جريدة الديار
الخميس 19 سبتمبر 2024 07:43 مـ 16 ربيع أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
المحافظ يتفقد أعمال رفع كفاءة كوبري المشاه أمام شارع المدير من نظافة ودهانات مبادرة ”أبدا بنفسك” محافظ البحيرة تشهد توزيع عدد 55 سماعة طبية على أبنائنا من الصم وضعاف السمع نصر الله: حوادث تفجيرات اللاسلكية لم تمس نظام القيادة أو الحضور بالجبهات نصر الله: نحتفظ لأنفسنا بحق الرد على إسرائيل في الزمان والمكان المناسبين ورشة إخراج لـ علي بدر خان على هامش الإسكندرية السينمائي البحيرة :الكشف على ١٦٢٩ مواطن خلال قافلة طبية مجانية بقرية بويط بالرحمانية بوجود ١٠ عيادات طبية لن نوقف جبهتنا.. حسن نصر الله يفجر مفاجأة بشأن أجهزة بيجر نقيب الصحفيين: تعديلات جوهرية في ضوابط القيد وتقديم كشف حساب بنكي بمرتبات الزملاء موقف وحركة ميناء دمياط اليوم الخميس القوات البحرية تنجح فى إنقاذ مركب هجرة غير شرعية على متنها 45 فردا تطور خطير.. قوات الاحتلال تهاجم بيروت ببالونات حرارية بمنحهم مكافآت مالية وشهادات تقدير ... محافظ الشرقية يُكرم أوائل المحافظة

وزارة التموين ومعركة تحديث بطاقات الدعم التمويني

في مشهد يتكرر كل عام، تخرج وزارة التموين بقرار جديد حول تحديث بطاقات الدعم التمويني. وكما هي العادة، يثور الجدل: من يُحذف؟ من يبقى؟ ولماذا؟ الحقيقة أن وراء كل تلك القرارات رسالة أعمق: إيصال الدعم لمن يستحقه.

إن بطاقة التموين كانت وما زالت في مصر رمزًا لدعم الدولة للفئات الأكثر احتياجًا، لكن مع تطور الزمن وتزايد التحديات الاقتصادية، أصبحت مهمة توزيع الدعم أكثر تعقيدًا. فمن غير المعقول أن يحصل أصحاب الرواتب العالية على نفس الدعم الذي يتلقاه من يكافحون لتأمين قوت يومهم. وبالتالي، جاء التحديث الأخير ليحدد الفئات التي لم تعد مؤهلة للحصول على الدعم، وفقًا لمعايير واضحة تستند إلى مستوى الدخل والممتلكات.

الفئات المحذوفة من بطاقة التموين

نشر بيان لوزارة التموين قائمة مفصلة بأهم الفئات التي سيتم حذفها خلال عمليات التحديث، وهي فئات تم تصنيفها بناءً على معايير اقتصادية واجتماعية دقيقة:

ذوو الرواتب المرتفعة: تم تحديد الحد الأقصى للراتب عند 9600 جنيه شهريًا. كل من يتجاوز هذا الحد يُعد غير مستحق للدعم، انطلاقًا من مبدأ أن هذه الفئة لديها ما يكفي لتلبية احتياجاتها الغذائية والمعيشية دون الاعتماد على التموين.

أصحاب الشركات الكبيرة: هؤلاء الذين يديرون شركات برؤوس أموال كبيرة يُنظر إليهم باعتبارهم في وضع اقتصادي متميز، وبالتالي يُستثنون من الدعم.

المكلفون بدفع ضرائب عالية: من يسددون ضرائب مرتفعة عن نشاطاتهم الاقتصادية يُفترض أن لديهم دخلاً كافيًا، وبالتالي يتم حذفهم من قوائم المستحقين.

أصحاب الصادرات والواردات الكبيرة: هذه الفئة، التي تتعامل بكميات كبيرة من السلع في الأسواق الدولية، يُنظر إليها على أنها ليست بحاجة إلى دعم مالي إضافي من الدولة.

مستهلكو كميات كبيرة من الكهرباء: يعتبر استهلاك الكهرباء أحد المؤشرات على مستوى المعيشة. أولئك الذين تتجاوز فواتيرهم الحدود المعقولة يتم استبعادهم من الدعم.

مرتفعو فواتير الهواتف المحمولة: دفع مبالغ كبيرة في خدمات الاتصال يعكس مستوى رفاهية معين، ما يستدعي حذف هذه الفئة من منظومة الدعم.

دافعو المصروفات المدرسية العالية: الأسر التي تنفق مبالغ كبيرة على التعليم الخاص تُعد قادرة على الاستغناء عن دعم الدولة التمويني.

أصحاب الأراضي الزراعية الكبيرة: أولئك الذين يمتلكون عشرة أفدنة أو أكثر يُعتبرون في وضع اقتصادي جيد، وبالتالي لا يحتاجون إلى الدعم التمويني.

أصحاب السيارات الحديثة أو المتعددة: امتلاك سيارة حديثة أو أكثر من سيارة يعتبر مؤشرًا على قدرة مادية عالية، ما يعني استبعاد هؤلاء من الدعم.

غير المنتظمين في صرف حصصهم التموينية: هناك فئة تُحذف بسبب عدم التزامها بصرف حصصها التموينية بانتظام، وهو ما قد يعكس عدم حاجتهم الفعلية لهذه السلع المدعومة.

المتعدون على الأراضي الزراعية: من يخالفون القانون بالاستيلاء على أراضٍ زراعية أو التعدي عليها يتم حذفهم كإجراء عقابي وحرمانهم من الدعم.

المسافرون أو المتوفون: في حالة وفاة أحد أفراد الأسرة أو سفره لفترة طويلة دون حذف بياناته من البطاقة التموينية، يتم استبعاد هؤلاء من المنظومة.

قضية الخبزوالتموين

إن قضية الخبزوالتموين، وما يتعلق بها من تحديثات لبطاقات التموين، ليست مجرد قضية اقتصادية بحتة، بل هي قضية اجتماعية وسياسية بالدرجة الأولى، فهي تعكس طبيعة العلاقة بين الدولة والمواطن، وتطرح أسئلة جوهرية حول مفهوم العدالة الاجتماعية، وكيفية توزيع الثروة.

إننا بحاجة إلى نقاش وطني جاد حول هذه القضايا، حتى نتمكن من الوصول إلى حلول عادلة ومستدامة، فالمسألة لا تتعلق فقط بتوفير الخبز اليومي، بل تتعلق ببناء مجتمع عادل ومتماسك.