وزيرة البيئة تفتتح إحتفالية البنك الدولي تحت عنوان ”العمل المناخي والتحول الأخضر”
إفتتحت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، ورشة عمل البنك الدولي ذلك ضمن فعاليات اليوم الثاني لإحتفالات يوم البيئة الوطني ٢٠٢٥ تحت عنوان "العمل المناخي والتحول الأخضر"، بحضور المهندس عادل النجار محافظ الجيزة والمهندس أيمن عطية محافظ القليوبية والدكتور الخان بولكوف Elkhan Polukhov سفير جمهورية أذربيجان في مصر والسيد ستيفان جيمبرت المدير الإقليمي للبنك الدولي ، وبمشاركة الدكتور علي أبو سنة رئيس جهاز شئون البيئة ولفيف من خبراء البيئة فى مصر و مُمثلي البنك الدولي، و مُمثلي الجهات المانحة والسفارات والوزارات والجهات المعنية والمجتمع المدني والأكاديميين.
و أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، أن الإحتفال بيوم البيئة الوطني هذا العام تحت عنوان التحول الأخضر العادل يأتي في ظل إستكمال مصر لهذا المسار رغم التحديات والأزمات العالمية المُتسارعة، و تنفيذًا لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية بوضع ملف البيئة في قلب عملية التنمية، و حرص معالي رئيس الوزراء بوضع البيئة تحت محور الأمن القومي في برنامج الحكومة الجديدة .
و إستعرضت وزيرة البيئة، أهم خطوات التحول الأخضر العادل خلال عام ٢٠٢٤، حيث تم إستكمال العمل على ملف إدارة المُخلفات، و حصدنا ثمار القرار الذي إتخذناه من ٤ سنوات بمنع إستيراد المُخلفات، مما إنعكس على زيادة إنتاج الوقود البديل لإستخدامه في مصانع الإسمنت، حيث تم توقيع ٦ عقود لمصانع تدوير مُخلفات لإنتاج الوقود البديل تنفذها مصانع الأسمنت، و الذي يُعدّ إنجاز مهم لقطاعي البيئة و الصناعة لدعم صناعتي تدوير المُخلفات و الإسمنت في مصر .
و أضافت الدكتورة ياسمين فؤاد، أنه يتم إستكمال العمل على تقنين أوضاع العمالة غير الرسمية في مجال المُخلفات، و التنسيق مع القطاع الخاص لضمان إشراكهم في مشروعات إدارة المُخلفات، كما أصدرنا تراخيص لأكثر من ٣٠٠ شركة كبيرة و متوسطة وصغيرة في مجال جمع ونقل و إدارة و الدفن الآمن للمُخلفات، بما ينعكس على تعزيز الإستثمار في المُخلفات، بالإضافة للعمل على دعم الإستثمارات الأجنبية في المُخلفات بمختلف أنواعها، ومنها إقامة شراكة إستثمارية مع الجانب الإماراتي في مجال إدارة المُخلفات الزراعية والطبية بالتعاون مع وزيري الزراعة و الصحة و المحافظات المعنية.
كما تحدثت وزيرة البيئة، عن قصة النجاح التي شهدها عام ٢٠٢٤ في التعاون مع البنك الدولي من خلال مشروع إدارة تلوث الهواء و المناخ بالقاهرة الكبرى في تنفيذ خطة مُستديمة لمُواجهة ظاهرة السحابة السوداء بالتعاون مع مختلف الوزارات والجهات المعنية، في ظل التنبوء بحدة الظاهرة نتيجة زيادة عدد ساعات السكون بنسبة ٤٠٪ عن الـ٢٠ عامًا الماضية مما يزيد الشعور بالإنبعاثات، و نجح تنفيذ هذه الخطة في تدوير ٩٨٪ من قش الأرز المجمع، وتدوير مُخلفات حطب الذرة والسمسم بالتعاون مع القطاع الخاص و الشباب، بما ساهم في منع ٣٣٤ ألف طن من الملوثات على منطقة الدلتا كانت متوقعة خلال فترة نوبات تلوث الهواء الحادة.
