتي منذ عام 2005 ، و رايلا أودينجا رئيس وزراء كينيا السابق (2008-2013) و المُمثل السامي السابق للإتحاد الإفريقي لتطوير البنية التحتية 2018-2023، وريتشارد جيه راندريامانداتو وزير مالية مدغشقر السابق .

و رغم أن أداء الوزير الجيبوتي محمود علي يوسف المدعوم من الدول العربية و الإسلامبة الذي كان أفضل المُرشحين في المناظرة التي تمت سابقًا بين المُرشحين بمقر الإتحاد الإفريقي و قد يُفجر مُفاجأة في إطار المُنافسة الشرسة مع مُرشح كينيا و لو فاز وزير خارجية جيبوتي السياسي المُخضرم سيصبح أول عربي يفوز بمنصب رئيس المُفوضية، إلا ان إفريقيا السمراء تنظر إلى جيبوتي علي الرغم أنها تقع في شرق إفريقيا إلى أنها محسوبة علي دول الشمال الإفريقي بحكم انتمائها لجامعة الدول العربية و في ذات الوقت، و دول الشمال الإفريقي هي المنطقة التي سيؤل له رئاسة المُفوضية إجباريًا في الدورة بعد القادمة .

و التقديرات تشير إلى أن المُرشح الكيني رايلا أودينجا هو فارس الرهان و أقرب المُرشحين للفوز بالمنصب، و قد أظهرت تحركاته و إجتماعاته في أديس أنه مُتحالف مع الجزائر و جنوب إفريقيا، و مع ذلك هناك شكوك حول إستطاعته الحصول على نسبه 33 صوتًا من أصوات الدول، وهو العدد المطلوب للفوز بمنصب رئيس مُفوضية الإتحاد الإفريقي و يُمثل ثُلثي أصوات الدول الأعضاء بالمنظمة المُؤهلة للتصويت و هم 48 دولة من أصل 55 دولة عضوًا في الإتحاد الإفريقي، حيث تم تعليق عضوية 7 دول هي بوركينا فاسو، مالي، غينيا، النيجر، الجابون، السودان، و مدغشقر مؤقتًا، و يُعدّ فُرصة مُرشح مدغشقر ريتشارد جيه راندريامانداتو للفوز ضئيلة إلا إذا حدثت مُفاجأت أثناء الإقتراع، و في حالة عدم حصول أي من المُرشحين الثلاثة علي نسبة ثُلثي أصوات المُصوتين من الدول حتى الجولة السابعة من الإقتراع، سيتم تعليق إنتخابات رئيس المُفوضية، و فتح باب الترشيح للدول الأعضاء من جديد و إجراء إنتخابات في وقت أخر، مع مَدّ فترة رئاسة المفوضية لمدة سنة إلى موسي فقيه محمد رئيس المفوضية الحالي المنتهية ولايته .

وفي إنتخابات نائب الرئيس تتصدر المنافسة د. حنان مرسي من مصر و التي تشغل حاليًا منصب نائب المدير التنفيذي للجنة الإقتصادية الأممية لإفريقيا ولديها خبرة تزيد عن 25 عامًا في مُنظمات دولية مثل البنك الإفريقي للتنمية و صندوق النقد الدولي وتخصصت في مجالات إدارة الديون، كفاءة الإنفاق، تعبئة الموارد، و السياسات المالية، ينافسها المُرشحة سلمى مليكة حدادي من الجزائر وهي دبلوماسية جزائرية ذات خبرة واسعة في الشئون الإفريقية و حاليًا سفيرة الجزائر لدى إثيوبيا و الإتحاد الإفريقي، و المُرشحة لطيفة أخرباش من المغرب و هي وزيرة منتدبة سابقة في وزارة الخارجية المغربية، و تشغل حاليًا منصب رئيسة الهيئة العليا للإتصال السمعي البصري في المغرب، ونجاة الحجاجي وهي دبلوماسية ليبية ذات خبرة واسعة في العمل مع المُنظمات الدولية، و بدأت مسيرتها الدبلوماسية عام 1992 كوزيرة مُفوضة لليبيا لدى بعثة الأمم المتحدة في جنيف و المنظمات الدولية في سويسرا .

و في إطار الإنقسام العربي لشمال إفريقيا و الذي بات واضحًا داخل المنظمة و الصادم المُستمر بين الجزائر و المغرب و الذي أدي أخيرًا إلى فشل إنتخاب كل من الجزائر و المغرب و ليبيا في الحصول علي مقعد عضوية مجلس السلم و الأمن بالإتحاد الإفريقي في إنتخابات الأخيرة التي أجراها مجلس التنفيذي للإتحاد و تم تعليقها و تأجيلها، لأن الجزائر لم تستطع الحصول علي نسبة ثُلثي الدول أعضاء الدول المُصوتين بفارق صوت و ذلك مع إمتناع ١٢ دولة عن التصويت؟

و الجزائر لم تكتفِ بتأييد أودينجا بل صار هناك تنسيقًا و تحالفات وتربيطات و إجتماعات ثنائية في أديس أبابا بين أودينجا و بين السفيرة الجزائرية مليكة حدادي المُرشحة لمنصب نائب الرئيس من أجل تبادل التأييد كفريق انتخابي واحد علي المنصبين ، و قد انعكست الخلافات السياسية المُزمنة بين الشقيقتين الجزائر و المغرب و تصاعدت إلي حروب الإنتخابية علي منصب نائب الرئيس المُفوضية بين سفيرة الجزائر سلمى مليكة حدادي والذي لديها مُيزة نسبية كبيرة عن باقي المُرشحات بأن لها حضور و خبرة طويلة و وجه سياسي معروف للدول الإفريقية حيث كانت تشغل منصب نائب سفير الجزائر في المُنظمة قبل أن تعينها الجزائر في خطوة إستراتيجية و تكتيكية سفيرة لها في أديس أبابا، و قد شغلت مناصب مُتعددة منها سفيرة الجزائر في كينيا .

