ما معنى من تواضع لله رفعه الله؟ علي جمعة يوضح
ما معنى من تواضع لله رفعه الله؟؛ سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن التواضع، وفيه يقول رسول الله ﷺ: «مَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ» (مسلم)، وأمرنا ربنا سبحانه وتعالى في آيات كثيرة بهذا التواضع وأنه يجب أن يكون لله.
ما معنى من تواضع لله رفعه الله؟
وتابع علي جمعة من خلال صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: نهانا عن الكبر حتى قال رسول الله ﷺ: «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ» (أبى داوود)، ويقول ربنا سبحانه وتعالى في نصيحة لقمان لابنه التي ربط فيها بين العفاف الباطن والظاهر: (وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الحَمِيرِ) [لقمان:١٧-١٨].
وشدد علي جمعة: مع ذلك فإن الله سبحانه وتعالى فرق بين المعاني الدقيقة، فجعل القوة في طلب الحق ليس من قبيل الكبر بل من قبيل عمارة الدنيا، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [المائدة:٥٤].
كما قال تعالى وهو يشرح هذا المعنى كله في وصف الصحابة رضي الله عنهم: (أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) [الفتح:٢٩]، فنراه سبحانه يستعمل لفظ العزة ويستعمل لفظ الشدة وهو الذي نهى نهياً تاماً عن الكبر والتكبر، حيث قال تعالى: (أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ) [الزمر:٦٠]، وقال: (قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى المُتَكَبِّرِينَ) [الزمر:٧٢]، وقال: (إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ) [غافر:٥٦].
الرسول نهانا عن الكبر
فيما أكد الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية السابق، أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم نهانا عن الكبر وأمرنا بالتعامل ببساطة مع سائر الناس.
وأضاف شوقي علام، في حوار مع الاعلامي حمدي رزق، مقدم برنامج اسأل المفتي، المذاع عبر قناة صدى البلد، أن الاستمرار في الدعاء ضرورة حتى وان كانت الاستجابة مؤجلة، مضيفًا إن جماعات التطرف تدعي أن الإفساد والاقتتال هو تغيير للمنكر، مؤكدًا أن الجماعات ترويج لفكرها عن طريق الدين.
وأضاف "علام"، خلال استضافته ببرنامج "الضفة الأخرى"، والمُذاع على فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن الجماعات المتطرفة ترى القوانين الوضعية مقطوعة من الشريعة. ونوه بأن القوانين الوضعية هي وسيلة لينزل النص الشرعي إلي الواقع، مشيرًا إلى أن الفتاوى تتغير بتغير الزمان والمكان والأشخاص وفي كثير من الأحيان النية.
وأشار مفتي الديار المصرية السابق إلى أن أغلب فتاوى المتطرفين تحرم التعامل بين المسلم والمسيحي، مضيفًا أن وثيقة المدينة تؤكد أن مجتمع الرسول كان متعدد المعتقدات.