ماذا تعرف عن الرقائق الإلكترونية بعد إقامة المجلس الوطني لصناعتها؟
أدى نقص الرقائق إلى حدوث أضرار جسيمة في العديد من الصناعات، وتبذل الدولة المصرية جهودا كبيرة للاستثمار في صناعة أشباه الموصلات، التي يُنظر إليها من قبل البعض على أنها "النفط الجديد".
وتعتبر رقائق الحاسوب ضرورية في مجموعة واسعة من الصناعات، بدءًا من الهواتف الذكية وأفران الميكروويف وصولاً إلى السيارات والصواريخ والطائرات.
ومن جانبه، وافق مجلس الوزراء على مشروع قرار يقضي بإنشاء وتشكيل المجلس الوطني لتوطين تكنولوجيا تصنيع الرقائق الإلكترونية والخلايا الشمسية.
ما هي الرقائق الإلكترونية ومم تتكون؟
الرقائق الإلكترونية هي قطع صغيرة مصنوعة من السيليكون، تُغلف عادةً في حاوية من البلاستيك أو الخزف تُعرف بالحزمة. تعمل هذه الرقائق على تضخيم الإشارات الكهربائية أو تعمل كمفتاح تشغيل/إيقاف في تطبيقات الحاسب الآلي. قد تتكون الرقاقة من ترانزستور واحد أو دائرة متكاملة تضم مجموعة مترابطة من الترانزستورات.
مكونات الرقائق الإلكترونية:
الترانزستورات: تُعد الترانزستورات العنصر الأساسي في الدائرة الإلكترونية. تعمل كصمامات تتحكم في تدفق التيار الكهربائي في اتجاه واحد.
المكثفات: تخزن الشحنة الكهربائية وتساهم في تنظيم الجهد داخل الدائرة.
المقاومات: توفر مقداراً محدداً من المقاومة للتيار الكهربائي.
المحرّض: عنصر يخزن الطاقة في شكل مجال مغناطيسي.
وتحتوي الرقائق الإلكترونية على مجموعة من الأبواب الكهربائية التي يمكن التحكم فيها لتمكين أو حجب تدفق التيار الكهربائي.
عملية تصنيع الرقائق الإلكترونية:
تقطيع المواد: تبدأ عملية الإنتاج بتقطيع ألواح السيليكون إلى شرائح رقيقة.
إضافة العناصر: تُضاف العناصر الإلكترونية إلى سطح الشريحة باستخدام تقنية الطباعة بالضوء.
ربط العناصر: تُربط هذه العناصر بأسلاك رفيعة لإنشاء الدوائر الإلكترونية.
عند تطبيق فولتية كهربائية على الرقاقة، يتدفق التيار عبر الأبواب الكهربائية، مما يحول الإشارات الكهربائية إلى تحركات للإلكترونات عبر المواد الشبه موصلة، ويسمح للرقاقة بأداء وظائفها وفق البرمجة المحددة.
الندرة والتحديات في صناعة الرقائق الإلكترونية:
تكلفة التصنيع: تصنيع الرقائق الإلكترونية يتطلب تقنيات ومعدات متطورة ومكلفة، مما يجعل تكلفتها باهظة.
الطلب العالمي: الطلب المتزايد من الدول المتقدمة تكنولوجيا على الرقائق الإلكترونية، الذي يتسع في العديد من الصناعات والتطبيقات، يؤثر على توفرها في الأسواق.
المواد النادرة: تحتوي الرقائق على مواد نادرة مثل التنغستن والتانتالوم والكوبالت، والتي تُستخرج من مناجم خاصة، مما يزيد من تكلفة الإنتاج ويجعل توفرها صعبًا.
التصنيع والتقنيات
يتم تصنيع الرقائق الإلكترونية باستخدام آلات متطورة تُعرف بـ "معالجات الرقائق"، في غرف ذات درجات حرارة محددة وظروف نظافة عالية. يشمل تصنيع الرقاقة وضع طبقات متعددة من الدوائر الكهربائية بدقة، وتوصيلها بالأجهزة الأخرى باستخدام تقنية "ربط الأسلاك"، حيث تُوصل أسلاك نحاسية رفيعة بالرقاقة ثم تُربط بالأجهزة الإلكترونية الأخرى.
الرقائق الإلكترونية تعتبر من الابتكارات المهمة في عالم الإلكترونيات، ولها أهمية كبيرة في تحسين أداء ووظائف العديد من الأجهزة الإلكترونية المتاحة في السوق.
وينص مشروع القرار على أن يتولى رئاسة المجلس رئيس مجلس الوزراء، ويضم في عضويته كل من: نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، ووزراء التخطيط والتنمية الاقتصادية، التعاون الدولي، الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، التعليم العالي والبحث العلمي، الكهرباء والطاقة المتجددة، الدولة للإنتاج الحربي، المالية، الاستثمار والتجارة الخارجية، والبترول والثروة المعدنية (الذي سيكون مقرراً للمجلس). كما يضم المجلس أيضاً رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية للتصنيع، ورئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، وممثلين عن الكلية الفنية العسكرية، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، وهيئة الأمن القومي، وهيئة الرقابة الإدارية. يحق للمجلس دعوة الوزراء والمحافظين ورؤساء الهيئات والأجهزة لحضور اجتماعاته، ويجتمع مرة كل شهرين على الأقل أو حسب الحاجة.
