عام من حرب الإبادة في غزة.. تدمير ممنهج للحياة وفرض الجوع على 2 مليون شخص
تواصل إسرائيل حرب الإبادة الجماعية، ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، للعام الثاني، مخلفة مأساة إنسانية غير مسبوقة وأكثر من 150 ألف شهيد ومصاب، ودمارا هائلا في البنى التحتية الحيوية، من مرافق للمياه والطاقة والمستشفيات والمدارس، فضلا عن فرض الجوع على أكثر من مليوني شخص.
وتحاصر إسرائيل 2.3 مليون فلسطيني يعيشون في قطاع غزة، ضمن مساحة 365 كيلومترا مربعا، تشهد هذه المنطقة أعلى كثافة سكانية، إذ يعيش أكثر من 6،000 شخص لكل كيلومتر مربع في ظروف صعبة للغاية.
وأجبر الاحتلال الإسرائيلي، سكان غزة مرارا وتكرار على الفرار من منازلهم تحت وطأة الإكراه، وفقدوا منازلهم وأصبحوا مشردين في الخيام وفي المدارس، محاصرين بين جدران الفقر والحرب، ومع ذلك لم يسلموا من القصف، فقد تم قصف الملاجئ التي لجأ إليها المواطنون واستشهدت النساء والأطفال، ونتيجة لذلك، أصبح أكثر من 17000 طفل يتيم، وفقدت ما لا يقل عن 15000 امرأة حياتهن.
ودمرت قوات الاحتلال، البنية التحتية مثل شبكات الكهرباء وشبكات الهاتف المحمول، والمخابز، ومخازن الأغذية بالكامل، ما أدى إلى تقييد الوصول إلى الموارد الأساسية مثل المياه والغذاء بشكل كبير.
وأدى هذا إلى تحويل قطاع غزة إلى واحدة من أكثر المناطق جوعا على مستوى العالم، وتحول الطعام إلى حلم بعيد وأصبح الحصول على لقمة العيش كفاحا مريرا، بينما تنتهي الأجساد إلى الضعف والهزال في سجن مكتظ بالسكان بسبب الحدود المغلقة.
علاوة على ذلك، تم اعتقال آلاف المواطنين الفلسطينيين بمن في ذلك الرجال والنساء والأطفال في الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل غير قانوني من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وعلى مدى الأشهر 12 الماضية، تم اختطاف عدد من الرجال والنساء والأطفال قسرا من غزة، إضافة إلى تشرد عشرات الآلاف.
سوء التغذية يهدد صحة النساء والأطفال
وبحسب بيانات جهاز الإحصاء الفلسطيني، فإن 96% من السكان في قطاع غزة (2.15 مليون نسمة) يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد حتى سبتمبر 2024، من بينهم حوالي 49،300 امرأة حامل.
ويواجه أكثر من 495 ألف شخص (22% من السكان) مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة الخامسة) منهم 11،000 امرأة حامل، و3،500 طفل معرضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء، كما استشهد 36 طفل نتيجة المجاعة وسوء التغذية.
انعدام الوصول لمياه الشرب الآمنة
ويعيش السكان في قطاع غزة على خمس كمية المياه المتاحة قبل العدوان الإسرائيلي على القطاع، حيث تبلغ حصة الفرد اليومية من المياه ما بين 3-15 لترا وهي أدنى من الكمية التي توصي بها منظمة الصحة العالمية لتلبية حاجة الشخص الواحد من المياه.
خلال العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، تم تدمير 67% من منظومتي المياه والصرف الصحي، حيث تعرضت المرافق الحيوية لأضرار كبيرة، شملت 194 بئرا لإنتاج المياه، و40 خزانا كبيرا للمياه، و76 محطة تحلية، وذلك إما بشكل كلي أو جزئي.
إضافة إلى ذلك، توقفت جميع محطات معالجة المياه العادمة الست التي كانت تعمل بقدرة تشغيلية تصل إلى حوالي 220 ألف متر مكعب يوميا.
وتشير بيانات جهاز الإحصاء، إلى أنه قبل العدوان، كان يتم نقل 98% من النفايات التي يتم جمعها إلى المكبات الصحية، إلا أن الحال تغير بعد بدء العدوان، فقد أصبح هناك تراكم للنفايات الصلبة بسبب نفاد الوقود ومنع الاحتلال طواقم البلدية من الوصول للمكبات الرئيسة في القطاع، إضافة إلى تعرُّض سيارات جمع النفايات وحاوياتها للدمار، وتدمير الشوارع الذي أوقف حركة النقل، وهو ما جعل التعامل مع هذه الكميات الهائلة صعبا.
وتراكم ما لا يقل عن 270 ألف طن من النفايات في مواقع المكبات المؤقتة التي أنشأتها البلديات مؤخرا على مقربة من المناطق، ناهيك عن إجمالي الركام الذي تراكم حتى الآن في غزة إلى 42 مليون طن وهذا الرقم يتصاعد يوميا.