بعد الهجوم على اليمن.. هل تمكنت إسرائيل من رسم ”معادلة جديدة” في الشرق الأوسط؟
علقت وسائل الإعلام العبرية، على الهجوم الإسرائيلي في ميناء الحديدة الذي يعد الميناء الرئيسي لجماعة الحوثي في اليمن، وقالت إن إسرائيل رسمت معادلة جديدة في الشرق الأوسط بهذا الهجوم.
ووفقا للإعلام العبري فإن الهجوم كان بمثابة رسالة موجهة إلى إيران والشرق الأوسط برمته، مفادها: تستطيع إسرائيل أن تهاجم على مسافة بعيدة جدا، على بعد 1700 كيلومتر من قواعدها، بجيش يتكون من عشرات الطائرات المقاتلة".
ويقول الجيش الإسرائيلي إن الجميع كان يراقب كيف سنرد، ومتى سنرد، وبأي شدة سنرد، مضيفًا أن الهجوم جاء بعد تسعة أشهر من إطلاق صواريخ كروز وطائرات بدون طيار باتجاه إسرائيل، لكن الحادث الذي وقع صباح الجمعة تجاوز الخط الأحمر، وهي المرة الأولى التي يخترق فيها صاروخ حوثي منصات الدفاع الإسرائيلية ويتسبب في سقوط قتلى وجرحى.
ووفقا لصحيفة "إسرائيل اليوم" فقد استلزمت ضربة الطائرات بدون طيار لجماعة الحوثي في تل أبيب "تغيير المعادلة".
وقالت الصحيفة: كما حدث بعد الهجوم الإيراني بطائرات بدون طيار وصواريخ كروز في 14 أبريل، كان من الواضح حتى الآن أن تجنب الرد من شأنه أن يؤدي إلى تآكل الردع الإسرائيلي بشكل كبير، كانت هناك ثلاثة أسئلة على جدول الأعمال: السؤال الأول هو ما إذا كان يجب الرد، وكان هناك إجماع كامل في النخبة السياسية والأمنية على أن الإجابة على هذا السؤال كانت إيجابية.
والسؤال الثاني هو متى يجب الرد، وهنا أيضاً كان هناك إجماع على ضرورة الرد بسرعة، في حين أن الموضوع لا يزال «ساخنا».
والسؤال الثالث هو كيفية الرد، عندما اقترح الجيش الإسرائيلي عدة خطوات وطرق الرد الممكنة".
معادلة جديدة
أشار عبد الملك الحوثي، زعيم الحوثيين في اليمن، إلى الهجوم الإسرائيلي على ميناء الحديدة في كلمة ألقاها، قائلا إن "إسرائيل أرادت من النار المشتعلة الإظهار لجمهورها الغاضب أنها وجهت ضربة لليمن وكان هدفها إيذاء شعبنا - كجزء من الحرب الاقتصادية والعسكرية التي يشنها الأمريكيون ضدنا".
وأوضح زعيم الحوثيين إن ضربة الطائرات بدون طيار في تل أبيب كانت في الواقع "الخطوة الخامسة" في التصعيد ضد إسرائيل، وبحسب قوله: "لقد بدأت معادلة جديدة، القدرة التدميرية للطائرة بدون طيار تفوق أي طائرة أخرى".
وقال إن "هذه الطائرة بدون طيار هي سلاح متطور، يتمتع بقدرات واضحة على المستوى التكتيكي والفني، ومدى طويل وقدرة تدميرية تفوق أي طائرة أخرى".
وبحسب الحوثي فإن "العدو أعلن بالفعل إفلاس ميناء إيلات.. تصرفات اليمن كبدت له خسائر فادحة. ومع بداية الشهر العاشر للحرب يحتاج العدو لمزيد من الضغط والردع لوقف العدوان".
وبحسب القيادي الحوثي، فإن "إخواننا في المقاومة الفلسطينية اختاروا اسم "يافا" للطائرة بدون طيار، وصوله إلى مركز إداري للقاعدة أزعج العدو، نعلن أن الهجوم على يافا (تل أبيب) هو بداية المرحلة الخامسة من التصعيد، ونرى في ذلك معادلة جديدة".
وأضاف: "كان للهجوم تأثير على إسرائيل، ولم يكن التهديد متوقعا، فالعملية من اليمن تشكل سابقة لعملية خارج فلسطين، الطائرة بدون طيار مصنوعة في اليمن وأطلقتها قوة يمنية، الخطر والتهديد سيستمران في تل أبيب والمعادلة الجديدة تشير بوضوح إلى فشل كل من دافع عن العدو، لقد فشل الأميركيون والبريطانيون والدول الأوروبية في منع وصول التهديد إلى إسرائيل، نحن سعداء بالمعركة المباشرة مع العدو الإسرائيلي".
وفور الهجوم على ميناء الحديدة، بدأ الحوثيين التهديد بالرد على إسرائيل، وقال عضو المكتب السياسي للجماعة محمد البحيتي، في تصريحات صحفية: “هناك عدة أهداف حيوية وحساسة في إسرائيل سنهاجمها. سنهاجمها”، نعلن أفعالنا عندما يتم تنفيذها".