سوق النفط في 2025: تحديات جديدة وسط عوامل متناقضة
مع دقات الساعة الأخيرة من عام 2024،يُواجه سوق النفط في عام 2025 تحديات مُعقدة ناتجة عن تفاعل عوامل سياسية واقتصادية مُتداخلة،تتراوح هذه التحديات بين سياسات "أوبك+" وضغوط ترامب المُحتملة على إيران، وصولًا إلى وضع الاقتصاد الصيني وتأثيره على الطلب العالمي.
"أوبك+" وسياسة كبح الإنتاج:
اتبع تحالف "أوبك+" في عام 2024 سياسة حذرة تمثلت في تأجيل زيادة الإمدادات للمرة الثالثة، مع خطط لإعادة بعضها للسوق في مارس 2025.
يعكس هذا النهج قلق التحالف من تأثير أي زيادة غير مُدروسة على الأسعار في ظل تقلبات الطلب العالمي.
عودة ترامب واحتمالية الضغط على إيران:
تُثير عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة احتمالية إعادة فرض عقوبات صارمة على إيران، ما قد يُؤدي إلى تقليص صادراتها النفطية وبالتالي ارتفاع الأسعار.
يُعد هذا السيناريو من أبرز التحديات التي تُواجه سوق النفط في 2025.
الأسعار بين 80 و100 دولار:
يُشير تحليل فيكتور كاتونا، رئيس محللي النفط في "كبلر"، إلى أن وصول سعر برميل النفط إلى 100 دولار يبدو غير مُرجح في الوقت الحالي.
ومع ذلك، يُمكن أن تصل الأسعار إلى 80 دولارًا في حال استمرار تراجع المعروض الإيراني نتيجة العقوبات الأمريكية.
الاقتصاد الصيني وتأثيره على الطلب:
يُعاني الاقتصاد الصيني، أكبر مُستورد للنفط في العالم، من تباطؤ يُؤثر على الطلب العالمي. ورغم إطلاق الحكومة الصينية حزمًا تحفيزية، إلا أنها لم تُحقق النتائج المرجوة حتى الآن.
تُعد عودة الطلب الصيني إلى مستوياته الطبيعية فرصة مهمة للدول المُصدرة للنفط، خاصةً السعودية التي تسعى لاستعادة حصتها السوقية في الصين.
نظرة "أوبك" لنمو الطلب العالمي:
خفضت منظمة "أوبك" توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2025 إلى 1.4 مليون برميل يوميًا، مقارنة بـ 1.5 مليون برميل في العام السابق.
في المقابل، من المُتوقع أن يبقى نمو المعروض من خارج "أوبك+" ثابتًا عند 1.1 مليون برميل يوميًا.
آسيا: ساحة التنافس:
تُعتبر آسيا مركزًا للنمو العالمي وساحة للتنافس بين الدول المُنتجة للنفط.
تسعى السعودية لاستعادة مكانتها في السوق الصينية، في حين تُحاول دول أخرى مثل الكويت والإمارات والبرازيل تعزيز حضورها في هذه المنطقة التي تشهد نموًا مُطردًا في الطلب على النفط.
وعود ترامب بزيادة الإنتاج الأمريكي:
تعهد ترامب بزيادة إنتاج النفط المحلي في الولايات المتحدة، ما قد يُؤدي إلى زيادة المعروض العالمي والضغط على الأسعار، وبالتالي خلق توترات مع "أوبك+".
سوق النفط في عام 2025
يُتوقع أن يشهد سوق النفط في عام 2025 مرحلة جديدة من التحديات، حيث تتفاعل العوامل السياسية والاقتصادية لتُشكل مستقبل الأسعار والمعروض، تُعد قرارات "أوبك+" وطموحات ترامب ووضع الاقتصاد الصيني من أبرز العوامل التي ستُحدد مسار السوق في الأشهر المُقبلة، يُشير كل ذلك إلى أن تحقيق التوازن في سوق النفط لن يكون سهلًا في عام 2025.