وزيرة البيئة المصرية تلتقي نظيرها السلوفاكي لبحث سُبل تعزيز التعاون البيئي
عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة لقاءًا ثنائيًا مع نظيرها السلوفاكي السيد توماس تارابا - نائب رئيس الوزراء ووزير البيئة لجمهورية سلوفاكيا، وسفيرة سلوفاكيا بالقاهرة والوفد المرافق لهم وذلك على هامش مشاركتها في فعاليات المنتدى الحضري العالمي في دورته الثانية عشر بالقاهرة بمشاركة 30 ألف شخص من 180دولة، والذي يًعقد برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية تحت شعار "كل شيء يبدأ محليًا - لنعمل معًا من أجل مدن ومجتمعات مُستدامة".
وقد رحبت الدكتورة ياسمين فؤاد، بنظيرها السلوفاكي في القاهرة، مُعربة عن تطلعها لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات البيئة، خاصة مع تشابه التحديات البيئية في مجالات المياه والمُخلفات والإستخدام الأمثل للأراضي وتوعية المواطنين.
وأكدت وزيرة البيئة، أن مصر وضعت أجندة البيئة والمناخ ضمن أولوياتها منذ تولي فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي في ٢٠١٥، وتولت دورها الريادي في إفريقيا و قيادة المفاوضات الإفريقية من خلال ترأس لجنة دول وحكومات إفريقيا المعنية بالمناخ، وصولاً إلى تولي مصر رئاسة مؤتمر التنوع البيولوجي COP14 ثم مؤتمر المناخ COP27.
وعلى المستوى الوطني، أكدت وزيرة البيئة، أن مصر تعمل جاهدة على التغلب على التحديات الخاصة بالمياه والمُخلفات والأراضي والطاقة، والاهم من ذلك هو إشراك المواطنين في مُواجهة التحديات البيئية، وتوفير الحلول من خلال القطاع الخاص ومنها إدارة المياه وجمع المُخلفات والطاقة المُتجددة.
وأبدت وزيرة البيئة المصرية، إهتمامها بالإستماع إلى القصة المُلهمة للدولة السلوفاكية في مجال تدوير المُخلفات، باعتباره من المجالات التي تبذل مصر فيه جهود كبيرة، خاصة مع إصدار قانون تنظيم إدارة المُخلفات الذي يتيح إشراك القطاع الخاص، والعمل الحَثيث خلال السنوات السبع الأخيرة في بناء البنية التحتية لمنظومة إدارة المُخلفات، والعمل على خلق فرص عمل جديدة للقطاع غير الرسمي ورفع الوعي المجتمعي في هذا الشأن.
كما إستمعت وزيرة البيئة، إلى التجربة السلوفاكية في تدوير البلاستيك، لإستنباط أفضل المُمارسات وتبادل الخبرات مع القطاع الخاص بالبلدين في هذا المجال، مُؤكدة أن مصر تعمل جاهدة في هذا المجال للحد من المُخلفات البلاستيكية، خاصة مع قرب إجتماع INC المعني بالوصول لإتفاق عالمي مُلزم حول البلاستيك، فمصر تعمل على محورين هما الحد من إستخدام الأكياس البلاستيكية أُحادية الإستخدام وخلق بدائل لها.
ومن جانبه، أكد نائب رئيس الوزراء ووزير البيئة السلوفاكي على تطلع بلاده للتعاون مع مصر في العديد من المجالات البيئية خاصة مع الجهود الوطنية المبذولة في مُواجهة التحديات البيئية، مُستعرضًا تجربة بلاده في تدوير المُخلفات البلاستيكية ومنها الأكياس البلاستيكية أُحادية الإستخدام، حيث تُعدّ أول دولة في الإتحاد الأوروبي تضع وحدات لتدوير الأكياس البلاستيكية، إلى جانب إصدار إجراءات لتقليلها مثل تقديمها للمستهلكين في المحلات بمقابل مادي وإمكانية إرجاعها للمتجر مرة أخرى، مما ساعد على إختفائها من الشوارع والمُتنزهات، وأيضًا منح حوافز لتقليل إنتاج مواد البلاستيك الأساسية، وتغيير السياسات وإستنباط التكنولوجيات الأخرى، قائلاً "وصلت نسبة تدوير البلاستيك في سلوفاكيا ٩٢٪".
كما أكد الوزير السلوفاكي، على إهتمام بلاده بالإقتصاد الدوار باعتباره المدخل الأفضل لتحقيق الإستفادة القصوى من المُخلفات من خلال تعظيم التدوير والحد من المُرفوضات قدر الإمكان، فالإقتصاد الدوار يقوم على التدوير بشكل أساسي، ولابد من تحقيق كل خطواته للخروج بنتيجة فعالة منه، مُوضحًا أن بلاده ستطلق في ٢٠٢٥ آلية جديدة لفصل المُخلفات والفصل الميكانيكي البيولوجي للمُخلفات، والتي ستساعد على تقليل المُخلفات بنسبة ٤٠٪ ، مُشيرًا إلى تطلع بلاده لمشاركة خبراتها مع مصر في مجال إدارة المياه حيث تُعدّ أحد الدول الأوروبية الرائدة في ذلك، والمُساهمة في تعزيز جهود مصر في العمل على إستدامة المياه والإستفادة المثلى منها.
وفيما يخص تحويل المُخلفات لطاقة، ناقش الوزيران مدى فاعلية هذه الآلية في التخلص من المُخلفات، حيث أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، أن مصر تخطو بخطوات ثابتة في هذا المجال، ويتم حاليًا العمل على تحديث التعريفة المغذية، مُوضحة أن بالرغم من كونها ليست الطريقة المُثلى ولكن تتميز بتقبلها أي نوع من المُخلفات، وهذا يتناسب مع طبيعة المُخلفات المُتنوعة في المحافظات المصرية، وان خيار الفصل الميكانيكي البيولوجي للمُخلفات سيكون الأفضل في حال توافر الأراضي لذلك لتحقيق أقصى وأفضل إستفادة من المُخلفات والتي قد تدخل في عملية الإنتاج مرة أخرى، في حين أوضح نائب رئيس الوزراء السلوفاكي أن بلاده تتبع مبدأ حرق المُخلفات التي لا يمكن تدويرها، في ظل التوجه إلى الإنتاج الأخضر والإقتصاد الدوار.
وفى نهاية اللقاء تم الإتفاق على بحث توقيع إتفاقية تعاون في مجال البيئة بين البلدين خلال الفترة القادمة.