البيئة تنظم حلقة نقاشية حول مُواجهة التغيرات المناخية
نظمت وزارة البيئة حلقة نقاشية حول دور القطاعات المختلفة في مُواجهة التغيرات المناخية تحديات وفرص التحول الأخضر وذلك علي هامش إحتفالية البنك الدولي "العمل المناخي والتحول الأخضر" للإحتفال بيوم البيئة الوطني بحضور الدكتور علي أبو سنة الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة، الدكتور أحمد جابر أستاذ الهندسية البيئية كلية الهندسة جامعة القاهرة مُمثلاً عن القطاع الأكاديمي والمهندس ياسر شريف المدير العام لإحدى شركات الإستشارات البيئية مُمثلاً عن قطاع الإستشارات الفنية والدكتور عماد عدلي رئيس المكتب العربي للشباب والبيئة مُمثلاً عن القطاع المدني و بمشاركة لفيف من خبراء البيئة في مصر و مُمثلي البنك الدولي، و مُمثلي الجهات المانحة و السفارات و الوزارات و الجهات المعنية و المجتمع المدني و الأكاديميين.
أكد الدكتور علي أبو سنة الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة، أن البيئة و التنمية وجهين لعملة واحدة، لافتًا إلي التحولات الجذرية لمفهوم الإستثمارات بالقطاع البيئي حيث عملت وزارة البيئية علي خلق فرص واعدة للقطاع الخاص بمشروعات الطاقة المُتجددة، المُخلفات و المحميات كما قامت بإحداث تحولات جذرية بمفاهيم الإستثمار البيئي من خلال عقد شراكات مع القطاع الخاص لدعم العمل البيئي، مُشيرًا إلى أن الإهتمام بالمعايير البيئية هو السبيل للمنتجات المصرية للوصول إلى العالمية والتصدير للإتحاد الأوروبي والتي أصبحت تضع الإلتزام بالإشتراطات البيئية أحد المُتطلبات الأساسية للتصدير المنتجات إليها.
و أشار الدكتور علي أبو سنة، إلى أن القطاع الخاص هو شريك رئيسي في عمليات التنمية، مشيراً إلى مجمع العاشر من رمضان للمُخلفات و الذي قامت الحكومة بإنشائه و طرحه للقطاع الخاص لإدارته و إستغلاله الإستغلال الأمثل و لتنفيذ السياسات سواء بمخلفات الهدم والبناء أو المُخلفات الصلبة فالعلاقة مع القطاع الخاص علاقة مُتشعبة بالإقتصاد و التنمية و الجزء الإجتماعي وغيرها من المجالات التي تتيح فرص لعقد الشراكات من أجل التنمية الشاملة.
فيما أكد الدكتور عماد عدلي، أن تجربة إعلان يوم البيئة الوطني مناسبة رسمية هي نموذج واقعي مُلهم للإصرار علي النجاح لتحقيق حلم شخصي لمدة تصل إلي ٣٠ عامًا إلى أن أصبح حقيقة بفضل جهود الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة كما هو نموذج لمساندة الحكومة للمبادرات الناجحة بتحويل مبادرة سنوية للمكتب العربي للشباب و البيئة للإحتفاء بالبيئة و تشجيع الشباب لحمايتها إلي مناسبة وطنية تحشد لها الدولة كافة الجهود الرسمية و المدنية لجعل البيئة عنصر أساسي في كافة الأعمال بما يُساهم في تحقيق التنمية المُستدامة.
و أشار عدلي، إلى أن حلم إعلان يوم البيئة يومًا وطنيًا راوده عند زيارته أحد البلدان التي كانت تحتفل آن ذاك بمناسبة وطنية بيئية مما جعله يطمح أن يكون لمصر يومًا وطنيًا للبيئة و من أجل ذلك تقدم بالفكرة عام ١٩٩٤ بعد صدور قانون البيئة رقم ٤ لسنة ١٩٩٤، مما دفع المركز العربي للشباب والبيئة إلى الإحتفال بها سنويًا كمبادرةً مدنية منذ عام ١٩٩٧ كل عام حتى تولت الدكتورة ياسمين فؤاد حقيبة وزارة البيئة عام ٢٠١٨ ليتجدد الأمل مرة أخرى، مُشيرًا إلي ترحيبها بالفكرة بمجرد العرض عليها لتقوم بعرضها علي دولة رئيس مجلس الوزراء ليتم إعتمادها من مجلس الوزراء و الإحتفال بها لأول مرة عام ٢٠٢٠، مُعربًا عن خالص شكره وتقديره للدكتورة ياسمين فؤاد علي سعيها لتحويل المبادرة إلى مناسبة وطنية لحشد القوى الوطنية لحماية البيئة لنا و للأجيال القادمة.
وأوضح الدكتور عماد عدلي، أن أهمية مؤسسات المجتمع المدني في التحول الأخضر بل في حماية البيئة و تحقيق نقلة نوعية تصب في صالح الإنسان البسيط، مُشيرًا إلى أن كافة الأنشطة بالقطاعات المتنوعة إذا ما راعت البيئة في أعمالها فإنها تراعي شروط التنمية المُستدامة فالتحول الأخضر هو مسار للصمود و المرونة للمجتمعات المحلية وتحسين جودة الحياة للمواطن فتحويل مقلب إلى حديقة و الحَدّ من الإنبعاثات و التكيف مع آثار التغيرات المناخية وغيرها من الجهود هدفه هو حماية البيئة من أجل الإنسان بالتعاون مع كافة الجهات بما فيها مؤسسات المجتمع المدني التي تعمل علي أرض الواقع وتصل إلى المواطنين البسطاء وتدعم مشاركتهم لحماية البيئة.
و أوضح الدكتور أحمد جابر، أن مفهوم التحول الأخضر لا يعني مشروعات خضراء فقط بل هو محاولة المجتمعات المختلفة للإرتقاء بأدائها الإقتصادي و البيئي و الاستخدام الأفضل للموارد وخفض الإستهلاك و تحسين الأداء في الجبهات الإقتصادية لتحقيق التنمية المُستدامة، فالتحول الأخضر هو تغير حقيقي مجتمعي لذلك يجب النظر لنمط الإنتاج و الإستهلاك، مُضيفًا أن التعليم هو الأداة الحقيقية للنهوض بالمجتمعات فتطوير كافة القطاعات مُرتبط بالتعليم لذلك لابد من ربط المدارس و الجامعات بفكرة حماية البيئة لتكون سند حقيقي وقوى للجهود الرسمية ليتحول حماية البيئة إلى واقع قوى بمجتمعنا.
كما إستعرض الدكتور ياسر شريف، الأدوات و الحلول التقنية لتسريع التحول الأخضر ومنها التحول نحو الحلول الرقمية وجعلها جزء أساسي بالأنشطة و الأعمال ليظهر لنا أهم التحديات في التحول الأخضر ألا وهو التحول المجتمعي بالدرجة الأولي لمواكبة ذلك التحول ويكون داعمًا له بالتخلي عن التقنيات التي تخالف ذلك وأن ذلك المعيار هو ما يجعل مجتمع يتطور أسرع من مجتمع آخر فهناك مجتمعات تقاوم هذا التحول مما يجعل وضوح رؤية المجتمع و أهدافه نحو التحول الأخضر و الجهود الداعمة لتحقيق ذلك من أهم الأعمال لتحقيق التحول الأخضر علي ارض الواقع.