البابا تواضروس الثاني يتحدث في عظته الأسبوعية عن ”الخادم مختبر الألم”
ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء امس، من كنيسة الشهيد مار جرجس بسبورتنج بالإسكندرية، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
وصلى قداسته رفع بخور العشية، بمشاركة الآباء الأساقفة العموم المشرفين على القطاعات الرعوية بالإسكندرية، والقمص أبرآم إميل وكيل عام البطريركية بالإسكندرية، وكهنة الكنيسة، وعدد من أعضاء مجمع كهنة الإسكندرية.
وقبل بدء الاجتماع تفقد قداسته بدء الأعمال الإنشائية في الأرض المجاورة للكنيسة والمزمع إنشاء مبني خدمات ملحق بالكنيسة عليها، وصلي وباركها برش المياه، وزار قداسته كذلك مزار القديس القمص بيشوي كامل.
وقبل العظة رحب القمص مرقس داود بقداسة البابا لافتًا إلى أن زيارة "البابا" لأي كنيسة هو افتقاد للكنيسة وشعبها.
وقرأ القمص إسحق نجيب والقمص بيمن أنور رسالتي القمص تادرس يعقوب ملطي القمص أبرآم فانوس كاهني الكنيسة، والتي بعثا بها لقداسته معبرين عن سعادتهم بزيارته للكنيسة.
رحب بعدها القمص أبرآم إميل بقداسة البابا لكنيسة مار جرجس سبورتنج مثمنًا جهد قداسته في زيارة وافتقاد شعبه طالبًا شعب الكنيسة بـ "الصلاة - الطاعة والخضوع - المشاركة" لقداسته وذلك طبقًا لوصايا بولس الرسول في رسائله بواجباتهم تجاه رئيس الكهنة.
بعد ذلك ألقى قداسة البابا العظة، مهنئا أبناء الكنيسة بصوم السيدة العذراء وقرب عيد التجلي وعيد السيدة العذراء، معبرًا عن سعادته بوجوده في هذه الكنيسة المباركة العريقة بالإسكندرية وقدم الشكر للقمص تادرس يعقوب والقمص أبرآم فانوس طالبًا لهما موفور الصحة، كما شكر الآباء على كلمات المحبة والترحيب. مقدمًا التحية لشمامسة الكنيسة ومجلسها وأراخنتها وشعبها.
واستأنف قداسته سلسلة "مؤهلات الخدمة"، وتناول سابع مؤهل من مؤهلات الخدمة وهو "الخادم مختبر الألم" ومن خلال حياة السيدة العذراء وهي كنز الفضائل، وتأمل قداسته في الآيات: "فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، حَتَّى إِذَا جِئْتُ وَرَأَيْتُكُمْ، أَوْ كُنْتُ غَائِبًا أَسْمَعُ أُمُورَكُمْ أَنَّكُمْ تَثْبُتُونَ فِي رُوحٍ وَاحِدٍ، مُجَاهِدِينَ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ لإِيمَانِ الإِنْجِيلِ، غَيْرَ مُخَوَّفِينَ بِشَيْءٍ مِنَ الْمُقَاوِمِينَ، الأَمْرُ الَّذِي هُوَ لَهُمْ بَيِّنَةٌ لِلْهَلاَكِ، وَأَمَّا لَكُمْ فَلِلْخَلاَصِ، وَذلِكَ مِنَ اللهِ.
لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ" (فيلبي ١ : ٢٧- ٢٩).
وأوضح قداسته أن اختبار الألم في حياة السيدة العذراء كخادمة، حيث أنها اختبرت آلام كثيرة من جراء الفقر واليتم والغربة والخطبة في سن صغير وكذلك آلام الشك وسوء الظن وآلام الميلاد في المذود والمُر في هدايا المذود وكلام سمعان الشيخ "وَأَنْتِ أَيْضًا يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ" (لو ٢: ٣٥) وآلام الهروب لأرض مصر وألمها وقت الصليب ، فالألم رفيق من يخدم وذكر قداسته أمثلة لشخصيات خادمة تعرضت للألم من الكتاب المقدس :
١- يوسف الصديق وسجنه.
٢- بولس الرسول ورسالة الفرح من داخل سجنه.
٣- أيوب الصديق.
٤- داود النبي.
وذكر قداسته كيف يعيش الإنسان ويواجه الألم وذلك من خلال :
١- الرضا والشكر والفرح.
٢- ابتعد عن التعارض والكلمات الحادة.
٣- الصبر والاحتمال وطول الأناة.
٤- الدخول للمخدع ورفع القلب بالصلاة.
وفي ختام العظة هنأ قداسته أولاده وبناته طلبة الثانوية العامة داعيًا لهم بالتوفيق والتقدم.