مفاوضات وقف إطلاق النار.. إسرائيل تناور ومصر تحذر
منذُ انطلاق مفاوضات وقف إطلاقِ النار في قطاعِ غزةَ، لم تُظهِر إسرائيلُ رغبةً حقيقيةً في التحركِ لحلِّ الأزمةِ، بل قامَت بتوسيعِ دائرةِ الصراعِ في الشرقِ الأوسطِ عبرَ عملياتٍ عسكريةٍ واغتيالاتٍ متنوعةٍ نفذَتْها في دولِ المنطقة.
وعلى الرغمِ من المشاركةِ الإسرائيليةِ في مفاوضاتِ وقفِ إطلاقِ النارِ المختلفةِ، إلا أنها لم تُظهِرْ رغبةً في وقفِ الحربِ واستعادةِ المحتجزينَ عبرَ المفاوضاتِ نظرًا لرغبتِها في توسيعِ دائرةِ الصراعِ بالمنطقةِ، وهو ما يُواجَهُ بانتقادٍ كبيرٍ من الداخلِ سواءٌ من أهالِي المحتجزينَ أو من المعارضةِ وبعضِ أعضاءِ حكومةِ نتنياهو.
وبحسبِ الخبراءِ والمراقبينَ فإن قدرةَ الولاياتِ المتحدةِ في المرحلةِ الحاليةِ تتراجعُ- وربما رغبتُها- للضغطِ على إسرائيلَ في المباحثاتِ الخاصةِ بالهدنةِ أو تبادلِ الرهائـنِ والمحتجزينَ، بسـببِ الانتخاباتِ الأمريكيةِ القادمـةِ وبالتأكيـدِ يتراجـعُ الحديـثُ عـن تسـويةٍ للحـربِ وتصـوراتِ اليـومِ التالـي فـي غزة.
وعلى الرغـمِ مـن تراجعِ الدعمِ الدوليِّ التقليديِّ لإسرائيلَ بسببِ إدارتِها للحربِ فـي غزةَ؛ فـإنَّ الدعمَ الأمريكيَّ لإسرائيلَ يَحِدُّ مـن تأثيـرِ هـذا الموقفِ الرافضِ للسياساتِ الإسرائيلية.
ولم تكلْ أو تملْ مصرُ من دورِها كوسيطٍ في مفاوضاتِ وقفِ إطلاقِ النارِ في قطاعِ غزةَ، حيث تقودُ الجهودَ لإنهاءِ المعاناةِ الإنسانيةِ لأكثرَ من مليونَي فلسطيني ولحلِّ القضيةِ الفلسطينيةِ التي تعاني لأكثرَ من سبعةِ عقودٍ، ولضمانِ عدمِ تصفيةِ القضيةِ الفلسطينية والذي حذرت منه من قبل.
ومنذُ اندلاعِ عمليـةِ طوفـانِ الأقصى فـي السابعِ من أكتوبـرَ الماضي ومـا تلاها من عدوانٍ إسـرائيليٍّ مستمرٍّ علـى قطاعِ غـزةَ، باتت منطقةُ الشرقِ الأوسطِ فـوقَ صفيحٍ ساخنٍ فـي ظلِّ احتمالاتِ انفلاتِ التطـوراتِ وتحولِها إلـى صراعٍ إقليميٍّ أوسع.