و أشارت وزيرة البيئة، إلى نجاح وزارة البيئة في الحصول على بجائزة "Esri SAG Award 2024" جائزة التميز الدولية في نظم المعلومات الجغرافي لضمان إستدامة التنوع البيولوجي في مصر خلال ٢٠٢٤، نتيجة النجاح في تنفيذ منظومة رصد الموارد الطبيعية بتقنيات تكنولوجيا عالية، كما نجحنا بالتعاون مع وزارة الزراعة وصندوق المناخ الأخضر في أن تكون مصر ضمن ٦ دول تحصل على تمويل ٢٠٠ مليار دولار لتنفيذ مشروعات في مجال الزراعة الذكية و مشروعات الدراسات مع منظمة الفاو وتقديم تمويل مُيسر و دوار للمزارعين لزراعة محاصيل مُستنبطة لديها القدرة على التكيف مع آثار تغير المناخ، مما يُعزز ملف الأمن الغذائي في مصر .
و لفتت الدكتورة ياسمين فؤاد، إلى نجاح وزارة البيئة في نهاية ٢٠٢٤ في تقديم ملف الشفافية الأول لفترة من ٢٠٢٠ حتى ٢٠٢٢، تم من خلاله مُراجعة إنبعاثات مصر وتحقيق أهداف خفض الإنبعاثات في عدد من القطاعات، حيث أظهر التقرير النجاح في تنفيذ هدف خفض الإنبعاثات في قطاع الكهرباء والبترول، و كان البطل هو قطاع النقل الذي نجح في تخطي هدف الخفض من ٧٪ إلى ١٦٪، ولا تزال هناك بعض القطاعات التي تتطلب مزيد من العمل ومنها آلية تعديل حدود الكربون CBAM خاصة في قطاع الصناعة، حيث تم الإنتهاء من خارطة الطريق لها، كما يتم العمل على زيادة الإعتماد على الطاقة المُتجددة في قطاع السياحة من خلال مشروعي الغردقة الخضراء و شرم الشيخ الخضراء بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
و إنطلاقًا من الوضع الوطني إلى الدور العالمي، أشادت وزيرة البيئة، بالجهود الفنية و السياسية و التنظيمية الحثيثة لدولة أذربيجان في تنظيم مؤتمر المناخ COP29، خاصة مع التحدي الكبير الذي واجهه المؤتمر كمؤتمر للتمويل يستهدف الخروج برقم طموح لتمويل المناخ، حيث تولت مصر مهمة التشاور مع مختلف الدول و الأطراف لتسيير مُفاوضات الهدف الكمي الجمعي الجديد لتمويل المناخ بالقيادة المشتركة مع استراليا، وحرصت مصر على مراعاة مطالب و إحتياجات الدول الإفريقية و العربية والنامية، و نجحت توصيات المؤتمر في الإعتراف بالمسئولية المُشتركة مُتباينة الأعباء بين الدول مع الإعتراف بمسئولية الدول المُتقدمة في توفير التمويل، وتم إقرار ٣٠٠ مليار دولار تمويل سنويًا بحلول ٢٠٣٥، مع رصد مصادر تمويل مختلفة، وتخصيص قدر أكبر للتكيف كأولوية لكثير من الدول، وزيادة التدفقات لصندوق المناخ الأخضر.
ومن جانبه، أكد المهندس عادل النجار محافظ الجيزة، خلال كلمته أن هذه المناسبة مثالاً واضحًا لتزايد الإهتمام على المستوى الرسمي و الوطني بقضايا البيئة و تأكيدًا علي سعي الدولة المصرية نحو أهمية رفع الوعي البيئي لما له من أهمية كبرى، مُؤكدًا ن الدولة إتخذت العديد من الخطوات الجادة في سبيل التحول للأخضر و دعم العمل المناخي و تقليل المُلوثات من خلال التوسع في إنشاء مشروعات الطاقة البديلة كمحطات الطاقة الشمسية ومحطات طاقة الرياح وتقليل الإعتماد على مصادر الوقود الملوثة للبيئة كالبنزين والسولار و إستبداله بمصادر أخرى أقل ضررًا على البيئة كالغاز الطبيعي أو مصادر الطاقة النظيفة كالكهرباء لتشغيل السيارات ووسائل النقل الجماعي أيضًا هذا إلى جانب جهود إعادة التدوير والتوسع في الإعتماد على المواد الصديقة للبيئة و التي تمثل جميعها أحد أهم بنود رؤية مصر 2030.
و أوضح محافظ الجيزة، أن هناك تعاون مع وزارة البيئة للتعامل مع المخلفات الصلبة بطريقة بيئية سليمة مؤكداً علي أهمية رفع الوعي لدي المواطنين وتشجيعهم علي تبني سلوكيات إيجابية تجاه البيئة ومواجهه التحديات البيئية الوطنية والحفاظ الموارد الطبيعية من أجل الأجيال القادمة .
