الإتقان في العمل.. رسالة سماوية تُعيد بناء المجتمعات
في ظل التحديات التي تواجهها المجتمعات اليوم، يبقى الإتقان في العمل هو المفتاح السحري لتحقيق التقدم والازدهار، هذه القيمة العظيمة، التي أرسى الإسلام دعائمها منذ قرون، تعكس أسمى معاني الإخلاص والمسؤولية، وتُعد حجر الزاوية في بناء المجتمعات القوية والمزدهرة.
وفي لقاء مؤثر مع عدد من علماء الدين، تحدث فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عن أهمية الإتقان كرسالة دينية وإنسانية، قائلا: "الإتقان ليس مجرد واجب وظيفي، بل هو عبادة نتقرب بها إلى الله. العمل الذي يُؤدى بإخلاص وإتقان يرفع من قيمة الإنسان ويعكس جوهر الدين."
وأضاف أن غياب الإتقان يؤدي إلى ضعف المجتمعات وانهيار منظوماتها، مشددًا على أن كل إنسان يحمل على عاتقه أمانة الإخلاص في عمله، مهما كان بسيطًا. رسالة نبيلة من قلب الدين.
الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، أكد بدوره أن الإتقان هو مفتاح النجاح على مستوى الفرد والمجتمع. وقال بتأثر: "حين يُتقن الإنسان عمله، فإنه يقدم هدية ثمينة لنفسه ولأمته، الإتقان هو الصورة العملية للإيمان، وهو السبيل الوحيد لتحقيق العدالة والتنمية."
وأشار إلى أن القرآن الكريم والسنة النبوية قدما نماذج عظيمة للإتقان، بدءًا من بناء الكعبة على يد سيدنا إبراهيم، وصولاً إلى السيرة النبوية التي كانت تجسد أسمى معاني الإخلاص في كل تفاصيلها.