وسيتولى المجلس مسؤولية إقرار استراتيجية تكنولوجيا تصنيع الرقائق الإلكترونية والخلايا الشمسية، متابعة تحديثها سنوياً أو حسب الحاجة، ومراقبة تنفيذ الأجهزة المعنية لخطط هذه الاستراتيجية. كما يتابع المجلس تطور الاستثمارات في هذا المجال، وينظر في المشكلات والمعوقات التي تواجهها ويضع الحلول اللازمة لتذليلها، ويوجه الأجهزة المعنية لتنفيذ هذه الحلول.
كما يختص المجلس بمراجعة التشريعات والنظم والقواعد المتعلقة بالاستثمار في هذا المجال، ويقترح التعديلات اللازمة للجهات المختصة. تلتزم جميع أجهزة الدولة بتنفيذ خطط وسياسات تكنولوجيا تصنيع الرقائق الإلكترونية والخلايا الشمسية، وكذلك تنفيذ القرارات الصادرة عن المجلس في هذا الشأن.
وسيتم تشكيل أمانة فنية للمجلس برئاسة المقرر، تضم ممثلين عن الوزارات والجهات الأعضاء في المجلس بالإضافة إلى ممثل عن معهد بحوث الإلكترونيات.
تصدر قرارات تشكيل الأمانة ونظام عملها عن المقرر، وتقوم الأمانة بإعداد جدول أعمال المجلس ومحاضر جلساته، ودراسات حول تنفيذ الاستراتيجية، والمشكلات التي تواجه الاستثمار، واقتراح الحلول اللازمة.
كما وافق مجلس الوزراء على إضافة 15 مصاباً من هيئة الشرطة في العمليات الإرهابية والأمنية إلى صندوق تكريم شهداء وضحايا ومفقودي ومصابي العمليات الحربية والإرهابية والأمنية وأسرهم.
واعتمد المجلس محضر اجتماع اللجنة العليا للتعويضات رقم (72) بتاريخ 6/8/2024، الذي يتضمن بياناً مجمعاً بإجمالي قيم نسب التعويضات المستحقة للمتعاقدين، كما حسبتها الجهات المختصة وفقاً لقانون التعويضات.
كما وافق مجلس الوزراء على استثمار 11 قطعة أرض مملوكة للهيئة القومية لسكك حديد مصر في بعض المحافظات بنظام بيع الوحدات بحصة في الأرض.
وأيضاً، وافق مجلس الوزراء على تمديد المهلة الممنوحة لتأجيل الرفع على الجفاف للفنادق العائمة العاملة ببحيرة ناصر حتى نهاية شهر مايو 2025.
ومن جانبه، قال الدكتور عبدالمنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، إن الرقائق الإلكترونية أصبحت "النفط الثمين الجديد"، إذ أنها المصدر الأكثر ندرة وحيوية، موضحًا أن المنافسة على هذه التكنولوجيا بدأت منذ أكثر من عقد، ولكنها اشتدت الآن نظرًا لاعتماد العالم كله عليها الآن.
وأضاف السيد، أن كل الدول والعالم تعتمد على هذه التكنولوجيا الآن لأن كل شيء يعمل بها بدءً من الهواتف الذكية وأفران الميكروويف إلى سوق الأسهم والسيارات والصواريخ والطائرات مشيرًا إلى أن العالم يعاني من أزمة نقص في الرقائق الإلكترونية (أشباه الموصلات)، لافتًا إلى أنه من بين أكبر الشركات في هذا المجال، شركة Taiwan Semiconductor Manufacturing Company (TSMC) وهي واحدة من أكبر 20 شركة في العالم من حيث القيمة السوقية.
وأكد الدكتور عبدالمنعم السيد أن الدول العربية يمكن أن تستفيد من وجود مصانع TSMC على أراضيها، حيث يمكن أن توفر السوق الكبيرة والتسهيلات اللازمة لتوطين هذه الصناعة في الدول العربية، خصوصًا في مصر.
وأشاد باتجاه الدولة لإنشاء المجلس الوطني لتوطين صناعة الرقائق الإلكترونية، يستهدف مواجهة أزمة توفير الرقائق الإلكترونية اللازمة للعديد من الصناعات، لافتًا إلى جهود الحكومة لتوطين صناعة الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات وتعظيم القيمة بالإضافة إلى الثروات في مصر، والتركيز على إقامة الصناعات التي تعتمد على هذه الثروات مثل صناعة الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات، بما في ذلك المساهمة في دعم الاقتصاد الوطني لتحقيق أهداف التنمية والعمل والقدرة على الوصول إلى العالم.