الحرب على الأبواب.. «فورين أفيرز»: أزمة تلوح في الأفق بمضيق تايوان
نشرت مجلة فورين أفيرز تقريرًا مفصلًا عن الوضع السياسي في تايوان، حيث أعلن الرئيس الجديد لاي تشينج تي، الذي تولى منصبه في مايو بعد انتخابه في يناير، أن تايوان دولة مستقلة ذات سيادة.
وأكد “لاي” في خطابه الافتتاحي أن تايوان ليست جزءًا من الصين ولا تابعة لها، رغم تعهده بعدم استفزاز الصين أو تغيير الوضع الراهن عبر المضيق.
ويشير التقرير إلى أن “لاي”، رئيس الحزب التقدمي الديمقراطي (DPP)، يفضل الوضوح في موقفه نظرًا للضغط العسكري والسياسي والاقتصادي المتزايد من الصين. كما يتناول التقرير ردود الفعل الصينية الحادة على خطاب لاي، بما في ذلك المناورات العسكرية الواسعة النطاق، والتحديات التي تواجهها الولايات المتحدة في إدارة العلاقات بين بكين وتايبيه.
منذ عام 1996، أعلن جميع رؤساء تايوان المنتخبين في مرحلة ما خلال فترة وجودهم في مناصبهم أن دولتهم دولة مستقلة ذات سيادة. وكان رئيس تايوان الجديد لاي تشينج تي، الذي انتخب في يناير ثم تولى منصبه في مايو، هو أول من أدلى بهذا الإعلان في بداية فترة ولايته.
رئيس الحزب التقدمي الديمقراطي (DPP) والذي يصف نفسه بأنه عامل عملي من أجل استقلال تايوان، ألقى لاي خطابًا افتتاحيًا أوضح أن تايوان دولة ذات سيادة ومستقلة بحكم الأمر الواقع، وليست جزءًا من الصين ولا تابعة لها.
ولكن في الوقت نفسه، تعهد لاي بعدم استفزاز الصين أو تغيير الوضع الراهن عبر المضيق.
يعود تفضيل لاي للوضوح على الغموض إلى اعتقاده بأن الضغط العسكري والسياسي والاقتصادي المتزايد الذي تمارسه الصين على تايوان - فضلاً عن وجهات نظر شعب تايوان السلبية المتزايدة تجاه الصين - يتطلب نهجاً أكثر حزماً.
وقد عمل سلفه، الرئيس السابق تساي إنج وين، على تعزيز دفاعات تايوان مع اعتماد تدابير تصالحية وتقديم الضمانات لبكين.
وتجري بكين الآن مناورات عسكرية بالقرب من تايوان وعلى الجانب الشرقي من الجزيرة قائلة أن المضيق هو مياهها الداخلية. وهذا يحبط لاي وربما شجعه على اتخاذ موقف أكثر صرامة وجرأة.
واعتقدت بكين أن خطاب لاي يتطلب ردا قاسيا. وانتقدته وسائل الإعلام الرسمية الصينية، وأدانه وزير الخارجية الصيني وانج يي ووصفه بأنه "خائن".
وأطلق الجيش الصيني مناورة واسعة النطاق استمرت يومين قال القائد الأمريكي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ صموئيل بابارو إنها تشبه بروفة للغزو.
منذ ذلك الحين، أوضحت بكين ازدراءها المُتزايد لـ “لاي”، وتضاءلت احتمالات إنشاء قناة خلفية هادئة بين لاي وبكين، جنبًا إلى جنب مع إمكانية زيادة السياحة عبر المضيق والتبادلات الطلابية والأكاديمية. وهذا النقص في التواصل وتضاؤل التفاعلات بين الجانبين يزيد من خطر سوء التفاهم وتصلب المواقف.
كما أنه يزيد من صعوبة مهمة الولايات المتحدة في إدارة العلاقات بين بكين وتايبيه.. ومن أجل الحد من التوترات، يجب على الولايات المتحدة أن تشجع تايوان على تعزيز قدرتها على ردع الغزو، وفي الوقت نفسه، زيادة اتصالاتها الدبلوماسية مع بكين.