رئيس جهاز شئون البيئة يُشارك في المؤتمر السنوي للنمو الأخضر بمصر تحت شعار (تعزيز الإبتكار من أجل مستقبل مستدام)
أكد الدكتور على أبو سنة الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة، على أن النمو الأخضر ليس مجرد شعار ندافع عنه؛ بل هو إستراتيجية عملية نؤمن بها ونسعى جاهدين لتنفيذها على أرض الواقع، مُؤكدًا على أن الدولة المصرية تدرك تمامًا أن حماية البيئة و مُعالجة تحديات المناخ مسئولية وطنية وعالمية، فضلاً عن كونها فرصة لتحقيق نمو إقتصادي مُستدام يعود بالنفع على الأجيال الحالية و المُستقبلية، مُشيرًا إلى أن مصر قطعت خطوات جادة في هذا الإتجاه من خلال إطلاق استراتيجيتها للتنمية المُستدامة، "رؤية مصر 2030"، و التي تضع البيئة و الإقتصاد الأخضر في قلب أولوياتها، كما نعمل بنشاط على تعزيز إستخدام الطاقة المُتجددة، ودعم مشاريع كفاءة الطاقة، وتشجيع الإبتكار في التكنولوجيات الخضراء.
جاء ذلك خلال مشاركة الدكتور على أبو سنة الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة، نيابة عن الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، في المؤتمر السنوي للنمو الأخضر الذي ينظمه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر، تحت شعار (تعزيز الإبتكار من أجل مستقبل مُستدام)، بحضور السيد أليساندرو فراكاسيتي، المُمثل المُقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، و مشاركة المَعنيين من القطاعين العام والخاص، و المجتمع المدني، و مجتمع الإستدامة العالمي.
و أضاف رئيس جهاز شئون البيئة، أن رواد الأعمال في المشروعات الصغيرة و المتوسطة الحجم الخضراء، أصبح أحد أحدث ركائز الإقتصاد المصري، حيث يُظهرون إمكانات الإبتكار للإنتقال إلى الإقتصاد الدائري من خلال الوصول المناسب إلى التمويل الأخضر، مُشيرًا إلى أن مصر تمتلك رابع أكبر منظومة ناشئة في إفريقيا، و تتحول سياسة الحكومة نحو تسويق التكنولوجيا الخضراء و رواد الأعمال الخضر.
و أشار رئيس جهاز شئون البيئة، إلى أن وزارة البيئة تقوم حاليًا بالتعاون مع هيئة المَعونة الألمانية بإعداد الإستراتيجية الوطنية للإقتصاد الدائري، مُؤكدًا على أهمية هذه الإستراتيجية و التي تأتي في إطار مشاركة مصر في إعداد إستراتيجية الإقتصاد الدائري لإفريقيا.
و سلط أبوسنة، الضوء على إحدى المُبادرات المُهمة و هي جوائز سفراء الشباب الخضر، التي يتم تنفيذها بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، و وزارة الشباب والرياضة، و مُنظمة بلان إنترناشيونال، مُشيرًا إلى أن هذا البرنامج يهدف إلى تمكين الشباب و إلهامهم ليصبحوا صناع تغيير في مجال الإستدامة من خلال تزويدهم بالموارد و الفرص اللازمة لتحويل أفكارهم إلى حلول خضراء مؤثرة و قابلة للتطوير.
و تابع رئيس جهاز شئون البيئة، أنه من خلال هذه المُبادرة، نعمل على تعزيز الروابط الإستراتيجية بين المُبدعين الشباب الطموحين و المُستثمرين و أصحاب المصلحة الرئيسيين لتعزيز التعاون و دعم نمو المشاريع الخضراء، و تشجيع ثقافة المُنافسة التي تدفع الإبداع و الإبتكار والتميز في المُمارسات المُستدامة بين الشباب، كما نعمل من خلال ورش العمل المُتخصصة، على بناء قُدرة المُشاركين الشباب على تقييم وتعزيز النتائج الإجتماعية و البيئية و الإقتصادية لمُبادراتهم، لافتًا إلى أن هذه الورش تُقدم أدوات عملية و أنشطة تفاعلية لمساعدة المشاركين على تصميم أُطر تأثير قوية و تطوير إستراتيجيات مُخصصة لقياس و إدارة و توصيل مُساهماتهم في التنمية المُستدامة بشكل فَعّال، بالإضافة إلى ذلك، نعمل على التعمق في مُمارسات الإقتصاد الدائري، و إستكشاف إمكانية دمج المؤسسات الخضراء لهذه المبادئ في عملياتها.
و أكد رئيس جهاز شئون البيئة، على أن تحقيق النمو الأخضر يتطلب التعاون الدولي و الشراكات الفعّالة بين الحكومات و القطاع الخاص و المجتمع المدني، كما يتطلب إلتزامًا جماعيًا بتبني مُمارسات مُستدامة في جميع جوانب الحياة من الزراعة إلى الصناعة، و الطاقة، و النقل.
و دعا أبو سنة، خلال كلمته الجميع إلى العمل معًا لتحويل التحديات البيئية إلى فرص للتنمية، و ضمان أن تضع أفعالنا اليوم الأساس لمُستقبل أكثر إشراقًا و إستدامة لأطفالنا وأحفادنا، مُعربًا عن أمله أن تسفر مناقشات المؤتمر عن توصيات و مبادرات قابلة للتنفيذ تُسهم في تعزيز النمو الأخضر على نطاق عالمي، مُؤكدًا على ضرورة إتخاذ خطوات جريئة و حاسمة بدءًا من الآن نحو عالم أكثر نظافة و إستدامة، و أن تُكلل جهودنا الجماعية في بناء مستقبل أكثر إخضرارًا.
هذا وتركز الجلسات الرئيسية للمؤتمر على مواضيع بالغة الأهمية مثل الإقتصاد الأخضر و الدائري، وقياس الأثر، و التمويل الأخضر للشركات الصغيرة و المتوسطة، كما سيتم عرض إنجازات الشركات الصغيرة و المتوسطة المُبتكرة من برنامج تسريع النمو الأخضر و برامج الشباب، و إطلاق منصة التعلم الرقمي للمهارات الخضراء، و تدشين فريق العمل الأخضر الوطني.