مشروع مُبتكر يحمي البيئة.. مبادرة مجتمعية تحول تحديات قرية العضايمة إلى فرص
في قلب صعيد مصر، حيث تتجذر التحديات الإقتصادية والبيئية، تعمل مُبادرة مُبتكرة على تحويل حياة أهالي قرية «العضايمة»، فبعد سنوات من المُعاناة من الفقر وتدهور الأراضي الزراعية، وجد أهالي القرية في مشروع الزراعة المُتجددة بارقة أمل، من خلال تدريب المزارعين والسيدات على أحدث التقنيات الزراعية المُستدامة، حيث يسعى المشروع إلى تمكين المجتمع المحلي من مُواجهة التغيرات المناخية وتحسين سُبل عيشهم، فمن خلال تحويل المُخلفات الزراعية إلى سماد عضوي، وتطبيق أنظمة الري الذكية، وزراعة المحاصيل المُقاومة للجفاف، يخطو أهالي «العضايمة» خطوات ثابتة نحو مستقبل أكثر إستدامة.
تشتهر قرية «العضايمة» بين الأهالي في محافظة الأقصر بأنها «أرض الطيبة والجمال»، إلا أنها تُعد من ضمن القرى الأكثر فقرًا في صعيد مصر، الأمر الذي شَجّعَ «الجمعية القبطية للرعاية الإجتماعية» على إختيارها لتنفيذ مشروع «تطبيقات الزراعة المُتجددة لمُواجهة آثار التغيرات المناخية»، بتمويل من برنامج المنح الصغيرة، التابع لمرفق البيئة العالمية (GEF/SGP)، لخدمة أهالي القرية، التابعة لمركز إسنا، في جنوب محافظة الأقصر.
يهدف هذا المشروع إلى تحسين وصيانة جودة التربة والأراضي الزراعية، وتعزيز المُمارسات الزراعية المُستدامة، وتمكين السيدات والشباب من إعتماد أساليب الأمن الغذائي والمرونة تجاه تغيرات المناخ، في هذا الإطار، تم تنظيم ورشة عمل مُتخصصة، على مدار 6 أيام، بمشاركة أكثر من 60 سيدة من أهالي قرية «العضايمة»، للتدريب على تقنيات إعادة تدوير المُخلفات الزراعية، وتحويلها إلى منتجات مُبتكرة ذات قيمة إقتصادية، كمصدر دخل إضافي لتحسين حياة الأهالي.
وفي إطار هدف المشروع لتحسين حياة الأهالي في قرية «العضايمة»، تم تنفيذ برنامج تدريبي لعدد 40 مزارعًا حول تقنيات الزراعة المُتجددة، ونظم الري الذكية، كما تم تزويدهم بمعلومات علمية حول أنواع المحاصيل المُقاومة للجفاف والآفات، وتضمن التدريب التعرف على تقنيات تحسين إدارة الموارد الطبيعية، مثل الماء والتربة، وتقنيات إعداد الأسمدة العضوية «الكمبوست»، بدلاً من حرق المُخلفات الزراعية.
كما نظمت الجمعية، جولة ميدانية لزيارة الأراضي الزراعية الخاصة بعدد من صغار المزارعين المُستفيدين من المشروع، لمتابعة حالة الحقول، وزراعات القمح، والتعرف على التحديات التي تواجه المزارعين، مثل مشكلة مُلوحة التربة، وقدم فريق من الخبراء بعض الحلول التقنية لتحسين جودة التربة وزيادة الإنتاجية، كما تضمنت الجولة مُتابعة تشغيل أنظمة الري بالطاقة الشمسية، لضمان كفاءة إستخدام المياه، وتقليل الأثر البيئي، مما يعكس إلتزام المشروع بدعم صغار المزارعين.
وفي الأسبوع الأول من شهر ديسمبر 2024، بدأت الجمعية تنفيذ منحل لإنتاج العسل في قرية «العضايمة»، بهدف تحسين سُبل العيش للمزارعين، من خلال تعزيز و تسويق إنتاج المنحل من العسل المحلي، بالإضافة إلى توفير فرص عمل لأبناء القرية، وتعزيز التنوع البيولوجي والحفاظ على النظم البيئية، حيث يدعم سلاسل الإنتاج المُستدامة، فضلاً عن الدور الحيوي للنحل في تلقيح النباتات، مما يعزز إنتاجية وجودة المحاصيل.