بينما تُعدّ المُرشحة المغربية الوزيرة السابقة، لطيفة أخرباش ذات خبرة دبلوماسية طويلة أيضًا لكنها لم تخدم في إثيوبيا فقد تولت منصب سفيرة المغرب في كل من تونس و بلغاريا .

لكن الدول الإفريقية قد سَئِمَتْ الخلافات الجزائرية المغربية وهو ما يدفعه و يرفع من أسهم و حظوظ المُرشحة المصرية الدكتورة حنان مرسي و يعزز فرصها بالفوز في المنصب مع حملة إنتخابية الضخمة الذي قادتها وزارة الخارجية المصرية و د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية الذي إصطحب المُرشحة المصرية لتقديمها في كل مُقابلاته مع الوزراء الأفارقة و يدعم مُوقفها هذه الميزة النسبية بأنها وجه معروف أيضًا لدي للدول الإفريقية خصوصًا أنها المُرشحة الوحيدة التكنوقراط الفنية ذات الخلفية الإقتصادية فهي تعمل خبيرة إقتصادية في الأمم المتحدة بأثيوبيا و لم تعمل بالسياسية في مُواجهة ثلاثة مُرشحات تعملن بالسياسية كدبلوماسيات، و قد يكون مُؤشرًا للتفاؤل في توقع فوز حنان مرسي نتيجة إنتخابات أخري إنعقدت علي مقعد نائب رئيس جامعة عموم إفريقيا في هذه الدورة بفوز مُرشحة مصر أ.د. أماني الشريف علي المُرشحة الجزائرية المنافسة لها بتصويت قدره ٣٣ مقابل ١٦ صوتًا، و تشير التقديرات إلى أن السفيرة نجاة الحجاجي المُرشحة الليبية لديها فرصة محدودة و ضئيلة علي منصب نائب رئيس المُفوضية فلم تكن لديها حملة انتخابية كافية مثل باقي المرشحات .

و بخلاف الإنتخابات فأن أبرز ما يتضمنه جدول أعمال القمة الإفريقية ٣٨ تقديم عدة تقارير إستراتيجية تشمل مناقشة الوضع في ليبيا ومذكرة تفاهم حول إستخدام القوة الإحتياطية الإفريقية، و مُشاركة الإتحاد الإفريقي في مجموعة العشرين، و إصلاحات الإتحاد الإفريقي المؤسسية، و التي سيعرضها الرئيس الكيني ويليام روتو، بهدف تعزيز فعالية مؤسسات الإتحاد، و منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، في تقرير يقدمه الرئيس السابق للنيجر، محمدو إيسوفو، ويستعرض التطورات والتحديات في تنفيذ أكبر منطقة تجارة حرة في العالم .

و تشمل أعمال مؤتمر القمة الإفريقية تقرير لجنة العشرة (C-10) بشأن إصلاح مجلس الأمن الدولي، التي تواصل جهودها لتأمين تمثيل عادل لإفريقيا في مجلس الأمن، و مناقشة دعم مركز مُكافحة الأمراض في إفريقيا، وهو محور رئيسي لتعزيز الأمن الصحي في القارة، و تقرير لجنة رؤساء الدول و الحكومات المعنية بتغير المناخ (CAHOSCC)، في إطار الجهود المبذولة لمُواجهة التحديات البيئية، و إحاطة حول تنفيذ المُبادرات الرئيسية لبنك التنمية الإفريقي (AfDB)، بما يعزز مشروعات البنية التحتية والتنمية الإقتصادية، و مناقشات تقرير المُفوضية عن الوضع في فلسطين، تأكيدًا على إلتزام الإتحاد الإفريقي بالقضايا الدولية العادلة، و سيتم تعيين خمسة أعضاء جدد في مجلس السلم والأمن، بالإضافة إلى أعضاء لجنة الحكماء، لتعزيز دور الإتحاد في حفظ السلم والأمن في القارة .

و يشمل جدول الأعمال بنود مُقترحة من الدول الأعضاء: و تشمل و تشمل تسريع الوصول إلى حلول الطهي النظيف في إفريقيا، بمُبادرة من تنزانيا، و إعلان تضامن الإتحاد الإفريقي مع هايتي، و دعم بعثة الأمم المتحدة بمُقترح من كينيا، و جائزة الحسن و إطارًا للتغذية والأمن الغذائي، و التي تقترحها كوت ديفوار لتعزيز الأمن الغذائي في القارة، باستضافة مؤتمر الشراكة الإفريقية للمياه في زامبيا، بهدف مُعالجة تحديات المياه، و التحضير للمنتدى الإفريقي للثقافة و السلام في أنغولا، لتعزيز التفاهم الثقافي والسلام، و العدالة الإجتماعية في إفريقيا، بمبادرة من تونس لتعزيز التقدم الإقتصادي و الإجتماعي و البيئي، و تصنيف العبودية و الترحيل و الإستعمار كجرائم ضد الإنسانية و الإبادة الجماعية، بمبادرة من توغو، لإعادة الإعتبار للتاريخ الإفريقي .