في حين ثَمَّنَ المهندس أيمن عطية محافظ القليوبية، الشراكة المُثمرة مع وزارة البيئة والبنك الدولي من خلال تنفيذ المشروع حيث تستفيد المحافظة من تحويل تحدي إلى فرصة، وذلك بإغلاق واحد من أقدم المقالب العمومية هو مقلب أبو زعبل، كما تستفيد من المجمع المُتكامل للمُخلفات بالعاشر من رمضان والذي يساهم في حل جزء كبير من أزمة المُخلفات، و التعامل معها بطريقة مُثلى و يقدم نموذج مُلهم، و يستفاد مواطني القليوبية بتحسين جودة الهواء في منطقة تُعدّ من القلاع الصناعية التاريخية في مصر حيث تم التعاون في دراسة أفضل طرق الحَّدّ من الإنبعاثات الصناعية.
و من جانبه، أعرب السيد ستيفان جيمبيرت المدير الإقليمي للبنك الدولي، عن سعادته بدور البنك الدولي في مشروع إدارة تلوث الهواء و تغير المناخ في القاهرة الكبرى، ودوره الواعد في تحسين هواء القاهرة الكبرى بوضع سيناريوهات تربطه بتغير المناخ، وكان شريك مع وزارة البيئة في إعداد دراسة تكلفة التدهور البيئي في مصر، و أيضًا التعاون في تنفيذ خطة مُستديمة لمواجهة ظاهرة السحابة السوداء، و خطة عمل مُتكاملة مع الجهات المعنية في موضوعات تلوث الهواء و تقديم قواعد البيانات الأفضل و نظم القياسات و الرصد التي تساعد في تحسين جودة الهواء و التنبؤ للتغيرات المناخية.
كما أضاف ستيفان، أن مصر تسعى للإلتزام مُستقبلاً في تقليل الإنبعاثات مما يُساعد في فتح باب الإستثمارات الأجنبية حيث زادت على مدار ال١٠ سنوات السابقة الإستثمارات في مجالات الطاقة الشمسية و النظيفة، كما أشار إلى أهمية العمل على الحَدّ من إستخدام الفحم لتقليل الإنبعاثات الكربونية، خاصة مع إهتمام الإتحاد الأوربي بآلية تعديل حدود الكربون CEBAM التي تعمل على خفض و تعديل و التحكم في نسبة الكربون وعدم تعدي الحدود الكربونية بالإضافة لزيادة التحول الأخضر في مصر من خلال بيئة تمكينية وتحفيز الأطراف المعنية والاقتصاد والإستثمار في المجالات البيئية المختلفة.
و قد إستعرض الدكتور علي أبو سنة رئيس جهاز شئون البيئة، التطورات التي مَرّ بها المشروع خلال الفترة الماضية من خلال العمل على ربط إدارة تلوث الهواء بالقاهرة الكبرى لمُواجهة آثار تغير المناخ و تحسين جودة الهواء، و منها ملف إدارة المُخلفات الذي يضم كافة أنواع المُخلفات سواء مُخلفات الهدم و البناء و المُخلفات الطبية و الخطرة وغيرها، و ساهم في تطوير البنية التحتية للمُخلفات في جمهورية مصر العربية و تحقيق العديد من الإنجازات في مشروعات المُخلفات، مثل الإنتهاء من المجمع المُتكامل المُخلفات في العاشر من رمضان، و أكد أبو سنة على ضرورة إتاحة فرص إستثمارية للقطاع الخاص لإستدامة هذا الملف بالتعاون مع وزارة الإستثمار
و أضاف أبو سنة، أن وزارة البيئة تطرح التنفيذ الإغلاق التام للمقالب العشوائية مثل مقلب أبو زعبل طبقا للمعايير البيئية المتبعة، كما أشار إلى مُكون Green transportation النقل المُستدام ضمن المشروع و الذي سيقوم بتوريد أتوبيسات كهربائية صديقة للبيئة خلال الأسبوع القادم، كذلك قام المشروع بتأهيل جراج الأميرية، كما تتعاون وزارة البيئة مع جامعة القاهرة في وضح منهج يهتم بالملفات البيئية التي ستأهل العديد من الكوادر في مجال البيئة وتغير المناخ و ربطها بلجنة القيد و الإعتماد للشباب للحصول على مركز أخصائي في مجالات البيئة المختلفة.