أمين الفتوى: الزواج من رجل مسافر غائب عن المنزل حياة لا ترضي الله ورسوله
قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن قبول المرأة بسفر زوجها أو زواجها من شخص مسافر لا يعني أن مفهوم الأسرة يتغير، وهذه الحالة ليست طبيعية ولا ترضي الله ورسوله.
ضرورة التواجد المستمر مع الأسرة
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في تصريح له، أن الرجل المسافر غالباً لا يستطيع تقديم الرعاية اللازمة لأسرته، مضيفاً أن مفهوم الرعاية في الإسلام لا يقتصر على منع المخاطر بل يشمل أيضاً مفهوم التنمية من خلال التواجد المستمر مع الأسرة.
ولفت إلى أن الادعاء بأن الغائب يمكنه تقديم الرعاية الكافية هو من الخرافات الزوجية، موضحًا أن من أبرز المشكلات التي تواجه المرأة في غياب الزوج هي شعورها بالوحدة والانعزال، حيث يصعب تعويض هذا الشعور حتى عند عودة الزوج لفترات قصيرة.
غياب الزوج يؤدي إلى زيادة مسؤوليات المرأة
وواصل: أن غياب الزوج يؤدي إلى زيادة مسؤوليات المرأة بشكل كبير، مما يتسبب في شعورها بالقلق والتوتر بسبب فقدان السند والحماية، مضيفا: أن المرأة تشعر بنقص الدعم العاطفي في غياب زوجها، حيث أن الوجود الفعلي للشخص له تأثير كبير في تقديم الدعم العاطفي، والذي لا يمكن تعويضه بكلمات عبر الهاتف أو الدردشة فقط.
وأردف: إن الغربة قد تخلق صعوبات مادية للمرأة، حيث إن الدعم المالي المباشر من الزوج له أهمية كبيرة في الأوقات الصعبة، ولا يمكن تعويضه بوسائل الدفع الإلكترونية فقط، متابعاً المرأة تعاني أيضاً من صعوبات في اتخاذ القرارات في غياب زوجها، حيث تحتاج إلى وجوده لمناقشة الأمور وتحديد الخيارات.
التأثير على نفسية الأطفال ونموهم
أكد الدكتور محمد المهدى، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن غياب الأب بسبب السفر من أجل العمل، يؤثر بشكل كبير على نفسية الأطفال ونموهم، لافتا إلى أن الأولاد، سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً، يحتاجون إلى رؤية الأب في مراحل مختلفة من نموهم.
واستطرد: «الذكور يحتاجون إلى رؤية الأب ليتوحدوا مع الرمز الذكوري، بينما تحتاج الإناث إلى رؤية الأب لتكوين تصور صحيح عن كيفية التعامل مع الرجل وكيفية التفاعل معه، لافتا إلى أن هذا التصور، يلعب دوراً مهماً في تشكيل مستقبلها وفهمها للعلاقات بين الجنسين».
العلاقات العاطفية
وألمح إلى أن غياب الأب قد يؤدي إلى شعور الفتيات بعدم القدرة على الاندماج في العلاقات العاطفية، بسبب عدم قدرتهن على تصور كيفية التعامل مع الرجل، وفيما يتعلق بالأولاد، غياب الأب يجعلهم يواجهون صعوبات في فهم دور الرجل في حياتهم.
وأبان أن غياب الأب يخلق خللاً في نموذج الأسرة، حيث تصبح الأم مضطرة لتحمل أعباء إضافية، مما قد يجعلها تبدو أكثر قسوة وصعوبة، لتقوم بدور الأب، مشيراً إلى أن الأب الذي يعتبر "ممولاً" فقط وليس شريكاً فعالاً في حياة الأسرة قد يواجه صعوبات في إعادة الانخراط في حياة الأولاد، مما يؤدي إلى صدامات وصعوبات في العلاقة بين الأب والأبناء.
ونبه بالتأكيد على أهمية توزيع الأدوار بشكل مناسب داخل الأسرة وتجنب الاعتماد المفرط على المال كتعويض عن غياب الأدوار الوالدية الفعالة.